الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الموت بحرًا وقهرًا وتجارة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما يموت الضمير لا تتورع عن اخذ اجرة وسمسرة من اشخاص فقراء لتقودهم إلى حتفهم وعندما يموت الضمير تدفع شقا عمر والديك وتحويشة عمرهم وعمرك لاجل خوض رحلة سفر مجنونة محفوفة بالمخاطر نسبة النجاح فيها 10%.
بصراحة اكتب هذا الكلمات والقلب يقطر دما الما وقهرا على مجموعة من شبابنا من إحدى قرى الشرقية ابتلعتهم قبل أيام مياه البحر المتوسط بعدما اغراهم تجار الموت مع حلمهم للثراء في الهجرة غير الشرعية بالمراكب إلى بلاد السمن والعسل أوروبا.
وللأسف مازال مسلسل ابتلاع مياه المتوسط لشباب مصر وأفريقيا وسوريا مستمرا وتعيش قرية دهمشا التابعة لمدينة مشتول السوق بمحافظة الشرقية حاليا حالة حداد على ١٧ شابا زهقت ارواحهم الطاهرة غرقا بمياه المتوسط امام سواحل ليبيا الشقيقة وهم في طريقهم عبر مركب متهالك إلى ايطاليا.
لقد دفع هولاء الشباب تحويشة العمر مالا وذهبا أو قطعة ارض خاصة بهم وابائهم واقاربهم لاجل تحقيق حلم الثراء عبر السفر لأوروبا وتحديدا اقرب الشواطئ الاوربية القريبة من بلداننا العرببة وهى ايطاليا واليونان وقبرص.
ولا ادرى إلى متى يجرى شبابنا وراء السراب لاجل ثراء بعيد المنال يكلفهم في الغالب حياتهم فبالرغم من أن واقع الحال يؤكد أنه من بين كل ١٠٠مهاجر غير شرعى عبر سفن الصيد والمراكب القديمة ينجح ١٠ فقط في الوصول لبر الأمان لشواطئ إيطاليا واليونان وقبرص وهناك في الغالب تنتظرهم شرطة خفر السواحل وترحلهم فيما يكون مصير ال٩٠ الاخرون أما الغرق رغم هذا مازال هناك اصرارا من عشاق المغامرة والثراء على خوض اهوال البحر علما أن هولاء الشباب كان يمكنهم تحقيق الثراء ببلدهم بكثير من العرق والصبر لو استثمروا المبلغ الذى دفعوه لتجار وسماسرة الموت أو الهجرة غير الشرعية في مشروع صغير بقريتهم أو مدينتهم يوفر لهم حياة كريمة ومع الاجتهاد والعرق يحقق كل شاب اماله في الثراء ببلده وهو الامر الذى يحققه ملايين المصريين على ارض ام الدنيا العامرة بالخير ولكنها تريد من يخطط لمستقبله جيدا.
فالشاب يدفع لسماسرة الهجرة غير الشرعية عشرات الالوف من الجنيهات لاجل السفر غير الشرعى بحرا واحيانا برا وبالطبع ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فالاجيال الاولى من الشباب الذين هاجروا بطريقة غير شرعية حققوا بالفعل ثروات شاهدة عليها البيوت الفخمة والعمارات والفيلات التى شيدوها بقراهم ومدنهم بمصر واصبحوا عبرها قدوة ومحط انظار الاجيال الجديدة التى تريد خوض نفس التجربة ولكن للاسف الظروف الآن تغيرت عن الماضى فمنذ عقود مضت كانت الدول التى يهاجرون اليها تغض الطرف عنهم لاحتياجها إلى عمالة رخيصة للأعمال الدنيا ذات الدخل البسيط التى يتعفف أو يتأفف ابنائها من العمل بها ولكن مع تحول الهجرة غير الشرعية إلى تجارة من جهة ومنفذ للارهابيين للولوج إلى دول أوروبا لتشكيل خلايا نائمة أو القيام بعمليات إرهابية جعل الهجرة غير الشرعية غير مرحب بها بل وصل الامر إلى دفع دول أوروبا ٦مليارات دولار لتركيا خضوعا لابتزاز اردوغان بإطلاق المهاجرين غير الشرعيين العائدين من جبهات القتال في العراق وسوريا ومن بينهم دواعش وقادة وأعضاء منظمات إرهابية لأوروبا وهو الامر الذى يشكل ذعرا لحكومات أوروبا التى ليس عليها سوى الدفع للارهابى الأكبر اردوغان.
شباب مصر لقد قامت الدولة بمشروعات ضخمة تحتاج إلى ايدى عاملة بمرتبات مغرية في العاصمة الإدارية بجانب توفير الدولة اراضى زراعية ومسكن لمن يريد امتلاك ارض لتعمير سيناء فعليكم اخذ زمام المبادرة وخوض رحلة كفاحكم ببلدكم وعلى الحكومة التوسع في توفير مراكز تدريب مجانية بمراكز الشباب لمن يريد تعلم المهن اليدوية التى اصبحت تدر دخلا طيبا ومجزيا لمن يتقن عمله ويكفى ان نعرف ان اجرة تركيب سيراميك من بلاطتين أو ثلاث في دقائق يتراوح ما بين 30 و40 جنيها في حين يحصل السباك في نصف ساعة عمل ما يوازى أجرة 10 أيام لموظف كادح فكروا قبل ان تغرقوا في بحر الظلمات وتلقوا بأنفسكم بايديكم في التهلكة.