الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

المشهد الليبي ومبدأ حق القوة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما يأتى الحديث عن ليبيا نتذكر أطماع الغرب الدائمة فى الثروات العربية كما نتذكر الصراع المرير الذى قاده عبدالناصر فى حياته لمقاومة هذه الأطماع إما بمساعدة حركات التحرر فى الوطن العربى لمقاومة الاحتلال المغتصب لثروات البلدان العربية أو بالتحرك الدبلوماسى الدولى لإحياء ودعم حركة عدم الانحياز مناهضا الدول الكبرى وضد احتكارها وسيطرتها على مقدرات دول العالم الثالث حتى أيقن عبدالناصر أنه لا حل مع هذه الدول سوى امتلاك وتصنيع السلاح وهو الذى جعل منها دولا كبرى فمضى عبد الناصر فى إنشاء المصانع الحربية وامتلاك السلاح وتنويع مصادره وخصوصا بعد هزيمة 67 والتى كانت فخا أوقعته فيه أمريكا والتى لا تريد لغيرها أن يمتلك السلاح أو يصنعه حتى تسيطر على العالم وعملت على تكسير عظام عبد الناصر لهذا الغرض فى 67 ونهض عبد الناصر سريعا مستعينا بالروس ليعيد بناء جيشه وقواته وقد عمل عبد الناصر طوال فترة حكمه على الخروج من عباءة الغرب محتكر السلاح والسعى إلى الاعتماد على نفسه فى هذا الموضوع ومن هنا يجب أن نلقى الضوء على الفرق بين امتلاك السلاح وتصنيعه، شتان بين الموقفين فصانع السلاح هو المتحكم فيه دوليا ومحليا ويملك وحده قرار العدد والحاجة إليه إلى جانب السرية فلا يعلم الخصم كم لديك من السلاح أما عند استيراده فلا يكون الأمر سرا على أحد ثم يتحكم المصدر أحيانا فى صيانة السلاح وكمية الذخيرة وفى بعض الأحيان فى إمكانية استخدامه من عدمه وفى الكثير من الأحيان تتحكم الدول الكبرى طبقا لسياساتها الدولية فى من تبيع له السلاح بحسب مصلحتها التى تراها وهذا ما نراه فى ليبيا الآن التى أصبحت نهبا يتقاسم فيه الدول علنا دون حرج ودون أن تسوق أسبابا كالماضى ولو ملفقة ودون حياء يقول أردوغان أن ليبيا إرث عثمانى ولا يعارضه السراج العميل الذى يساعد تركيا فى احتلال بلاده مدعومة من الناتو مع حفظ الأنصبة لكل الشركاء من الكعكة ويأتى إعلان القاهرة ليحرج الجميع ويضعهم أمام مسئولياتهم التى طالما تشدقوا بها وليكشف لنا من معنا ومن علينا ويكشف للعالم من يعمل لصالح الدولة الليبية ومن يريد نهب ثرواتها. وهنا سؤال يطرح نفسه بقوة هل نحن فى حاجة فعلا لهذه الإجابات؟ أم نحن نعلمها والحقيقة أننا لسنا فى حاجة إلى هذه الإجابات لأن السيناريو الذى يحدث فى ليبيا سبقه سيناريو مشابه فى سوريا حيث لا مبادئ ولا قانون دولى انسحاب أطراف ودخول أطراف طبقا لتقاسم المصالح ومن يحكم هو مبدأ حق القوة وليس قوة الحق وقد يحكم الموقف المصرى فى هذه الحقبة هو تعدد الأخطار التى تواجه مصر من اتجاهات عدة فقد يوجه الموقف فى ليبيا إلى المفاوضات لكسب بعض الوقت ليدع مجالا للحل السلمى الذى يؤدى إلى جلوس الأطراف الليبية إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى ووقف إطلاق النار وترك ليبيا لليبيين وهو ما لن تستجيب له الدول الناهبة لليبيا وقد يعلن بعضها رضاه عن إعلان القاهرة حفظا لماء الوجه مع اعتماده على رفض حكومة الوفاق للإعلان وسيظل الواقع العربى يعانى من الضعف وتتشرد دولة الواحدة تلو الأخرى نتيجة تشرذمه وتفرقه ويأتى زعيما مصريا فى كل زمان ليحاول جمع شتات العرب ويجمع كلمتهم فكان عبد الناصر والآن الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى بعثه المولى عز وجل إلى مصر ليكون الصخرة التى تنكسر عليها كل الأطماع ومحاولات الوقيعة بمصر والذى لولاه أيضا لكانت مصر مثل سوريا واليمن وليبيا ولم يستوعب أحد ما تشتريه مصر من الأسلحة بمليارات الدولارات رغم أزمتها الاقتصادية إلا بعد أن شاهدوا بأعينهم كم الأخطار التى تواجه مصر فى اتجاهات عدة وما كنا نستبعد حدوثه أصبح الآن أمام أعيننا فلا بديل عن امتلاك القوة ولا بديل عن الدخول فى معترك تصنيع السلاح فالحق يجب أن تكون بجانبه القوة التى تحققه وتنصره وتحميه حفظ الله مصر وحفظ الله رئيسها عبد الفتاح السيسي.