الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

وش إجرام| "ملاك وشيطان".. حكاية مقتل حافظة القرآن على يد نجل خالتها بالواسطى

الضحية
الضحية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كعادته كل مساء، توجه الفلاح البسيط للبحث عن قطع خشبية لإشعال النيران بسبب برودة الجو، لكن طرأ على السيناريو اليومي جديد؛ حيث عثر على جوال بداخله جثة طفلة شبه منتفخة، داخل منزل مهجور على أطراف القرية، لتبدأ بعدها سلسلة من الأحداث تكشفت عنها العديد من المفاجآت.
بداية القصة
عقارب الساعة كانت تشير إلى السابعة مساء يوم الجمعة الماضي، هنا داخل قرية قمن العروس التابعة لمحافظة بني سويف، حيث حالة من الفزع والرعب الشديد انتابت قاطنيها عقب اختفاء الطفلة " فاطمة حبيب إبراهيم " في ظروف غامضة، تبدلت معها أرجاء القرية والتي تجمع على إثرها الأهالي من كل حدب وصوب لمساعدة الجار الذي اختفت طفلته الصغرى للتو، لتبدأ رحلة البحث للوصول لطرف خيط يقودهم نحو كشف لغز الدقائق والساعات التي مرت على غياب صاحبة الـ 10 سنوات، حتى عُثر عليها جثة هامدة.
شيطان متخفي
18 ساعة مرت على اختفاء "حافظة القرآن الكريم"، كما كان يلقبها أهالي القرية، فلا حديث ولا أمر يشغل بال الجميع هنا سوي العثور عليها وإعادتها لاحضان أسرتها، قلق ورعب وخوف فالكل منتظر ما ستعلن عن الساعات القادمة من مفاجآت في مسلسل البحث عن الطفلة الغائبة، إلا ذلك الشاب صاحب الـ 17 ربيعا، نجل خاله الطفلة، والمتواجد معهم للبحث عنها، فهو الشخص الوحيد الذي يعلم ما سيدور في أحداث الحلقة الاخيرة، عقب الكشف عن جريمته.
جثة في بيت المهجور
صرخات قطعت ذلك السكون الذي خيم على الأرجاء، حين خرج أحد سكان القرية (فلاح)، يهتف بأعلى صوته ليعلن عن العثور على جثة طفلة داخل منزل مهجور كان قد قصدة أثناء البحث عن قطع خشبية لإشعال النيران ليستخدمها في التدفئه بسبب برودة الجو، وبعد انتقال الأهالي ورجال الشرطة تبين أن الجثة للطفلة المتغيبة، وبإخطار النيابة العامة كشفت مناظرتها أن الجثمان لطفلة في مقتبل عمرها مصابة بخدوش برقبتها واحمرار بالظهر، وتبينت أن المكان الذي عثر على جثمانها فيه غير مأهول تحت الإنشاء، لتبدأ بعدها رحلة جديدة من البحث عن مرتكب الواقعة.
الأمن يبحث عن الجاني
12 ساعة كاملة قضاها رجال المباحث بمسرح الجريمة بحثا عن إجابة للسؤال الأبرز "من الجاني؟"، للوصول لطرف خيط يقودهم إلى حل القضية، إذ استمعوا لأقوال العديد من قاطني المنطقة وحرصوا على تفريغ كاميرات المراقبة المُثبتة بالمحلات فضلا عن فحص علاقات أسرة الضحية والوقوف على وجود خلافات بينهما وآخرين ترقى لارتكاب الجريمة، حيث أكدت التحريات أن عائله المجني عليها تتمتع بدماثة الخلق وحب واحترام الجميع.
كشف المستور
خلال وقت قصير توصلت جهود البحث، إلى أن الضحية كانت تحفظ 25 جزءا من القرآن الكريم، وأنها يوم الواقعة كانت في "كُتاب القرية" تستكمل الحفظ، وطلبت من المحفظة الاستئذان بسبب موعد درس، وعادت إلى منزلها عقب صلاة المغرب، والتقت والدتها ثم ذهبت لمنزل خالتها التي كانت تعد الخبز، واختفت بعدها.
وكشفت التحقيقات أن نجل خالة الضحية "ع. ا"، 17 عاما، طالب، هو مرتكب الواقعة، وأنه أقدم على خنقها ووضع عليها جوالا بلاستيكيا، وإلقاء جثمانها بالعقار المهجور الذي عَثرت عليه فيه، وذلك بعدما هددته بفضح أمر محاولته الاعتداء عليها جنسيا كرهًا عنها، فأمرت "النيابة العامة" بضبطه، وباستجوابه أقرَّ بارتكابه الواقعة على نحو ما تقدم، وأنه تظاهر وسط أهلها بالبحث عنها بعد اختفائها، والذين أكدوا وشيخ البلد محل سكنها حسن خلقها وحفظها القرآن الكريم.
هذا، وقد أمرت "النيابة العامة" بحبس المتهم أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، وإجراء الصفة التشريحية على جثمان المجني عليها بيانًا لسبب وكيفية وفاتها وحدوث ما بها من إصابات.