السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

آخر ثانوية عامة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إن هذا العام الذي اضطربت قواعده بسبب جائحة "الكورونا"، لم يكن من السهل أن تلغي فيه اختبارات الثانوية العامة في ظل هذه الظروف، وما تحمله من عواقب تؤثر بدروها على منحى الدراسة والتكاليف، بيد أن هذا العام يعد آخر عام للثانوية العامة التي يؤديها الطالب داخل اللجان وسط مراقبين، فلقد عانى الطلاب فيها عشرة شهور، وتعبوا وضاقوا ذرعا وسط مخاوف عديدة، كما ألغيت الدروس الخصوصية، فاعتمد الطالب فيها على نفسه جاهدا مجتهدا، فرب ضارة نافعة.
أما العام القادم ستكون الثانوية العامة الإلكترونية ونظام اختبار عبر الإنترنت، تماشيا مع النظام العالمي، لكن ينقصه المراقبة الجيدة، فقد تجاوز الطلاب مع بعض المدرسين أثناء الاختبارات المنزلية، فلم أعد أتخيل كيف تتم الاختبارات إذا كانت ستتم بهذه الطريقة؟!، لذا سيكون هذا العام هو آخر عام لتقييم الطالب تقيما حقيقيا وتحديدا مستواه، فنحن لسنا ضد التطور في التعليم بحيث لا يجور على تحديد المستوى ودخول الجامعات.
فلا شك إن تجربة تقديم الأبحاث وإن شابهها بعض الأخطاء في سنوات النقل إلا أنها عادت بالنفع على الطلاب بعامة، فقد تعلموا ربط الموضوعات بعضها ببعض بما يسمي "بالدراسات البينية" في العلوم، فكل المواد مكملة لبعضها البعض، من تكامل المعلومات، كما أنها دربت الطالب على ما كتابة البحث، وكيف يقدم؛ فكان هذا هو الهدف الحقيقي من وراء ذلك، فالمعرفة بالشيء وليس الجهل به، فكم نحتاج إلى هذه المدركات العقلية التي تعطي للعقل مسحة من التفكير، وربط الأشياء معا العلوم جميعها ليست بمنأى أو بمعزل عن بعضها. فلو درس الطالب كلمة (شجرة) لأحالته في اللغة العربية إلى مادة الكلمة، وتوظيفها في القرآن الكريم، واستخدامها في الشعر، وإلي مادة الأحياء من تركيبها، وتفاعلها، تقسم أوراقها وساقها، كما تستخدم في عالم البيئة، وعالم الكيمياء، إلى باقي العلوم، ومن ثم يتعلم الطالب الربط بين الأشياء ويغوص في كل العلوم. وقد أبلت الوزارة بلاء حسنا في تحسين وعرض المناهج عبير الفيديوهات، والمواقع الإلكترونية بما أننا في سماء مفتوحة بين العالم، ولم يكن التعليم مرتكزا على الحفظ فقط، بل ساق الاثنان معا يجدف فيهما الطالب حيث شاء وينهل من كل العلوم بطريقة ميسرة صوت وصورة وأداء، يشترك فيها الطالب متفاعلا ومستجيبا. 
ولا شك لقد باتت مخاوف الأسر تزداد يوما بعد يوما وخاصة لم تفصلنا إلى ساعات قليلة على الاختبارات، ولعلها آخر مخاوف للثانوية العامة ولم تعد بعد هذه السنة من المخاوف التي تؤثر على الأسر جميعا؛ لكن الذي بات جليا أن التجهيزات التي قامت بها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع الصحة والجهات الأمنية لجديرة بالاحترام والتقدير وما علينا إلا الهدوء حتى يؤدي طلابنا الاختبارات بسلام دون توتر.