الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الوباء وأخطاره.. على خشبة المسرح العالمى

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«يظل أبو الفنون المنافس الأقوى أمام دور السينما في كل وقت وحين، وبخاصة في المناسبات والاحتفالات والأعياد، وفى العيد يتهافت الكبار والصغار في ارتياد مسارح الدولة بحثا عن مسرحيات العيد، التى تظل مصدرا للبسمة والسعادة على وجوه وقلوب المشاهدين؛ لأنه بصفته يقترب من واقعه وهمومه، بل ويعبر عنها بشكل جمالى يمتعه بصريا وفكريا، وتيسير الوصول إلى الجميع. ولكن يأتى عيد الفطر المبارك هذا العام وتهجر المسارح وتنطفئ أنوارها، وكذلك دور السينما، والمنتزهات وغيرها، بسبب جائحة فيروس كرونا المستجد، والذى جعل العالم أجمع يسكن منزله، تماشيا مع الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها جميع الدول للحد من انتشار هذا الفيروس، مما جعل الجهات المعنية البحث في وجود الحلول المناسبة التعويضية والبديلة، والتفكير في استغلال مواقع التواصل الرقمية بصورة إيجابية وإطلاق العديد من المبادرات التى تبث العديد من العروض المسرحية وغيرها، فيما تناول كتاب المسرح العالمى الأوبئة في نصوصهم وتصوير أحداثها عبر حقب تاريخية على مر العصور، والتى قدمت على العديد من خشبات المسارح في مختلف بلدان العالم».
صور المسرح العالمى فكرة الوباء وانتشاره الموسع بين الناس في العديد من النصوص المسرحية، التى تناولت هذه الفكرة، ورصدت كل ما حدث من مصائب وآلام جراء الحصار الذى تعرض له الناس، ورحلة البحث عن العلاج للقضاء على هذا الوباء اللعين، فقد سجل المسرح عبر تاريخه كيفية تصوير المؤلفين في نصوصهم رصد هذه الأحداث خلال حقب تاريخية مختلفة.


"العمى"
أحد روائع الكاتب البرتغالى جوزيه ساراماجو، التى تحولت إلى عرض مسرحى قدمته الإذاعة المصرية من خلال البرنامج الثقافى، وترجمه للغة العربية أحمد القصبى، وأخرجه هشام محب، يتناول العمل الحديث عن تفشى وباء غامض غير معلوم أسبابه، والذى ظهر فجأة في إحدى المدن المجهولة الاسم وعدم معرفة سبب حدوثه وطبيعته، فقد يصيب هذا الوباء كل سكان هذه المدينة بالعمى، فكل هذه الأمور تؤدى إلى انتشار الذعر والفوضى التى تكشف عن النظام الاجتماعي سريعا، وعندما حاولت الجهات الحكومية أن تسيطر على الأوضاع وتحتوى هذا الوباء اللعين، عن طريق اتخاذ التدابير السلبية بشكل متزايد، ولكن الوضع ازداد مأساوية حتى تخليت الحكومة عن الموقف، مما أدى إلى سيطرة العصابات على ما تبقى من الطعام، والدواء، وتفكك المجتمع بشكل سريع، في حين يتم احتجاز الشخصيات المصابة بهذا الوباء لفترة طويلة وصعبة داخل الحجر الصحى، حتى يتكاتف ويترابط أفراد المجموعة، حتى يصبحوا كعائلة واحدة تقاوم وتدافع وتحاول من أجل النجاة، بل يخدمهم الحظ أيضا بوجود زوجة الطبيب المعالج لهم، التى لم يصبها الوباء وما زالت قادرة على الرؤية في مجموعتهم، فقد ظلوا متماسكين ومتكاتفين حتى اندثار هذا المرض فجأة مثلما ظهر في البداية. شارك في بطولة العمل ندى بسيونى، حلمى فودة، مدحت مرسى، فكرى صادق، عبد المنعم سعد، لاشينة لاشين، آمال العزازى، سيد الشرويدى، أمينة سالم، سامى المصرى.


"أوديب"
قدمت الإذاعة المصرية مسرحية «أوديب» للكاتب اليونانى سوفوكليس، وترجمها إلى العربية الدكتور محمد صقر خفاجة، وأخرجها بهاء طاهر، تدور أحداث هذه المسرحية في مدينة طيبة، فكان الملك «لايوس» ملك طيبة في ذلك الوقت، والذى تزوج ولم ينجب، حتى أتت له عرافة بنبوءة أنه سينجب ولدا سيقوم بقتل أبيه ويتزوج من أمه، إلى أن انزعج الملك وهجر زوجته إلا أنه أتى إلى المنزل يوما وهو مخمور فحملت منه زوجته وأنجبت له طفلا يدعى «أوديب» فأعطاه للحارس للتخلص منه، ويلقيه في الجبل حتى يموت إلا أنه تركه لراع قابله في الجبل، فأشفق الراعى على هذا الطفل وأعطاه للملك والملكة «كورنثة» وهما لا ينجبان وتربى معهما الطفل إلا أنه اكتشف حقيقة انتسابه لهذه الأسرة، ورحل عنها وبعد أن قتل لايوس دون أن يعرف أنه أبوه الحقيقى، وبالفعل تزوج من أمه وأنجب منها ٤ أولاد دون العلم بأنها أمه الحقيقية أيضا وتولى حكم مدينة طيبة، حتى أصاب هذه المدينة وباء «الطاعون» الذى أصاب الحرث، والنسل وامتلأت الأرض بالجثث وسادت الفوضى والدمار يبعث في هذه المدينة، وأتى بـ«كريون» أخى زوجته لمعرفة سبب هذا الوباء الذى حل على المدينة وأخذ ينهش في أهلها، وظل يبحث معه للوصول إلى حل وعلاج لهذا الوباء اللعين الذى حاصر مدينة طيبة، وتتوالى الأحداث.
شارك في بطولة هذا العمل كل من حمدى غيث، على رشدى، عبدالرحيم الزرقانى، حسن البارودى، زوزو نبيل، أحمد الجزيرى، لطفى الحكيم، على الغندور، محمد الطوخى، محمد السبع، سعد الغزاوى.


"الوباء"
أحد روائع الكاتب المسرحى الفرنسى أوكتاف ميربو المسرحية، التى قدمت على خشبة مسرح أنطوان في باريس ١٨٩٨، حيث تناولت فكرة انتشار الوباء، الذى أصاب السكان وهو «التيفويد»، وبخاصة في الأحياء الفقيرة، ولكنه انتشر وتوغل حتى وصل إلى الأحياء الغنية، ويتسبب في موت العديد منهم، فقد اجتمع مجلس هذه البلدة لمناقشة أحوال هذا الوباء وكيفية التصرف فيه، فيما يرفض بعض أعضاء هذا المجلس في موالاة جميع الاعتمادات التى خصصت من أجل العلاج وعدم معرفة مدى الخطر الذى يشكله هذا الوباء على أهل المدينة، ونظرا إلى ارتفاع حالات الوفاة بسبب هذه المرض، إلا أن يغير مدير المجلس رأيه من المعارضة إلى القبول ويثنى على فكرة الاعتمادات، حتى يوافق أعضاء هذا المجلس على منح قروض لمواجهة هذا المرض اللعين الذى أصاب البلدة.


"الطاعون"
تناول الكاتب المسرحى الفرنسى ألبير كامو، الحديث عن وباء الكوليرا الذى أصاب مدينة وهران الفرنسية، وانتشاره بسرعة كبيرة وتسبب في موت عدد كبير من سكان هذه المدينة، وحث الدكتور «بيرنار ريو» السلطات على اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحد من انتشار هذا المرض اللعين الذى لاحق المدينة وتسبب في وفاة العديد من سكانها، بل يتوغل بسرعة كبيرة ويقرب على إصابة نصف سكانها، إن لم تتصرف مباشرة في خلال شهرين من بداية اكتشاف هذه الوباء، حتى يصل الطبيب إلى علاج أول حالة مصابة بالطاعون، ويعتبر أول من استخدم كلمة «طاعون»، لكى يصف بها هذا الوباء، يترأس «ريو» مستشفى احتياطيا، أى ما تسمى بالحجرالصحى، حيث يعمل لساعات طويلة من أجل علاج المصابين أثناء الجائحة التى هددت المدينة، ويحقنهم بالمصل المضاد لهذا المرض ومراعاة استشفاء الحالات المصابة، ولكن ليس يستطيع أن يفعل أكثر من ذلك، على أنه يؤدى مهام وظيفته على أكمل وضح وأكثر، ويعود إلى منزله في ساعات متأخرة ليلا، وأخد الطبيب يؤدى واجبه بصورة حسنة من أجل التخفيف من المعاناة البشرية ومكافحة الطاعون حتى ينصرف هذا الوباء عن أهل المدينة بمعاونة وتكاتف سلطاتها والالتزام بالإجراءات المتبعة للقضاء عليه.