الخميس 27 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

المطران منيب يونان: واجب رجال الدين ترسيخ مواطنة متكافئة وحاضنة للتنوع

 المطران الدكتور
المطران الدكتور منيب يونان و البابا فرنسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال المطران الدكتور منيب يونان رئيس الاتحاد اللوثري العالمي سابقا والرئيس الفخري لمؤسسة الأديان من أجل السلام، إننا نحتفل في هذا الاسبوع بمناسبتين عالميتين أولهما أسبوع الوئام بين الأديان الذي أقرته بالإجماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 2010 بمبادرة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، ويوم الأخوة الإنسانية.
ولفت خلال كلمته بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، أسبوع الوئام إذا دل على شيء فإنما يدل على الدور الذي تلعبه الأردن في الوئام بين الأديان، فالملك عبد الله الثاني هو من أطلق رسالة عمان وأوضح فيها أن الإسلام هو ديانة سلام، وفي الأردن وقع 138 عالمًا اسلاميًا، وثيقة "كلمة سواء" حيث أرسلوها لرؤساء الكنائس حول العالم وهي أن الدين القويم يعتمد على أمرين أساسيين وهما محبة الله ومحبة القريب الإنساني.
وأضاف "يونان" خلال مشاركته مساء أمس، بندوة مؤسسة السلام الدولية بنيويورك- الولايات المتحدة الأمريكية، عبر تطبيق زووم، أننا نحتفل في هذا العام لأول مرة بعد أن وافقت الأمم المتحدة بأن يكون الرابع من شهر فبراير هو يوم الأخوة الإنسانية وتنبثق من المسيرة الوئامية التي انطلقت من الأردن، حيث وقع قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان وفضيلة الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك وإن دل ذلك على شيء فإنه يدل على عطش الشعوب وأتباع الديانات إلى كلمة سواء تعزز أخوتنا الإنسانية في زمن الفرق والتحريض والتعصب والغلق الديني والطائفية العمياء.
وتابع: من منطلقنا المسيحي الإنجيلي، الله له المجد، قد خلقنا على صورته حسب ما هو مبين في قصه الخليقة في سفر التكوين:" فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقهم. ذكرا وأنثي خلقهم" (سفر التكوين بالعهد القديم بالكتاب المقدس الإصحاح الأول عدد 27)، وهذا يعني أن الله خلقنا متعددين ولكن متساوين في الإنسانية.
وأكمل: خلق الله الشعوب بأنواعها وألوانها وتعددها وخلق الله الأعراق والجنسيات المختلفة ولكن كلنا نمثل هذه الإنسانية صفتنا بأخواتنا تلك الأخوة الإنسانية، حيث أننا متساوون كأسنان المشط، تلك الأخوة الإنسانية التي تجمعنا في هذا العالم تحت سقف الكرامة والمساواة بغض النظر عن الجنس أو الدين أو العرق أو الانتماء السياسي أو الحزبي، ولكن تمرد الإنسان على الله وابتعاده عنه هو من أغرق البشر بروح التفرقة والتمييز والتعالي والتحامل، وهو الذي خلق التعصب الديني والطائفي ونسوا البشر أن قصد الله أخوة إنسانية متساوية حقيقية مبنية على قيم المحبة والإخاء والمسامحة.
وشدد: نحن كمسيحيين نؤمن أن السيد المسيح فدى جميع أنواع الإنسانية بسفكه دمه الكريم على الصليب وأعاد لنا كرامتنا الإنسانية التي فقدناها في الخطية وأعاد لنا الأخوة الإنسانية بفداء كل البشرية بتساوي، لذلك يكتب بولس الرسول: لا يهودي ولا يوناني.ليس عبد ولا حر. ليس ذكر أو أنثي لانكم جميعا واحد في المسيح يسوع" (رسالة غلاطية 28:3 ).
وأكد أن وثيقة الأخوة الإنسانية تظهر القيم المشتركة للأخوة بين المسيحية والإسلام، حيث ترى هذه الوثيقة أن التطرف الديني والتعصب الأعمي في الدين هما ما يتعارضان مع مفهوم الأخوة الإنسانية وهما ما يخلقان التباعد والتعالي، وبدورنا كأتباع ديانات ألا نسمح لأحد أن ينتزع منا هذه الأخوة المتساوية الله خلقنا الله عليها، وما أعجبني أيضًا في هذه الوثيقة للأخوة الإنسانية بالتأكيد على المواطنة المتكاملة والمتساوية بالحقوق والواجبات والحاضنة للتنوع.
وبين أن دور رجال دين أن يرسخوا هذه المواطنة المتكافلة والحاضنة للتنوع وأن نقدم من عقولنا فكرة الأكثرية والأقلية. فالأخوة الإنسانية تدعونا لنكون مواطنين متساويين حاضنين للتنوع بسبب محبتنا لأوطاننا.
واختتم قائلًا: "إن الدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضي، أن نركز في زمن الكورونا التي ذكرتنا بوحدة إنسانيتنا، وأن وحدتنا كرجال الدين وأصحاب السياسة والمجتمع المدني أن يعزز اليوم أخوتنا الإنسانية لأنه عندها فقط يعم السلام وتحقق العدالة ونقبل الأخر كما خلقه الله ونحافظ على السلم المجتمعي.