الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

تسليم قبرص لـ«دياب».. استراتيجية واشنطن لمواجهة حزب الله تأتي بثمارها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى تطور جديد يكشف تضييق الخناق الأمريكى على حزب الله اللبنانى، أبرز أذرع إيران الخارجية، صادقت المحكمة العليا فى قبرص على أمر بتسليم غسان دياب عضو فى حزب الله اللبنانى إلى الولايات المتحدة، حيث سيمثُل أمام المحكمة فى قضيّة غسل أموال، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء القبرصيّة الرسميّة. ورفضت المحكمة العليا، الجمعة ٢٩ مايو ٢٠٢٠، طلب استئناف قرارٍ قضائيّ سابق صدَرَ فى سبتمبر ٢٠١٩ يقضى بتسليم المشتبه غسان دياب، وفقا لصحيفة «قبرص ميل».
وغسان دياب، عضو فى حزب الله لديه حق الوصول إلى العديد من الحسابات المصرفية الدولية، كان مقره فى نيجيريا، وفى ذلك الوقت كان يعتقد أنه إما هناك أو لبنان.
وصل المشتبه به إلى قبرص قادمًا من لبنان فى ٨ مارس ٢٠١٩ وألقى القبض عليه فى مطار لارنكا بموجب مذكرة صادرة عن الولايات المتحدة.
والمشتبه به مطلوب من سلطات ولاية فلوريدا فى جنوب شرق الولايات المتحدة، بسبب شبهات بعمليّات غسل أموال تعود إلى أكتوبر ٢٠١٦.
قرر مجلس القضاء المكون من خمسة قضاة بالإجماع يوم الجمعة أن يأمر بتسليم المشتبه فيه إلى الولايات المتحدة.
وتُفيد وثائق طلب التسليم بأنّ الرجل يواجه تهمًا عدّة تتعلّق بغسل أموال والتآمر بهدف غسل أموال قيمتها أكثر من ١٠٠ ألف دولار. وقالت المحكمة إنّ المشتبه به - بصفته عضوًا فى حزب الله اللبنانى الذى تعتبره الولايات المتحدة منظّمة إرهابيّة - تآمرَ مع أفراد فى العام ٢٠١٤ لغسل أموال مصدرها تهريب مخدّرات. وأمرت المحكمة العليا بأن يبقى المشتبه به رهن الاحتجاز إلى أن تقوم وزارة العدل القبرصية بتسليمه. وتتابع واشنطن المسئولين الكبار فى حزب الله المدرج ضمن قائمتها للمنظمات الإرهابية لمحاكمتهم على جرائم عابرة للبلدان.
تأتى خطوة قبرص فى إطاره تجفيف الولايات المتحدة لمصادر تمويل حزب الله الإرهابيين والذى تصنفه جماعة إرهابية.
وعدت الولايات المتحدة فى أبريل ٢٠١٩ بتقديم مكافآت جديدة يمكن أن تصل إلى عشرة ملايين دولار لمن يقدم معلومات يمكن أن «تعرقل» عمل الشبكات المالية لحزب الله اللبنانى فى العالم.
وبحسب بيان للخارجية الأمريكية، فإن الخطوة الجديدة ستوفر «حافزا قويًا للناس للتقدم بمعلومات من شأنها أن تساعدنا على إسقاط شبكة حزب الله المالية». وأشارت الخارجية إلى أن الميليشيا اللبنانية كانت قد حققت دخلا سنويا يقدر بنحو مليار دولار من خلال «الدعم المالى المباشر من إيران والشركات والاستثمارات الدولية وشبكات المانحين وأنشطة غسل الأموال"
ومن ضمن الجهود الأمريكية الحثيثة فى تجفيف منابع حزب الله وإيران على السواء، أكد تقير للصحفى الاستقصائى الفرنسى جورج مالبرونو نشر فى صحيفة لوفيجارو، أن مراقبة التحويلات المصرفية من قبل أمريكا باتت تطال كل شاردة وواردة، حتى إنها باتت تطال بشكل صارم تجار الماس اللبنانيين فى أنتويرب Anvers، وخصوصا من المغتربين الشيعة الأفارقة، وكذلك مواقع لجمع التبرعات ومحطات الخدمة، التى تقع فى معقله جنوب لبنان. كما يتم البحث فى جميع أنحاء العالم، عن ممولى الحزب الموالى لإيران، بحسب ما كشف التقرير.
وفى ١٠ أبريل الماضى، أعلنت الولايات المتحدة تقديم مكافأة تصل إلى عشرة ملايين دولار فى مقابل «أيّ معلومات عن نشاطات وشبكات وشركاء» القيادى فى حزب الله اللبنانى محمّد كوثرانى المتّهم بتأدية دور رئيسى فى التنسيق بين مجموعات مؤيّدة لإيران فى العراق.
وقالت وزارة الخارجيّة الأمريكيّة فى بيان إنّ «محمد كوثرانى مسئول كبير فى قوّات حزب الله فى العراق، وتولّى جزءا من التنسيق السياسى للجماعات شبه العسكريّة الموالية لإيران» وهو تنسيق كان «تولّاه فى السابق قاسم سليماني». وتعتبر واشنطن أنّ كوثرانى المدرج على اللائحة السوداء الأمريكيّة للإرهاب منذ عام ٢٠١٣ «يُسهّل أنشطة جماعات تقوم بالعمل خارج سيطرة الحكومة العراقيّة من أجل قمع المتظاهرين بعنف» أو «مهاجمة بعثات دبلوماسيّة أجنبيّة». كذلك تسلمت واشنطن رجل الأعمال اللبنانى وأحد العاملين ضمن شبكة تمويل حزب الله، قاسم تاج الدين، المطلوب من قبل الولايات المتحدة منذ عام ٢٠١٠، على رأس العديد من الاستثمارات فى أفريقيا، والذى تم اعتقاله من قبل السلطات المغربية فى مارس عام ٢٠١٧ فى مطار الدار البيضاء، ثم تم تسليمه لواشنطن، وتمت محاكمته بالسجن خمس سنوات وبدفع غرامة مالية قدرها ٥٠ مليون دولار، لإدانته بالالتفاف على عقوبات أمريكية فرضت عليه باعتباره «مساهما ماليا كبيرا» لحزب الله. وقد أدرج اسم تاج الدين على اللائحة السوداء فى الولايات المتحدة منذ العام ٢٠٠٩ مع شقيقيه حسين وعلى. كما أدرجته وزارة الخزانة الأمريكية على لائحة العقوبات واتهمته بتبييض الأموال واستخدامها فى دعم نشاطات إرهابية وإدارة العديد من الشركات التى تغطى أعمال حزب الله فى أفريقيا. يرى مراقبون أن تسليم قبرص لـ"دياب» يشكل خطوة أخرى فى جهود الولايات المتحدة لتجفيف منابع ومصادر تمويل حزب الله اللبنانى، بما يشكل تحجيم دور الحزب فى لبنان والمنطقة العربية.
وأضاف المراقيون أن حزب الله بات فى حالة تقشف نتيجة للجهود الأمريكية فى مطاردة الحزب، وكذلك مع استمرار فرض العقوبات الأمريكية على إيران أبرز ممولى الحزب ماليا، وهو ما ينعكس على تراجع قدرة الحزب العسكرية والسياسية فى لبنان والمنطقة.