يوم بعد آخر تحقق مصر نجاحات اقتصادية كبيرة، وهذه النجاحات تنعكس في إشادات من قبل المؤسسات والتقارير الدولية التي تؤكد ريادة ونجاح الاقتصاد المصري بين الأسواق الناشئة في المنطقة، ولعل آخر هذه التقارير ما جاء في تقرير بنك "جولدمان ساكس" الأمريكي الذي أشاد بصمود الاقتصاد المصري في مواجهة أزمة "كوفيد-19"، بفضل مرونة برنامج الاصلاح الاقصادي المصري الذي منح البلاد المرونة اللازمة لتحمل التداعيات الاقتصادية للوباء، وعزز الثقة لدى صندوق النقد الدولي لتوفير قرضين أولهما بقيمة 2.77 مليار دولار بموجب أداة التمويل السريع، والثاني بقيمة 5.2 مليار دولار لصالح البلاد.
وقال التقرير إنه على الرغم من أن السوق المصرية شهدت خروج محافظ استثمار أجنبية قيمتها نحو 20 مليار دولار في الأشهر التي تلت انتشار الوباء (من مارس إلى يونيو الماضيين)، فإن نصفها تقريبا بما يعادل 10 مليارات دولار قد عاد مجددا في الأشهر الأخيرة. وتوقع التقرير تعافي قطاع السياحة، وتحسن تحويلات المصريين العاملين بالخارج، وكلاهما من المصادر الرئيسية لاحتياطيات النقد الأجنبي.
وأضاف التقرير الصادر عن بنك الاستثمار الأبرز في أمريكا إنه من المتوقع أن يظل الجنيه قويا وأن يواصل ارتفاعه في ضوء الاتجاه الحالي للتدفقات الوافدة، دون أن يشكل ذلك أية مخاطر على القدرة التنافسية للصادرات المصرية. وتوقع أن تبقى معدلات التضخم عند 4.5% خلال الشهرين المقبلين، وهو ما يقل عن مستهدف البنك المركزي البالغ 9% (±3%).
وعن أسعار الفائدة، أكد التقرير أن البنك المركزي قد يتجه لخفض أسعار الفائدة تدريجيا، لكنه قال إن هذه الخطوة لن تؤثر على التدفقات النقدية الأجنبية، مشيرا إلى أن الاقتصاد الكلي للبلاد لا يزال قويا وراسخا وينمو بشكل حقيقي. وقال إن البنك المركزي سيخفض أسعار الفائدة إلى 2.5%، مقارنة بـ 6.5% حاليا. وأبقى "المركزي" الشهر الماضي على معدلات الفائدة كما هي دون تغيير، للمرة الرابعة على التوالي منذ مارس الماضي، حينما قرر في اجتماع طارئ إجراء تخفيض تاريخي لسعر الفائدة بواقع 300 نقطة أساس.
خبراء الاقتصاد أكدوا أن التقرير يأتي ضمن الإشادات الدولية المهمة التي تؤكد على نجاح الخطى المصرية ويسوق للإصلاحات التي تقوم بها مصر على أرض الواقع، في مواجهة حرب الشائعات التي تنتهجها قنوات أهل الشر.
ودعا خبراء الاقتصاد إلى ضرورة العمل على الاستفادة من هذه التقارير الدولية من خلال العمل على إعادة وتكرار عرض التقارير التي تتناول الاقتصاد المصري بشكل إيجابي، والعمل على ترويج هذه التقاريربين المؤسسات المالية والبعثات التجارية والسفارات والقنصليات المتواجدة في مصر، وكذا مكاتب التمثيل التجاري في مصر، من أجل جذب أكبر قدر من الاستثمارات إلى أرض مصر.
وفي هذا السياق، قال الدكتور على الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن التقرير الصادر عن المؤسسة المالية الأمريكية "جلودن مان ساكس" ايجابيا ويأتي في توقيت غاية في الأهمية والإيجابية للرد على الكثير من الاشاعات والافتراءات التي يروجها أهل الشر، والتي تستهدف النيل من النجاحات التي قامت يها مصر في الفترة الماضية.
وأكد الأدريسي لـ"البوابة نيوز" إن أهل الشر يسعون لهز الثقة بين المواطن والقيادة السياسية، إلا أن الإشادات الدولية تلك ترد بقوة وبدون مجاملات على الأكاذيب التي تروجها الجماعات الإرهابية، فالتقرير يرد بالأرقام وبقياس معدلات النمو الاقتصادي الحقيقية، ويرصد التحسن في الاقتصاد والمؤشرات الكلية للاقتصاد.
وقال الإدريسي إن التقرير يؤكد نجاح مصر في مواجهة تحديات كبيرة فشلت في مواجهتها العديد من دول العالم في ظل جائحة كورونا، فيؤكد التقرير نجاح مصر في الحفاظ على استقرار السوق وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين تحت تأثير الجائحة، وكذلك مواصلة مسيرة الإنجاز والإصلاح الاقتصادي يمواصلة المشروعات القومية الكبر، الأمر الذي من شأنه استقطاب أكبر حجم من الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة، حيث إن التقارير الدولية تسوق بقوة للنجاحات والإصلاحات التي تقوم بها مصر بين المؤسسات المالية العالمية، وتشجع المستثمرين الأجانب على الاستثمار في مصر.
أما الدكتور عبد المنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والسياسية، فقال إن الدولة عملت طوال الفترة الأخيرة على تخفيف أعباء جائحة فيروس كورونا المستجد، على المواطن البسيط وهو ما وضح جليا في المبادرات التي أطلقتها الدولة لمساندة المواطن وتوفير احتياجاته الرئيسة التي من شأنها تخفيف الأعباء على المواطنين.
وعن قدرة مصر على إعادة الاستثمارات الاجنبية التي وردت في التقرير، يؤكد السيد أنه على الرغم من التداعيات التي مني بها الاقتصاد العالمي والمصري بسبب الجائحة إلا أن مصر لديها من الفرص الاقتصادية ما يؤهلها للريادة في المنطقة العربية والشرق الأوسط، في ظل بحث المستثمر الأجنبي عن أسواق جديدة لضخة الاستثمارات، ومصر من بين الدول المرشحة بقوة لاستقطاب الاستثمارات.
