الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

ألمانيا والحل السحري في تقليل عدد وفيات المصابين

 المستشارة الألمانية
المستشارة الألمانية انجيلا ميركل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأ الوباء ينتشر في المانيا في آخر شهر يناير ٢٠٢٠ الماضي ،أكدت أول اصابة في بافاريا يوم ٢٧ وبالتحديد في شركة تصنيع غيار السيارات في مدينة بافاريا الألمانية وانتقلت بعدها لعدد من المدن الألمانية ، وكانت أكثر الإصابات التي سجلت في البداية كان عنقود من الإصابات نشأ في مدينة هاينزبيرغ حيث انتشر الفيروس هناك من خلال مهرجان ثانوي اقيم في المدينة ، وسجلت أول حالتي وفاة بألمانيا يوم التاسع من مارس لامرأة تبلغ من العمر ٨٩ عاما في مدينة إسن ورجل يبلغ من العمر ٧٨ عاما في مدينة هاينزبيرغ .
وصل عدد المصابين حتي اليوم لاكثر من ٩١ الف مصاب (حسب احصائية معهد روبرت كوخ اليوم ) في جميع انحاء المانيا تتمركز الإصابات أكثرها في الولايات الآتيه : بايرن ، شمال الراين ، بادن فورتمبرغ ، ولم تتعدي أعداد الوفيات ١،٥ ٪ من نسبة الإصابات 
كيف استطاعت المانيا تقليل عدد الوفيات بالرغم من تزايد عدد الإصابات :
يقول معهد كوخ ان اغلب اعمار المصابين بكورونا في المانيا اكثر من ٧٠ ٪ لا يزيد اعمارهم عن ستون عاما وهو عكس اعمار المصابين في ايطاليا واسبانيا حيث يكثر اعمار كبار السن بهما ولذلك تكثر عدد الوفيات ، بحيث أثبتت الإحصائيات حتي الآن بأن كبار السن هم الأكثر وفيات.
يتكلم أيضا البعض عن النظام الصحي القوي وكفاءته الذي تتميز به المانيا مقارنة بالدول الأوروبية الأكثر تضررا من الوباء حيث تملك المانيا اكثر من ٤٠ الف سرير مجهز بجهاز تنفس صناعي اي أكثر من ٦٠٠ سرير بجهاز تنفس صناعي لكل مائة الف شخص.
وبالرغم من كل ذلك لم تتردد المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في التحدث الي شعبها معلنة بأن اكثر من ٧٠ ٪ من الشعب الألماني سوف يصابون بفيروس كورونا المستجدو حثت شعبها علي الصبر مع الوضع الجديد والإرضاخ للإجراءات الوقائية التي تفرضها البلاد للحد من انتشار الوباء .
وبالرغم من عدم فرض حظر صحي كامل علي كل بقاع المانيا بل علي خمسة ولايات فقط فيها والتي قرر عمدة الولايه نفسها هذا القرار لصلاحية عمدة الولاية بإصدارهابسبب تفشي الوباء بولايته وارتفاع عدد المصابين بها ،ولم تفرض باقي الولايات الأالمانية الحظر الصحي الكامل حتي الآن .
واكتفت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بتقليل الأعمال ونسبة الأشغالات اليومية للعاملين في باقي الولايات واغلاق تام للحضانات والمدارس والجامعات والمعاهد الحكومية والخاصة منذ يوم ١٣ مارس الماضي وحتي يوم ١٩ من أبريل، واغلاق المكتبات وصالونات التجميل والمولات وصالات الألعاب ، ومنع تام لزيارات كبار السن المقيمين في دور رعاية المسنين، وفرضت الحكومة غرامات تصل الي ٢٥٠٠ يورو لتجمع اكثر من شخصين في الشوارع والأماكن العامه .
ولكن رأت ميركل أن كل هذه الإجراءات غير كافية فأسرعت بطلب من السلطات الصحية في البلاد بزيادة أعداد الفحص المجهري بشكل مبكر وسريع ، حيث بلغت الفحوصات للكشف المبكر عن فيروس كورونا بعدد يصل الي ٥٠٠ ألف فحص في الإسبوع الواحد وهو ما تباهي به وزير الصحة الألماني ينس شبان في وسائل الإعلام بأنه من اكبر الأعداد التي لا يمكن أي دولة بأن تقوم به علي الإطلاق .
وعلي غرار ذلك طلبت بعض الدول الأوروبية العون من المانيا لإرسال بعض المصابين اليها الذين بحالات صعبة بسبب فيروس كورونا ، ومن منطلق مساعدة المانيا للدول المجاورة والصديقة استقبلت المانيا عدد من المصابين من ايطاليا وفرنسا عن طريق طائرة الإجلاء الطبي من طراز A‪-‬310 وهي طائرة للجيش الألماني مزودة بوحدة عناية مركزة وتم توزع المصابين علي عدة مستشفيات المانية . 
كما وافقت المستشارة الألمانيةاقتراح لنظام تتبع المواقع الألكتروني والذي هدفه تتبع المصابين بكورونا ويجري حاليا اختباره في برلين ، وأوضحت ميركل بأنها ستستخدم التطبيق علي نفسها في حالة ثبوت نجاح التجربة ، والهدف منه التحسن من متابعة الحالات المخالطة للمصابين .
هل سيقبل هذا الإجراء موافقة ام معارضة من الشعب الألماني الذي يختلف بطبيعته عن شعوب اخري مثل الصين وكوريا من حيث تمسك الشعب الألماني بحقه في الخصوصية وعدم التتبع ؟ هذا ما سنراه في حال توصية الحكومة الألمانية بإستخدامه .
مستشفي كورونا : هل ستنجح برلين بأن تعيد معجزة الصين في بناء مستشفي خاصه بعلاج حالات كورونا في خلال ايام ؟
وافقت المستشارة الألمانية ميركل قرار مقدم من وزيرة الصحة لولاية برلين ديليك كالايتس باقامة مستشفي الكورونا علي ساحة معرض برلين بالتعاون مع الجيش الألماني تستوعب حتي ١٠٠٠ مصاب بفيروس كورونا تحسبا لزيادة الأعداد الفترة القادمة . 
يتوقع معهد روبرت كوخ الألماني تزايد عدد المصابين في المانيا الأيام المقبلة وأن يظل انتشار فيروس كورونا لفترتات طويلة قادمة مع الأمل القائم بوعي الشعب الألماني وقوة النظام الصحي بالبلاد بانخفاض نسبة الوفيات فيها ، وليس الحل السحري الذي وجدته المانيا وتتكتم عليه كما يعتقد البعض .