رجال خرجوا من ديارهم، إلى أماكن خدمتهم، بهدف المرابطة فى سبيل الله، وحماية الوطن، وعادوا إلى ديارهم شهداء، لاذنب لهم، ولا يعرفون الجانى، بل قد يكونوا لم يروه من قبل، دفعوا ضريبة خدمة الوطن، لا أحد يعرف من قتلهم سوى أنه ذلك الشبح الغامض المسمى بالإرهاب البغيض، سيرجع هؤلاء الأبطال الشهداء إلى ديارهم محمولين على الأعناق، تحوطهم قلوب الملايين من الشعب الذين انفطرت قلوبهم على ضياع شبابهم، رجعوا ومعهم الحزن والأسى لأسرهم وأصدقائهم، مع شعور الفخر لنيلهم الشهادة.
في هذه الأيام المباركات، وخلال تعبد الناس في منازلها بالصلاة والعبادة، جاءنا خبر استشهاد وإصابة ضابط وضابط صف و8 جنود، إثر انفجار عبوة ناسفة، بإحدى المركبات المدرعة جنوب مدينة بئر العبد شمال سيناء.. يا لها من جريمة نكراء لم تراع حرمة النفس الإنسانية التي هي عند الله سبحانه وتعالي أقدس من الكعبة، ولم تراع حرمة شهر رمضان المبارك، ولا حرمة جنود الجيش المصري، خير أجناد الأرض ومكانته لدى الشعب المصري ولدى المسلمين والعرب، فأي دين يعتقد ويؤمن به هؤلاء الإرهابيون.
وبعد دفن الأبطال الذين نحسبهم عند الله شهداء، لن ننسى قضيتهم مع مرور الأيام، وسيتم عاجلا أم آجلا الثأر من الجانى الحقيقى، وستعمل الدولة على تضييق الخناق على الإرهاب والإرهابيين من خلال تعمير سيناء، وجعلها واحة للزراعة والصناعة والحضارة.. فتحية إجلال وتعظيم لرجال القوات المسلحة، الذين يضربون أروع الأمثلة في التضحية والفداء في مواجهة الإرهاب والإرهابيين.
وشاء الله سبحانه وتعالى أن تشهد أرض الفيروز سيناء الحبيبة، التي نحتفل هذه الأيام بذكرى تحريرها، تضحيات هؤلاء الشهداء الذين ارتقوا دفاعا عنها في مسيرة طويلة لأبطال ضحوا من أجلها منذ فجر التاريخ مرورا بحرب الاستنزاف وحرب السادس من أكتوبر المجيدة.
