الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القس يوساب عزت في أحد توما: من يدحرج لنا حجر آلامنا وأحزاننا؟

القس يوساب عزت كاهن
القس يوساب عزت كاهن كنيسة الأنبا بيشوي بالمنيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال القس يوساب عزت، كاهن كنيسة الأنبا بيشوي بالمنيا الجديدة، وأستاذ القانون الكنسي والكتاب المقدس بالكلية الإكليريكية والمعاهد الدينية، في أحد توما من يدحرج لنا حجر آلامنا وأحزاننا؟ فمسيحنا أعاد اطمئناننا: كان التلاميذ حزانى، مريم المجدلية تبكي عند القبر، وكان تلميذا عمواس يمشيان عابسين.
أوضح القس يوساب في تصريحات خاصة للبوابة نيوز" لقد طغت الأحزان والآلام على التلاميذ كلهم. وكلنا يعرف معنى الأحزان والدموع التي ذرفناها، خصوصًا حين فقدنا شخصًا عزيزًا لدينا واريناه التراب، ثم رجعنا وقلوبنا منكسرة حزينة لا حول لها ولا قوة.
لكن قيامة المسيح تؤكد لنا أن هؤلاء الذين فقدناهم رقدوا على رجاء. وما أصعب الحياة بدون رجاء! لكنهم رقدوا لا ليستقرّوا في قبر موحش مظلم بل ليعبروا إلى حياة أفضل.
ليس القبر مقرًّا بل ممرًّا نعبر فيه من هذه الحياة الفانية إلى الحياة الباقية.
قال المسيح لمرثا: "أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ". وقال: "إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ". لذلك نقدر أن نهتف قائلين: "أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟" لأن المسيح المُقام يقدر أن يملأ القلب عزاء ورجاء.
فمن يدحرج لنا حجر خوفنا وعدم اطمئناننا؟
كان التلاميذ في العلية، والأبواب مغلَّقة بسبب الخوف من اليهود، ثم ظهر لهم المسيح المقام، ووقف في الوسط، وقال لهم: "سَلاَمٌ لَكُمْ!". فلا مجال للخوف والاضطراب والقلق، لأن المسيح قد قام وبدّد غيوم خوفهم ومنحهم سلامًا.
في هذه الأيام كما في كل زمان ومكان، يعيش الإنسان في مخاوف كثيرة نذكر منها:
١-مخاوف من الماضي بشروره ومفشّلاته.
٢ـ مخاوف من الحاضر بهمومه ومشكلاته.
٣ـ مخاوف من المستقبل لغموضه وعدم طمأنيناته. 
٤ـ وهناك مخاوف من الأمراض وتقلبات الدهر.
لكن المسيح المُقام غفر خطايا الماضي، والآن هو حيّ يقوّينا بوجوده معنا: "وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ"، وهو يضمن لنا المستقبل، وهو وحده الذي يستطيع أن يقول لنا: "لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِي".
وتابع من يدحرج لنا حجر الحيرة وعدم الايمان؟
" لقد عاش توما أسبوعًا كاملًا ينوء تحت حجر الشك والحيرة وعدم الايمان، وهو يتساءل: هل يُعقل أن المسيح قام؟ "إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ".
أنا أشكر الله لأن بطرس أنكر المسيح، وتوما شك به... والتلاميذ تركوه وهربوا... لأنه عندما تزداد الضغوط أمام أحد الإخوة المؤمنين وينكر المسيح يوجد له رجاء بالتوبة والرجوع إلى الرب.
الإنسان ضعيف، وإلهنا "يَعْرِفُ جِبْلَتَنَا. يَذْكُرُ أَنَّنَا تُرَابٌ نَحْنُ".
ونحن في سيرنا في هذه الحياة، قد نشك في عناية الله، ومحبته، وحكمته، وكلمته، ونتساءل: لماذا يا رب "تَنْظُرُ إِلَى النَّاهِبِينَ، وَتَصْمُتُ حِينَ يَبْلَعُ الشِّرِّيرُ مَنْ هُوَ أَبَرُّ مِنْهُ؟"
تساءل آساف في القديم في المزمور 73 "أَمَّا أَنَا فَكَادَتْ تَزِلُّ قَدَمَايَ. لَوْلاَ قَلِيلٌ لَزَلِقَتْ خَطَوَاتِي. لأَنِّي غِرْتُ مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ، إِذْ رَأَيْتُ سَلاَمَةَ الأَشْرَارِ".
ومع أنه توجد براهين عديدة عن صدق كلمة الله، لكننا قد نشك في نبوات الكتاب المقدس، والرموز الكثيرة عن ولادة المسيح العذراوية، وحياته القدسية، وأعماله المعجزية، وذبيحته الكفارية، وقيامته التبريرية.
واختتم "لقد ظن الشيطان أن المسيح قد انهزم ومات، وأنه هو الذي انتصر... ولكن، في أول الاسبوع، قام شمس البر من قبره ليشرق على العالم إشراقًا ليس له مغيب!!!
وجاء صوت الملاك قائلًا: "لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟ لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لكِنَّهُ قَامَ!.