الطيورُ مُشردةٌ في السَّموات،
ليسَ لها أن تحطَّ على الأرضِ،
ليسَ لها غيرَ أن تتقاذفَها فلواتُ الرّياح!
ربما تتنزلُ..
كي تَستريحَ دقائقَ..
فوق النخيلِ النجيلِ التماثيلِ
أعمِدةِ الكهرباء
حوافِ الشبابيكِ والمشربيَّاتِ
والأَسْطحِ الخرَسانية.
(اهدأ، ليلتقطَ القلبُ تنهيدةً، والفمُ العذبُ تغريدةً
والقطِ الرزق..)
سُرعانَ ما تتفزّعُ..
من نقلةِ الرِّجْل،
من نبلةِ الطّفلِ،
من ميلةِ الظلُّ عبرَ الحوائط،
من حَصوات الصَّياح!)
***
الطيورُ معلّقةٌ في السموات
ما بين أنسجةِ العَنكبوتِ الفَضائيِّ: للريح
مرشوقةٌ في امتدادِ السِّهام المُضيئةِ
للشمس،
(رفرفْ..
فليسَ أمامَك
والبشرُ المستبيحونَ والمستباحونَ: صاحون
ليس أمامك غيرُ الفرارْ..
الفرارُ الذي يتجدّد. كُلَّ صباح!)
أمل دنقل