قال سفير أذربيجان بالقاهرة، إلخان بولخوف، إن العلاقات التاريخية بين مصر وأذربيجان تمتد لقرون، مشيرًا إلى أن هذه الروابط تعود إلى مئات السنين وتتجسد في التعاون العلمي بين علماء من البلدين الذين استقروا في مصر.
وأوضح «بولخوف» أن العلاقات الثنائية شهدت تطورًا كبيرًا في العصر الحديث، مشيدًا بدور المهندسين الأذريين في بناء السد العالي خلال فترة الاتحاد السوفيتي، عندما قدم السوفييت دعمًا تقنيًا لمصر في هذا المشروع الكبير.
وأشار السفير إلى أن العلاقات بين البلدين تعززت بشكل ملحوظ بعد استقلال أذربيجان عن الاتحاد السوفيتي، وتحديدًا بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين القاهرة وباكو. واستذكر زيارة الزعيم الأذري الراحل حيدر علييف إلى مصر في عام 1994، مشيرًا إلى أن مصر هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط وأفريقيا التي تحتضن تمثالًا لعلييف في "حديقة الصداقة المصرية-الأذرية" بالقناطر الخيرية، ما يعكس عمق العلاقة بين البلدين.
وأضاف «بولخوف» أن الزيارات المتبادلة بين قيادت البلدين ساهمت في تعزيز العلاقات الثنائية بشكل كبير. وأوضح أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى باكو العام الماضي كانت خطوة محورية في توطيد هذه العلاقات، وتلتها زيارة الرئيس الأذري إلهام علييف إلى القاهرة مؤخرًا.
وأكد السفير أن البلدين يتفقان في وجهات النظر حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية، خصوصًا القضية الفلسطينية، حيث تدعو أذربيجان إلى تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.
كما لفت إلى أن كلا البلدين يعملان على تعزيز قيم السلام والتسامح، مشيرًا إلى تجربة أذربيجان في استعادة أراضيها بعد الاحتلال، والتي أسفرت عن نزوح أكثر من مليون لاجئ.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان "مصر وأذربيجان.. آفاق التعاون.. وقمة المناخ المقبلة"، التي نظمتها لجنة الشئون الخارجية والعربية برئاسة الكاتب الصحفي حسين الزناتي في مقر نقابة الصحفيين.