الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

ليست كل القصة وجع.. فلـ"كورونا" وجوه ساخرة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اختصر الناس أسباب الموت في هذه الأيام في "كورونا" وكأن الموت وافد جديد لم يكن قبل يطرق الأبواب، خوف كبير سكن في القلوب ساعد على نشره وسائل التواصل الاجتماعي التي تفننت في سبل مواراة جثمان مريض كورونا، فالبعض استحضر صورا قديمة لحرق جثامين في الهند وقال إن متوفى كورونا يتم حرق جثمانه، وآخرين أكدوا أنه يتم تكفينها دون غُسل ثم إلقائها في البحر أو في الجبل، وبرغم صور صلاة الجنازة ودفن البعض في قراهم أمام الناس إلا أن ذلك لم يكن كفيلا لإطفاء جذوة الخوف التي احترقت.. فبات أي سبب لخروج السر الإلهي هو "كورونا" وتلك معاناة كبيرة لإثبات العكس.



والله العظيم أبويا مات في حادثة سيارة
رن هاتف "أحمد" صباحا، ارتعشت يداه وانقبض قلبه وجاء ما كان يخشاه: "البقاء لله يا ابني، والدك تعيش إنت"، لا حول ولا قوة إلا بالله أبويا مات إزاي؟ قضاء ربنا يا ابني وهو بيعدي الدائري عربية خبطته، مسرعا وأعمامه إلى المستشفى لاستلام الجثمان، سيارة نقل الموتى تُعلن عن دخولها القرية، توصد الأبواب، وتتدلى العيون من خلف النوافذ، ينظر أحمد يمينا ويسارا فلا يجد أحدا هو وعمه يحتاج ولو شخصا واحدا يحمل معه "النعش"، ينادي على جيرانه بالاسم فيرتد إليه صدى صوته بالاسم، ينادي بأعلى صوته: "يا ناس.. يا جدعان.. والله العظيم أبويا ميت في حادثة.. ورحمة أبويا.. أبويا ميت في حادثة"، بعد معاناة يخرج له الحاج سويلم وأولاده وقبل أن يمدوا إيديهم ليرفعوا معه "النعش" يقول: "يا أحمد إنت حلفت برحمة ابوك إنه ميت في حادثة".



الحاجة أمينة ودكتور الباطنة
كعادتها منذ سنوات تشكو ارتفاع الضغط أحيانا ولا تبالي حتى بنصائح الطبيب، يحذرها من أكل "المحشي" فتلتهم ما يقابلها وهي تقول له: "سيبها على الله يا دكتور، محدش هيموت ناقص عمر، اكتب بس إنت العلاج"، لماذا تغير الآن الحاجة أمينة عاداتها وقناعتها وتسرع إلى طبيب الباطنة ليضبط ضغطها طالبة منه أن يضع لها نظام غذائي وتتعهد بأن تتبعه، يتعجب الطبيب من حديثها: "مالك يا حاجة فاطمة، إنتي خايفة من الموت، مش كنتي بتقولي محدش هيموت ناقص عمر"، تجيب: أنا عند كلامي يا بني، بس اللي بيموت دلوقتي بيبهدلوها، بيقولك الكفن جلد وكيس ومن غير ما يغسلوه ولا يصلوا عليه، يعني موت "فطيس" يا ولدي، وأنا عايز لما أموت يبقى ورايا هيصة وزفة فضبط الضغط تعيش.



فسخ خطوبة ريهام وعلاء
"عليا اليمين بالتلاتة من أمك لأفسخ الخطوبة يا ريهام، بقولك عمته عندها كورونا"، "يا بابا ده كان اشتباه وطلعت سليمة"، "سليمة ايه يا بنت أبوكي يمكن لسه في الحضانة، ده في ناس بتقول مش بيبان إلا بعد شهور"، يا بابا والله ما في حاجة اطمن وبعدين عمته مش قاعدة معاهم، قوليله يا ماما، معقول ده تفسخوا خطوبتي علشان شاكين إن عمته عنده كورونا، الناس تقول علينا مجانين، آخر كلام يا ريهام وإلا أمك تلم هدومها وعلى بيت أبوها مفيش خطوبة وترجعي له الدبلة ولو بيحبك هيستناكي لغاية ما ربنا يسهل ويلاقوا علاج لكورونا.