السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

«كورونا» يكتب الفصل الأخير في حياة أنيقة الشاشة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
٤٣ يوما من المعاناة والألم خاضتها الفنانة رجاء الجداوى، داخل مستشفى أبو خليفة للحجر الصحى في الإسماعيلية، قبل أن يكتب فيروس كورونا فصلا أخيرا في حياة أنيقة السينما المصرية التى استمر عطاؤها للفن طيلة ٦ عقود.
دخول الجداوى عالم الفن لم يكن مخططا له بل جاء عن طريق الصدفة، فبعد أن انفصل والدها ووالدتها في سن الثالثة، انتقلت الجداوى من مدينة الإسماعيلية إلى القاهرة للعيش برفقة خالتها تحية كاريوكا، حيث شعرت الأخيرة بالمسئولية تجاهها، ولكن سرعان ما توترت العلاقة بينهما بعدما فازت الجداوى بمسابقة ملكة جمال القطر المصرى عام ١٩٥٨، في كرنفال بحديقة الأندلس، ورشحها المخرج هنرى بركات آنذاك للمشاركة في فيلم «دعاء الكروان». وامتدت المقاطعة طيلة ٦ سنوات، قبل أن تجتمعان مجددا وتشرح كاريوكا لها أن موقفها جاء خوفًا عليها من صعوبة هذا المجال.
استمرت رجاء الجداوى في مجال عروض الأزياء لأكثر من ٢٥ عاما، إلى أن اعتزلته عام ١٩٨٦، للتفرغ للتمثيل. والحقيقة أنه تم حصر «الجداوي» في دور الفتاة الأرستقراطية لعدة سنوات بسبب ارتباطها بعالم الأزياء على حساب التمثيل، إلى أن نجحت في تطوير أدواتها، وساعدها على ذلك عدد من كبار النجوم، من بينهم محمود مرسى وفاتن حمامة.
لفتت «الجداوي» الأنظار بقوة من خلال ظهورها في فيلم «إشاعة حب» مع سعاد حسنى وعمر الشريف، وتوالت أعمال الفنانة رجاء الجداوى لتصل إلى أكثر من ٤٠٠ عمل فني. حيث قدمت للسينما عددا من الأفلام كان من بينها: «لا تبكى ياحبيب العمر، أيام الحب، كرامة زوجتي»، كما عملت مع المخرج الراحل يوسف شاهين في فيلم «حدوتة مصرية»، وتمنت أن يعود بها الزمن للعمل معه مرة أخري.
كما أضافت للتليفزيون: «مبروك جالك قلق، عيش أيامك، حد السكين، جوز ماما جميع الأجزاء، حكايات زوج معاصر، قمر سبتمبر، اللص الذى أحبه، رد قلبى، بفعل فاعل، شربات لوز، جراند أوتيل». والعديد من الأعمال. ونالت شهرة واسعة في المسرح بفضل عملها مع الزعيم عادل إمام في مسرحية «الواد سيد الشغال» التى استمر عرضها ٨ سنوات وحققت نجاحا كبيرا، ثم عاودت الكرة معه مجددا في مسرحية «الزعيم».
وعلى عكس الكثيرات من فنانات جيلها، تزوجت الجداوى مرة واحدة عام ١٩٧٠، وكانت من الكابتن حسن مختار، حارس مرمى الإسماعيلي، حيث كانت تبلغ من العمر وقتها ٣٢ عاما، لم تنجب منه سوى ابنتها أميرة حسن مختار، وعاشا معا حياة هادئة بعيدة عن الخلافات حيث كانت الفنانة رجاء الجداوى تستطيع أن تعدل بين حياتها الشخصية والفنية التى دامت لنحو ٤٦ عاما، إلى أن توفى الكابتن حسن مختار في ٢٠١٦، بعد صراع مع المرض.
وفى ليلة عيد الفطر المبارك وبالتحديد في ٢٣ مايو الماضى، تفاجأ جمهور الفنانة رجاء الجداوى بخبر إصابتها بفيروس كورونا المستجد، فور انتهاء تصوير آخر أعمالها مسلسل لعبة النسيان. تم نقل الفنانة لمستشفى العزل بالإسماعيلية ولكن سرعان ما تدهورت حالتها الصحية وتم نقلها لغرفة العناية المركزة وتم حقنها بجرعات من بلازما المتعافين إلا أنها لم تؤثر في مقاومة الجسم للفيروس الذى انتشر في الرئة، حيث تم عمل ٣ مسحات لها وتأكد إيجابية الفيروس في كل مرة إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة صباح الأحد ٥ يوليو، ورحلت رجاء الجداوى عن عمر ناهز ٨٢ عاما.