مع انتهاء العام المالي الماضي 2019/ 2020، شهدت حركة الملاحة بقناة السويس ارتفاعًا بنسبة 4.4%، رغم جائحة فيروس كورونا التي أصابت كل دول العالم، حيث عبرت 19.3 ألف سفينة، وذلك مقارنة بـ18.5 ألف سفينة في العام المالي 2019/2018، و17 ألف سفينة في 2017/2016، وفقا للبيان الصادر عن المركز الإعلامي لمجلس الوزراء.
وسجلت إيرادات القناة خلال العام المالي الماضي نحو 5.7 مليار دولار، وذلك على الرغم من تراجع حركة التجارة العالمية بنحو 18.5% في الربع الثاني من 2020، بسبب جائحة فيروس كورونا.
وتمتلك الهيئة إدارة تخطيط ومتابعة تدرس كل المتغيرات التي تحدث على مستوى العالم، بهدف وضع السياسة التسويقية المناسبة لها لتجنب أي تأثيرات سلبية على الهيئة.
وبحسب تصريحات سابقة لجورج صفوت المتحدث الرسمي لقناة السويس، فإن الهيئة جذبت 3462 سفينة زيادة خلال العام الماضي التي كانت تسلك مسارات ملاحية بديلة على سبيل المثال السفن التي تأتي من شرق أمريكا إلى شرق آسيا التي كانت تعبر عبر قناة بنما.
وقال المتحدث باسم القناة، إن الهيئة تتبع سياسة تسويقية مرنة الهدف الأساسي منها أن تمتص الصدمة والتأثيرات السلبية المحتملة من فيروس كورونا وما ينتج عنه من تباطؤ في معدلات التجارة العالمية وتداعي مؤشرات الاقتصاد العالمي.
وتعمل هذه السياسة عن طريق اجتذاب خطوط ملاحية جديدة أو سفن تجارية جديدة لا تعبر قناة السويس من خلال إعطائها حزم تسويقية وتحفيزية مرنة للغاية، بحسب صفوت.
وأوضح، أن الهيئة منحت سفن الحاويات التي تأتي من الساحل الشرقي في الولايات المتحدة ومتجهة للشرق الأقصى ولجنوب شرق آسيا نسبة تخفيض تتراوح من 65% إلى 75% من رسوم المرور، متابعًا أن الهيئة منحت تخفيضات لكل خطوط سفن الحاويات القادمة من شمال غرب أوروبا ومتجهة إلى الشرق الأقصى والصين بنسبة 17% بداية من مايو.
وأشار صفوت إلى أن مؤشرات حركة التجارة تراجعت بالكامل لكن قطاع النقل البحري، لا يزال يعمل في نقل البضائع بالكامل بعد توقف حركة الشحن الجوي وتوقف النقل عبر الحدود، مضيفًا أن "لن نكن رد فعل أبدًا وننتظر حتى تغير الخطوط الملاحية مسارها، ثم أبدأ في التفكير في حلول".
ولفت المتحدث الرسمي لقناة السويس، إلى أن الهيئة تمتلك وحدة الاقتصادية تراقب كل المتغيرات الاقتصادية على مدى الساعة، حتى تستطيع اتخاذ القرار الصحيح في ظل هذه الأزمة العالمية غير المسبوقة.
من جهته، أوضح الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، إنه منذ بدء جائحة فيروس كورونا، لم تتأثر إيرادات قناة السويس، مضيفًا أن القناة قامت بعمل إستراتيجية تقضي بمنح السفن والشركات التجارية بعض التخفيضات من أجل تحفيزها على العبور من قناة السويس.
وأضاف، أن إحصائيات الملاحة خلال الربع الأول من العام الميلادي 2020 سجلت زيادة في أعداد السفن بنسبة 8.4%، وزيادة في حمولات السفن العابرة للقناة بنسبة 8.5% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
إلى ذلك، أكد الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس السابق ومستشار الرئيس لمشروعات محور قناة السويس والموانئ، أن قناة السويس لم تتأثر بسبب انتشار وباء فيروس كورونا بسبب أن الهيئة أخذت على عاتقها تحصين المرشدين ضد الفيروسات المعروفة، فضلًا عن الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا.
وأضاف أنه كان هناك إجراءات ومحاذير طبية تم اتخاذها في قناة السويس على أعلى مستوى تخوفا من انتشار وباء كورونا، مشيرًا إلى أن العمل في قناة السويس كان على قدم وساق لكي لا يتم عدوى أحد المرشدين أو العاملين بقناة السويس من قبل السفن الاجنبية التي تعبر القناة.
