الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الرائد سمير نوح.. أحد أبطال المجموعة 39 في حرب أكتوبر: ما زال اسمي ضمن قوائم الاغتيالات الإسرائيلية.. موشيه دايان وصفنا بـ"الأشباح".. كنا أول من عبر القناة.. وأسرنا أول جندي خلال حرب الاستنزاف

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم ذكرى العاشر من رمضان، حيث استطاع جنودنا قهر أسطورة الجيش الإسرائيلي، وهناك الكثير من الحكايات التي سطرها أبطال الجيش المصري، والتي لا يعرفها الكثيرون، ومن هؤلاء الرائد بحري متقاعد سمير نوح من أبطال المجموعة 39 قتال، والذي تحدث لـ"البوابة نيوز"، عن المجموعة التي أنشئت تحت قيادة الشهيد إبراهيم الرفاعي ومزجت بين قوات الصاعقة البرية والبحرية، وكان هو من بين أفراد الصاعقة البحرية الذين كان لهم شرف الانضمام للمجموعة القتالية النادرة التي أنشئت في أعقاب نكسة يونيو 1967 ثم انضم للعمل في المخابرات الحربية قبل أن يحال للتقاعد.. وإلى نص الحوار:

متى تأسست المجموعة 39 قتال وما الهدف منها ؟
تأسست في أعقاب النكسة، وذلك بعد أن صنعت أمريكا صاروخا لصالح إسرائيل، سبب الكثير من المشكلات، بحيث إن كل سيارة كانت تمر من الإسماعيلية إلى بورسعيد أو أي موقع يتم ضربها، ووقتها كان الخبراء السوفييت يرغبون في الحصول على الصاروخ الذي طورته أمريكا لصالح إسرائيل لكي تستطيع معرفة مداه ووضعه.
وتم إبلاغ إبراهيم الرفاعي وكان برتبه رائد وقابل النقيب إسلام توفيق فأكد الرافعي على جاهزيته بالرجال في الصاعقة البحرية المستعدين لعبور القناة والحصول على الصواريخ وبالفعل تم هذا بواسطة عبد المنعم أحمد غلوش الذي عبر القناة وأحضر ثلاثة صواريخ وليس صاروخا واحدا فحسب وكانت عملية الصواريخ الكهربائية أول عمليات، وقال السوفيت وقتها إن المصريين عملوا المستحيل بإحضار 3 صواريخ وقت النكسة في 13 يوليو 1967، وكانت تلك العملية النواة الأولى لتشكيل المجموعة 39 قتال، وكانت المجموعة 39 قتال برعاية شخصية من الرئيس جمال عبد الناصر والمخابرات الحربية.
ما هي أول عملية نفذتها المجموعة؟ 
بداية العمليات كانت عند تحرك الإسرائيليين على الطريق الموازي لقناة السويس وكان الاستطلاع المصري يرصد السيارات على الشطين وتم إبلاغ الأجهزة الأمنية بمرور سيارتين تمران يوميًا الساعة التاسعة مساء وهي سيارات استطلاع إسرائيلية، واستعدت قوات الصاعقة البحرية وعبرنا القناة، وكان هذا أول عبور قبل حرب أكتوبر، ووضعنا لغمين وتم نسف السيارات التي كان يوجد في الواحدة منها 3 ضباط، ووجدنا ضابط إسرائيلي ينازع الموت وكنا نرغب في استخلاص المعلومات منه ولكن الضابط مات بعد الوصول للضفة الغربية في مصر وكان هذا أول أسير إسرائيلي بعد النكسة سمي يعقوب يونيو وكانت العملية يوم 26 - 8 - 1969 وطالب موشي ديان بمحاكمة الفدائيين المصريين الذين عبروا القناة فكان انتصارا كبيرا، ومنحنا الرئيس جمال عبد الناصر وقتها نوط الجمهورية العسكري من الطبقة الثانية.
لماذا أسندت قيادة المجموعة لإبراهيم الرفاعي؟
كان رجلا وطنيا من الدرجة الأولى حيث حارب مع الجيش المصري في الكثير من الحروب والعمليات مثل حرب اليمن، وترقى ترقية استثنائية وأخذ أوسمة ونياشين مع النجمة العسكرية لثلاث مرات وكان يحبنا كأب ولكن وقت العمل كان حاسما، وأذكر أنني كنت أسكن في القناطر الخيرية فطلبت منه سيارة تنقل العفش الخاص في شقتي لحلمية الزيتون بجانب المجموعة فأخذني على جانب وقال لي "بص يا سمير ملناش دعوة بالجيش والحاجات بتاعت الجيش" ومد يده في جيبه وأخرج 30 جنيها وهو مبلغ كبير في تلك الفترة.
ماذا فعلتم في حرب الاستنزاف؟ 
هي حرب مظلومة ولكن الله تعالى مد في حياتنا لكي نقول للجميع أنه لولا حرب الاستنزاف ماكانت حرب أكتوبر وقد قالها المشير حسين طنطاوي أنه لولا حرب الاستنزاف لما قامت حرب أكتوبر حيث ساعدت في جس نبض الجندي الإسرائيلي الجبان وكنا نعبر كثيرا وكان لنا أكثر من اسم في الجرائد مثل رجال الصاعقة يقتحمون القناة.. رجال المقاومة العربية.. وهذا لإيهام العدو أننا عدة مجموعات وليست مجموعة واحدة ووصف موشى ديان المجموعة 39 بالأشباح وحتى الآن اسمي موضوع على قائمة الاغتيالات من كثرة ما سببنا للعدو الإسرائيلي من قهر وهزيمة.
بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر ما كان موقف السادات من المجموعة 39؟
السادات زعيم وطني لن يتكرر وجاء أحد المرات في أغسطس عام 1971 وأعطى وسام الجمهورية للمجموعة مرتين وكان يعرف الشهيد إبراهيم الرفاعي معرفة شخصية ومنحني نوط الجمهورية للشجاعة من الطبقة الأولى وكان يقول لنا "هناخد تارنا يعتي هناخد تارنا". 
ماذا فعلت خلال خلال حرب أكتوبر؟
كنت مع القبطان أسامة حافظ الرائد بالمجموعة وجاءت لنا زوارق انزال فكنا نحاول تطوير كراسي خفيفة على تلك الزوارق وكنا بالمصانع الحربية وقتها لمتابعة عملية التجهيز فسمعنا الخبر في 6 أكتوبر وسمعنا أول بيان وتركنا كل شيء وجرينا على الوحدة حيث جاءت تعليمات لإبراهيم الرفاعي بتوفير 6 أفراد من المجموعة لضرب منطقة بلاعيم بالكامل وخرجت 3 طائرات بالصواريخ والنابالم وكانت ضربة استراتيجية لعدم الاستفادة من البترول الخاص بنا وظلت النيران مشتعلة لمدة ثلاثة أيام حيث حجبت الرؤية على طيران إسرائيل وأمريكا الاستطلاعي ولكن خلال العودة سقطت طائرة من الطائرات.
كم عملية شاركت فيها منذ حرب الاستنزاف وحتى أكتوبر؟
شاركت في أكثر من 35 عملية كما شاركت في جميع عمليات أكتوبر إلى أن استشهد الرفاعي قبل أذان الجمعة يوم 19 أكتوبر 1973 وكنت بجانبه على بعد 50 مترًا. 
ما هي تفاصيل استشهاد الرائد إبراهيم الرفاعي؟
كنا نعمل على سد ثغرة الدفرسوار بالإسماعيلية في يوم 19 أكتوبر وكنا نصحح ضرب المدفعية وكان إبراهيم الرفاعي يحمل جهازا لاسلكيا كبيرا فظهر نيكل الايريال فضربت عليه الدبابات من أمامه ومن وراءه وكان الموقع رملي فكانت تنزل الدانة وتنفجر فخرجت شظية بحجم الفولة ودخلت في القلب مباشرة وأثر علينا هذا معنويا حيث كان قائدا كبيرا وقد خصص له الرئيس الراحل أنور السادات طائرة خاصة لنقل جثمانه لمقابر العائلة.
كيف أثر فيكم استشهاد القائد إبراهيم الرفاعي؟
تأثرنا كثيرا ولكن واصلنا ضرب وصد الدبابات الإسرائيلية حتى يوم 22 أكتوبر بعد وقف إطلاق النار الذي لم تلتزم به إسرائيل ثم توجهت إلى السويس ويوم 24 أكتوبر بدأت المقاومة الشعبية في التصدي ثم تحركنا إلى العين السخنة لإمداد الجيش الثاني الميداني بالمؤن.
كيف كان شعورك وأنت تعبر القناة وترى خط بارليف؟
لا شعور يوصف فنحن كسرنا ذراع القوات الإسرائيلية كلها والفضل في هذا لله وللشعب المصري الذي وقف أمام العدوان الإسرائيلي وهناك الكثير من الحكايات التي لا يسعنا الحديث عنها كلها.