فى أكتوبر من كل عام، نستعيد ذكريات منقوشة فى الوجدان.. ذكـــرى انتصـــار جيشنا العظيـــم علــــى العـــــدوان.. العـــدو الذى تـوهم يومـًا أنــه لا يُهـــزم ولا يهان.. لكن نسورنا الأبطال لقنـــــوه درسًا نابضًا بالمذلة والهـوان.. فـــى ملحمـــة عســكريـــــة فــاقت كــل خيـــال وبيــــان.. رأينـــا فيهــــا صلابـــة الإرادة مـــع روعة الإيمــان.. ولمسنـــا براعـــة التخطيــط ودقة التنفيذ مع حكمة الربان.. وأضحـــى انتصارنا عَلمـــًا وعلِمــــًا و«نيشـان».. عَلم يرفرف على مصرنـــــا أحب وأغــــلى الأوطـان.. وعِلمـــاَ يُدرس للجيـوش فــــى ســـائر البلدان.. ونيشــان ووســام يتــلألأ على صدورنا ما بقى الزمان.
أجل! فالنور يهزم الظـــــلام والحــق أبقــى مــن البطـلان.. واليوم هل انتهت معاركنــا؟ أم نحتاج للنزول فى الميـدان.. ميـــدان التنمية والبنيـان وهــى معـركة كـل إنســــان.. معـــــركة نحــــول فيها الصحــراء إلــى بستــان.. فالتنميــــة والأمــان صنــــوان لا يفتــرقـــان.. هيــا نزرع ونصنع ونبنـــى ونعلـــى بقلـوبنــــا الكيـــــان.. واليوم نشدو تحيا مصـر دعاء بقلوبنا نرفعــه ونؤديــه.. وهى بمثابة كلمـات نشيـــــد وطنـى بهـــــا نحيـيه.. هــى نبـض قلب كــل مصــرى النـابض فيـــه.. هى ليست شعرًا أو شعـــارًا يحلـــو فــى أذان سامعيه.. بل كل حرف من حروفـــــه نـدرك أبعـــاده ومعــانيه.. مصــر هى وطنى الغالـــــى الـذى يــسكـن فىّ وأنـــا فيـه.. فكيـف لا أبنيـه وأعليــه؟ وكيـف لا أفتـديــه وأحميـــه؟.. وكيـــف لا أحـافظ على كل شبــر مــن أراضيه؟.. وأدافع عنه بروحى وحياتى أمـام كـل عــدوان يدانيه.. فوطنى فى يقينى وتقديــرى كنـوز الدنيـا لا تســــاويـــــه.. وكيــــف لا أبــذل قصـارى جهدى كى أعمل ما يرضيه؟.. وكيف لا أسعى نهارًا وليلًا كــى مـا أحقق أمـــانيــه؟.. كلنا كالجندى رهــن إشـارة الوطن فــى أيـامـه ولياليــــه.. بــروح الفريـــــق الواحـــد نتكـاتــف لإسعــاد أهاليه.. وطنى دَيَنـه يطوق عنقـى مهما أعطيتـه لا أوفيه.. يارب بارك بـــلادى هــذا مـا أشـدو بـه وأصليـــه.