السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

ليلة في ضيافة «أبوالحسن الشاذلى».. عبدالرحيم على يزور مسجد الإمام ويوزع الذبائح على حراس المقام ودور الضيافة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خطوات سارها بيقين أنها مقدرة، أخذ في كل موضع لها بالأسباب تاركًا النتائج في يد الله فجاءت طيبة، منذ أن قال له والده في دارهم بالصعيد لا تقف مطلقًا عند من يقذفك بالطوب حتى لا يعطلك، اذهب إلى غايتك، ويكفيك في الرحلة ما يبقى لك من خير في القلوب.. سمع ووعى ذلك الابن عبدالرحيم على.

في امتحان الحساب انشغل بحل الصعب غير ملتفت للوقت فكافأه المصحح على جهده باحتساب الدرجة النهائية لأن الصعب لم يحله إلا قلائل.

حصانته الناس من حوله الذين عرفهم في كل درب وكثيرة هى الدروب التى قطعها لتحقيق ذاته سواء ككاتب صحفى أو كخبير في شأن الجماعات الإسلامية أو كعضو مجلس نواب لكن لافتاتها جميعا كان مكتوبًا عليها: "مع الوطن، تعيش مصر، لا للإرهاب، لا للخونة".

حصافته اكتسبها من حفظ القرآن وزيارة الأولياء.. حول أضرحة الأولياء طرح الذكر قلوب لا تعرف الضغناء.

رحلات المدد متواترة وكثيرة من لدن البيت الحرام والروضة الشريفة مرورا بآل البيت وصولا لأعتاب كل الأولياء.

أمر عادى لنا كمصريين ذلك، لكن لرجل تحيطه المشاغل وعلى عاتقه تلال من المسئوليات، ووسط ذلك يذهب إلى الجنوب بعيدا هناك ليصل إلى سيد الأولياء الإمام أبوالحسن الشاذلى يذبح ويطعم الأهالى هناك بعدما بلغه أن الوفود والمريدين لم يأتوا للمكان منذ بداية جائحة كورونا.

صلاة العشاء وتوزيع اللحوم وليلة ذكر حتى مطلع الفجر مع الشيخ حسن السنارى والمنشد إبراهيم الشاذلى وصحبة الخير.

مدح وذكر وإنشاد وحكايات عن الكرامات من حراس دور الضيافات هناك الذين عمر لهم المقام المكان هناك فأضاء الصحراء وبات مصدرًا للحياة مقصدًا للزائرين رغم بعد المكان، خميس وجمعة زحام وعشرة أيام ذو الحجة حتى وقفة عرفات، هكذا قال عم محمد من إدفو الذى جلسنا معه فوق جبل حميثرة وقال: "هنا كان يتعبد الإمام قبل أن يكمل رحلته إلى أداء فريضة الحج، كان يأتى قاطعًا المسافة من الإسكندرية إلى جبل حميثرة يتعبد فيها لليالٍ فوق قمة الجبل ومعه المرسى أبوالعباس ثم يستكملان رحلتهما إلى الحجاز".

يواصل الرجل الطيب الحكاية قائلًا: "في المرة الأخيرة قال الإمام أبوالحسن للمرسى أبو العباس هات معك فأس وغلاف، قال له لِمَ يا إمام؟ قال له هناك ستعرف الجواب، أصرت أم الغلام أن تهب ابنها ليسير في ركب الإمام الذى خشى عليه مشقة الطريق وأخبر أمه لكنها أصرت، حكايات كثيرة عن قبر الغلام المجاور لقبر الإمام قطع بهذه الجملة عم محمد حكاية الغلام ليواصل: قال الإمام للمرسى أبوالعباس سأموت هنا على جبل حميثرة في هذه الرحلة وسيأتيك من يغسلنى ويكفننى ويدفننى معك لا تسأله من يكون ولو فعلت لباعدت بينى وبينك بحرين، أومأ أبوالعباس بالموافقة قائلًا: حاضر يا عماه، وحدث ما قال الإمام لكن شغف سيدنا المرسى أبوالعباس غلبه فجذب اللثام من على وجه الضيف فوجده الإمام بهيئة يغسل ويكفن "جتته" فأصابته الدهشة وعرف الحكمة ووقع عليه الحكم فمات ودفن في الإسكندرية بينهما بحران الأحمر والأبيض".

لم تنته حكايات عم محمد ولا حراس الضيافة عند هذا الحد، لكننا كنا قد وصلنا إلى صلاة الفجر ووداع بوعد للأهالى هناك باللقاء مرة أخرى تقطع السيارة ٣ ساعات أخرى في طريقة العودة إلى مطار أسوان مارة بالنيل والناس الطيبين وخزان أسوان وفى كل مرور كان هناك حديث عن التاريخ عن مصر متنوعة الثقافات.. عن أم الدنيا وصاحبة أقدم الحضارات.