أصدر المهرجان القومي للمسرح المصري، حديثا في دورته الثالثة عشر، برئاسة الفنان يوسف إسماعيل، 6 إصدارات يكرم بها نجوم المسرح المصري وهي: "محمود ياسين.. فارس المسرح المصري" إعداد الكاتب الصحفي محمد قناوي، "نجيب سرور.. فارس الميثولوجيا المصرية" إعداد الدكتور أشرف الصباغ، "المنتصر بالله.. ضحكة سعيدة" إعداد الناقد أحمد الشريف، "سهير المرشدي.. أيقونة المسرح المصري" إعداد الدكتور مصطفى عبدالحميد، "صلاح السعدني.. ابن الحلم واليقظة" إعداد الناقد أحمد خميس، "عباس أحمد.. راهب المسرح المصري" إعداد الدكتور أحمد يوسف عزت.
"ضحكة سعيدة"
تناول الفنان والناقد المسرحي أحمد محمد الشريف، في كتاب "المنتصر بالله.. ضحكة سعيدة" مسيرة حياته بداية من النشأة والتعليم، ثم الموهبة ومرحلة التوهج الفني سواء في المسرح، والسينما، والتلفزيون، والإذاعة، بالإضافة إلى رحلته الأخيرة مع المرض التي بدأت منذ يناير 2008 واستمرت حتى وفاته في السادس والعشرين من سبتمبر 2020، تميزت شخصيته التلقائية بسمات وملامح كانت سببًا في نجاح مشواره الفني، كما تناول أيضا حكايات وذكريات مع أصدقائه الفنانين وزملائه في العمل، وكذلك بصمته الفنية المتفردة في عيون النقاد، إضافة إلى شهادة أبنائه بعنوان "مونتي" أبو ضحكة جنان، إلى جانب بانوراما سريعة على أعماله المسرحية، والسينمائية، والتلفزيونية، وكذلك الإذاعية، منتهيا بمجموعة من شهادات الفنانين والمخرجين والمنتجين عن تجربته الفنية، وكذلك رثاء زملائه له عقب وفاته.
يرى "الشريف" أن الفنان الراحل المنتصر بالله، برزت موهبته الفنية في المرحلة الابتدائية بالغناء في حفلة عيد الأم، ثم تطورت في المرحلة الثانوية وحصل على الميدالية الذهبية عن دوره في مسرحية "الثعلب"، حتى تخرج من معهد الفنون المسرحية – قسم التمثيل والإخراج- في 1977، وكانت مسرحية "عائلة سعيدة جدا" التي قدمها للمسرح الكوميدي، بداية انطلاق شهرته، إلى أن انبهر الفنان فؤاد المهندس بموهبته الفنية وضمه لمسرحيته "علشان خاطر عيونك" في 1986، وتوالت بعدها مسرحيات القطاع الخاص، حتى أصبح من الفنانين القلائل الذين يتعلق بهم الجمهور وبإفيهاتهم مهما مر عليها الزمان، لحتل مكانة كبيرة في أذهان الجميع، فقد استطاع أن يحقق ذلك عن طريق تلقائيته الفنية.
يوضح "الشريف"، أحد مواقف وذكريات المنتصر بالله، أثناء تعاقده على مسرحية "شارع محمد على "، كان البعض لا يريد مشاركته في هذا العمل، ولكن تدخلت بطلة العرض الفانة شريهان، وساندته وهددت بالانسحاب والاعتذار عن المسرحية إذا استغنى عن الفنان المنتصر بالله في هذا العمل، وحقق هذه المسرحية نجاحا كبيرا منذ عرضها.
وعن شهادة الناقد الدكتور عمرو دوارة، عن المنتصر بالله، التي تحمل عنوان "وداعا المنتصر بالله" يؤكد أنه يعد من أهم فناني الكوميديا بالنصف الثاني من القرن العشرين، الذين قدموا أعمالا جماهيرية مميزة ومؤثرة سواء في المسرح أوالسينما أوالتلفزيون، والذي نجح في تجسيد العديد من الشخصيات المختلفة بل وتفوق عليها، كما حرص على المشاركة في الأعمال الكوميدية وتقديم أدواره بصورة كاريكاتورية محببة بهدف إسعاد الجميع ورسم البسمة على شفافهم.
"مونتي" أبو ضحكة جنان
"الدنيا وحشة قوي من غيرك يا بابا.. علشان أنت كنت كل حاجة.. أب وصديق وأخ وابن.. مختلف ومافيش زيك.. وحشتنا قوي يا مونتي يا أبو ضحكة جنان" بهذه الكلمات ترثيها بنات الفنان المنتصر بالله "هبة، رانيا، سارة" لروحه الطيبة، فهو من رسخ مبدأ الإعتذار في الأسرة، أن من يخطئ لا بد وأن يعتذر، عندما قام هو أولا بفعل ذلك، وهذا لا يقلل من شأن المرء بل يزيد احتراما لنفسه ولمن حوله.
نال المنتصر بالله العديد من الجوائز والتكريمات التي كان آخرها في افتتاح الدورة الثالثة عشر للمهرجان القومي للمسرح المصري الأحد الماضي 20 ديسمير 2020.
جدير بالذكر أن فعاليات الدورة الثالثة عشر للمهرجان القومي للمسرح المصري تقام خلال الفترة من 20 ديسمبر الجاري وتستمر حتى 4 يناير 2021، والتي تحمل اسم دورة "الآباء"، ويحتفل المهرجان فيها بمرور 150 عامًا على المسرح المصري المعاصر، الذي يؤرخ له منذ عام 1870.
