الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هل شفت؟.. أنا شفت!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هل شفت شركات لها أسماء رنانة ورجال أعمال شهرتهم تسد عين الشمس يكسبون الملايين ولا يعطون موظفيهم أصحاب الشهادات العالية الذين اضطرتهم الظروف بدلا من البطالة والجلوس بالبيت للعمل – كول سنتر- أو موظف بسيط سوى الفتات؟.. أنا شفت!.
هل شفت ملاك مدارس خاصة في زمن كورونا ومن قبل كورونا يكسبون مئات الألوف والملايين ويعطون للمدرسين والمدرسات رواتب تقل عن ألف جنيه شهريا بصراحة انا شفت بل إن بعض هذه المدارس توقع مع مدرسيها عقودا هزيلة لا تغني ولا تسمن من جوع باليد اليمنى مع توقيع ورقة استقالة بدون تاريخ باليد اليسرى ليكونوا تحت رحمة المدرسة ومن لا يرضخ أو لا يعجبه الحال يطرد في الحال.
وياليت جشع ملاك هذه المدارس يتوقف عند حد معين وهو الرواتب بل يصل الأمر لبعضهم في زمن الكورونا وقبل كورونا – لمن يقول إن الوضع الحالى يتطلب التضحية من الجميع ومن بينهم المدرسين- يصل إلى حرمان المدرسين من رواتب شهور الصيف ومن يغيب عن العمل يوم الخميس يخصم منه راتب أيام الخميس والجمعة والسبت ومن يغيب عن دوام يوم الأحد يخصم منه راتب أيام الجمعة والسبت والأحد فيما أنه يتم خصم ربع أو نصف يوم من المدرس إذا تأخر ربع ساعة عن موعد الحضور اليومى الصباحى وهو ما يعنى أن الراتب الشهرى الذى لا يكفى يوميا ثمن وجبة أو الانتقالات يتقلص لنحو النصف لمن تغفل له عين ويتأخر أو يغيب لظروف المواصلات أو المرض أو توصيل الأولاد للحضانة وطبعا المعلم مجبر لا بطل وهنا لا بد من تدخل الدولة لانصاف مدرسي ومدرسات وإداريى المدارس الخاصة من جشع ملاك بعض المدارس الذين يدعون الفقر وفى نفس الوقت نرى مع تزايد ثرواتهم توسعاتهم في البنيان ببناء أدوار إضافية أو مدارس جديدة بدماء المدرسين وأموال أولياء الأمور.
هل شفت شركات عقارية تقدم عبر مسوقيها وبمعسول الكلام عروضا تناسب كل جيب وطبقة اجتماعية بامتلاك شقة الأحلام في أرقى الكمبوندينات السكنية والساحلية وما أن يدفع الزبون ويوقع العقد تتحول الامانى والأحلام في أغلب الأحوال إلى كوابيس ومعاناة بحجة تعثر أو تعسر الشركة وعدم قدرتها على استكمال البناء وإذا شيدت المبانى فهى غير قادرة على التشطيب ومن يريد السكن فالغاوى كما نقول في المثل العامى ينقط بطاقيته.
فهل شفت مثل هذه الشركات العقارية غير الموثوق بها والتى تجارتها كلام في كلام ولا الأحلام بصراحة أنا شفت وللأسف مثل هذه الشركات التى عمادها ورأسمالها الكلام المعسول تتسبب في الضرر البالغ للشركات الجادة فالعيار في السوق العقارى والمالى – يدوش- والحسنة تخص والسيئة تعم.
ولهذا لا بد من إجراءات وضوابط صارمة من قبل الدولة وحماية المستهلك بمراقبة السوق العقارى والتحذير علنا من الشركات سيئة السمعة بدلا من استمرار الزبائن في الوقوع في فخ هذه الشركات وتكون النتيجة ضياع المليارات من الجنيهات والدخول في قضايا تستمر لسنوات تنتهى برضا العميل بقبول أقل الأضرار وهو الحصول على جزء من أمواله والتنازل عن القضايا وعفا الله عما سلف.
هل شفت مستريح يخدع الأغنياء والغلابة بمكاسب مغرية عند تقديمهم مدخراتهم ليستثمرها عبر عقليته الجهبذ نيابة عنهم في سوق الاراضى والعقارات وعمليات البيع والشراء وبعد شهرين أو ثلاثة من الأرباح التى يوزعها كطعم من حصيلة الأموال التى يجمعها وفى النهاية يتبين أنه نصاب هدفه سرقة أموال الناس هل شفت؟ أنا شفت ولن أكذب إذا قلت إننى عبر صديق أمين أثق به ثقة عمياء كنت عقب عودتى من سنوات الغربة الطويلة بالخليج كنت أنا وهو وكثيرون ضحية أحد هولاء النصابين وأتمنى أن يكون هذا المقال بمثابة بلاغ لمباحث الأموال العامة وأمن الدولة ضد هذا اللص وأمثاله.
هل شفت الملايين بالعالم وأنا واحد منهم يبدى إعجابه باليابان التى استجابت لعناد ملاك أحد العقارات بعدم هدم عقاره وبيت أحلامه لإقامة كوبرى منفعة عامة يحقق السيولة المرورية والوقت والجهد والمال يوميا لمئات الألوف من مالكى وسائقى وركاب السيارات بعدما رفض صاحب العقار كل الإغراءات المالية وأذعنت الحكومة لرغبته ولم تهدم البيت ولكنها صممت تصميما بديعا جعلت الكوبرى يخترقه دون هدمه.
وصفقنا جميعا للحكومة اليابانية التى أحنت رأسها الشامخة بإنجازاتها بشتى المجالات لفرد من أبنائها وقلنا هذه هى الإنسانية وهذه هى حقوق الإنسان ولكننا عند حدوث نفس الامر عندنا في الجيزة ومدينة الحمام بمرسى مطروح عند إقامة كوبرى هنا وكوبرى هناك جلدنا الحكومة واتهمناها بالاعتداء على حقوق الإنسان فيما ان موقع البيت اليابانى الذى اخترقه الكوبرى أصبح من المعالم السياحية ومصدرا للدخل لصاحب البيت إذا أراد.
ياجماعة الخير أننا نعيش الآن مصر النهضة والتعمير والبناء وإذا أردنا أن نكون بخير علينا مواصلة الحرب على الفساد والفاسدين سارقى أموال الشعب ومصاصى دماء الغلابة.