حازت أنباء موكب المومياوات الملكية، على اهتمام واسع طوال الفترة الماضية، سواء من وسائل الإعلام أو من عموم الجماهير العاشقة للحضارة الفرعونية، المتطلعة للمشاركة عن قرب في الموكب المنتظر بعدما تم الحشد الإعلامي الهائل له، وتابع الجميع عن كثب البروفات التي تمت مؤخرا في ميدان التحرير استعدادا لإقامة الموكب، وذلك بعدما أكد المسئولون عن وزارة السياحة والآثار أن نقل المومياوات الملكية سيكون قريبا.
لكن رغم ذلك، كشفت مصادر مطلعة، أكدت للبوابة نيوز، أن موكب المومياوات الملكية، تم تأجيله إلى أجل غير مسمى، إما أن يكون في شهر مارس، وفق ما طالب عدد من المستثمرين وخبراء السياحة، حتى تكون الدول قد تجاوزت آثار الموجة الثانية من كورونا، أو خلال شهر يونيو المقبل، وهو نفس الموعد الذي أجلت له الدولة حدث ثقافي مهم يوازي موكب المومياوات الملكية، وهو معرض القاهرة الدولي للكتاب.
يأتي هذا في الوقت الذي توقع فيه البعض، في وقت سابق أن يقام الموكب يوم الجمعة المقبل الموافق الأول من يناير 2021، إلا أن قرار مجلس الوزراء بإلغاء احتفالات رأس السنة، قد ألغى هذا السيناريو المتوقع أيضًا، وأجل إقامة الموكب إلى أجل غير مسمى خلال عام 2021، وفق تطورات الأوضاع لجائحة كوفيد 19 ليس في مصر فقط، وإنما في العالم كله، خاصة أن هذا الموكب ليس موجها للداخل المصري فقط، وإنما للخارج أيضا، فقد تكلفت الدولة إقامة الموكب لاستثماره في جذب مزيد من السياحة الخارجية بعد تأثر هذا القطاع بحالة توقف الطيران بين الدول ومن ثم أصيب بالشلل وبات موكب المومياوات الملكية، من أهم عوامل الجذب التي تراهن بها مصر على عودة السياحة إلى سابق عهدها.
وفي هذا السياق، فقد تم تغليف بوابات الموكب المواجهة لمتحف الحضارة المصرية بالفسطاط، كما تم حجب المسلة وكباش ميدان التحرير، مرة أخرى، فيما احتوت خلفية المتحف المصري، السيارات التي ستقل ملوك الموكب الملكي، انتظارا لتحديد موعد جديد لنقل المومياوات الملكية، وفق ما يستجد من تطورات.
يأتي هذا في الوقت الذي عقدت فيه وزارة السياحة والآثار، الأسبوع الماضي اجتماعا بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، مع ممثلي وزارات الدفاع، والداخلية، والجهات الأمنية، والمجلس الأعلى للآثار، ومسئولي الشركة المنفذة لعملية نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى مكان عرضها الدائم بالمتحف القومي للحضارة المصرية بمنطقة الفسطاط، وذلك لمتابعة الإجراءات اللازمة واللمسات النهائية لعملية النقل.
ووفق بيان صحفي، تم خلال الاجتماع مناقشة الإجراءات الخاصة بتنظيم عملية السير بالطرق التي سيمر بها خط سير موكب المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية، بالإضافة إلى مناقشة التفاصيل الخاصة بالعربات التي ستقوم بالنقل، والتصميمات الفنية والتقنية التي يجب توفيرها خلال عملية النقل، وذلك لإخراج هذا الحدث العالمي بشكل يليق بعظمة الأجداد وعراقة الحضارة المصرية المتفردة في موكب مهيب.
يشار إلى أن عدد المومياوات التى سيتم نقلها يبلغ ٢٢ مومياء ملكية، منها ١٨ مومياء لملوك، و٤ مومياوات لملكات من بينهم مومياوات الملك رمسيس الثاني، والملك سقنن رع، والملك تحتمس الثالث، والملك سيتي الأول، والملكة حتشبوت، والملكة ميريت آمون زوجة الملك آمنحتب الأول، والملكة أحمس-نفرتاري زوجة الملك أحمس.
