الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

محمد تاج الدين: الحركة التشكيلية بمصر لم تتأثر كثيرًا بمرحلة ما بعد الحداثة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فنان تشكيلي، ودكتور جامعي، ورسام صحفي، ومُستشار فني، كلها أعمال تتطلب ذائقة فنية وإحساسا كبيرا، توفرت عند الفنان الدكتور محمد تاج الدين، والذى قدم آخر معارضه بعنوان «وجوه وأماكن فى حياتي» بمركز سعد زغلول الثقافى.
قدم به الفنان بورتريهات لأشخاص عرفهم منذ عدد من السنوات، عندما قدم أعمال الأبيض والأسود، وآخرين قابلهم فى مرحلته مع أعمال الباستيل، وأخيرًا أشخاص عرفهم عندما كان يعمل بألوان الزيت، فقادته هذه الفترات إلى وجود صيغ وأساليب مُختلفة للرسم، حيث رسم بها الوجوه التى قابلها والأماكن التى عاش فيها ورآها ومرت بحياته.
فى حوار «البوابة» مع الفنان حول الحركة التشكيلية فى الوقت الحالي، وأماكن استلهامه الأعمال الفنية، وأكثر المهن التى أحبها، جاءت تعليقاته كالتالي..
«الحركة التشكيلية فى الوقت الحالى جميلة، فعندنا فى مصر لم تتأثر بمرحلة بعد الحداثة بشكل كبير، مثلما أثر على الفن التشكيلى فى أوروبا وأمريكا»، هكذا بدأ الفنان تعليقه على الحركة التشكيلية فى الوقت الحالي، وواصل: «عندنا فى مصر أيضًا بالطبع تأثرنا بعد الحداثة، ولكن التأثير لم يخرج عن الفكرة العامة، وهى أن العمل قابل إلى الفناء والنهاية، فزمان كانت قيمة العمل التشكيلى تأتى فى محاولتنا بقدر الإمكان أن نجعله يعيش أكثر إلى أبعد حد، ولكن حاليًا بعد الحداثة تقول إن العمل يمكن أن ينتهى بعد المعرض، فهذه الفكرة لم تؤثر علينا بشكل كبير كما أثرت على الغرب».
وعن فعاليات القطاع، قال الفنان: «كونى أعمل فى المعهد العالى للنقد الفني، ودراستى النقد التشكيلى، أتابع دائمًا فعاليات قطاع الفنون التشكيلية حتى أتمكن من كتابة النقد».
أما عن نُخبوية الفن التشكيلي، قال محمد تاج: «لا شك أن الفن التشكيلى نخبوى الطبع، ورغم ذلك الفرصة حاليًا متاحة أكثر من أى وقت مضى ليكون فنا للجمهور كله، لأنه قديمًا كان على الفنان أن ينتمى إلى اتجاه أو مدرسة معينة، سواء كان تكعيبيا أو سيرياليا أو تجريديا، ولكن حاليًا الفن لا يُحدد بهذا الشكل السابق، فيمكن أن يجمع الفنان بين أكثر من مدرسة مثل: السيريالية والتكعيبية فى آن واحد، وحتى فى عمل واحد».
وعن تطورات الفن التشكيلي، قال: «يستطيع الفنان حاليًا أن يجعل العمل يتكلم أكثر من لغة، فأصبح كل التراث الماضى لدينا مثل كتاب مفتوح نختار منه ونتبع الشكل الأفضل لتوصيل المعنى الذى نريده، فإذا كنت أقوم برسم عمل فنى حاليًا ورأيت أن اللوحة إذا رُسمت كلاسيكيًا ستكون أفضل سأرسمها كلاسيكية، لأنه سيكون الشكل الذى يستطيع التعبير عن موضوعها بشكل أكبر وأفضل، وأيضًا إذا رأيتها فى الشكل التجريدى ستكون أفضل سأرسمها كذلك، فأنا غير ملتزم باتباع مدرسة فنية مُعينة طوال عمري، فأصبح مُتاحًا حاليًا التعبير بأكثر من أسلوب حتى فى داخل اللوحة الواحدة، وهذه فرصة أكبر أن يُصبح الفن قريبًا من الجمهور، فيمكن أن أقدم العمل الذى يستوعبه هو أكثر، على العكس كانت الحياة الفنية قديمًا من حيث الالتزام بمدرسة فنية واتجاه مُعين حتى لو لم يفهمه الجمهور، فحاليًا يمكن تقديم أعمال ذات صياغات يفهمها الجمهور، بعيدًا عن الأسلوب الحاد والقاسى الذى كان يلتزم به الفنانون قديمًا من حيث الالتزام بمدرسة فنية واتجاه واحد».
وعن استلهامه أفكار المعارض، قال أستاذ النقد: «بالطبع أتأثر بالعديد من الأشياء، فسأقدم معرضًا آخر حول «النوبة» تحت عنوان «النوبة أرض الذهب»، وسأقدم من خلاله عملين بالأبيض والأسود، وخرجت بهذه الأعمال بعد زيارتى للنوبة وتأثرى بها، ووجدت أنها جزء لا يتجزأ من تاريخ مصر، حيث لعبت دورًا كبيرًا ومهمًا فى تاريخ مصر، فتوجد مملكة باسم «مملكة النوبة» على حدود مصر الجنوبية، وكان أحيانًا ملك النوبة يغزو مصر ومصر تغزو النوبة... وهكذا، فكانت مؤثرة جدًا فى تاريخ مصر.
وواصل عن أعماله بمعرض النوبة أرض الذهب: «سكنت فترة من الزمن بالنوبة وتعاملت مع أهلها، فهم أناس طيبون ومحترمون جدًا، لذلك أحببت أن أشارك فى هذا المعرض بشدة، كما تقدمت للمشاركة فى معرض الأعمال الصغيرة بالأبيض والأسود مع قطاع الفنون التشكيلية».
وحول أكثر المهن القريبة والمُحببة للفنان محمد تاج من حيث الإبداع، قال: «بصراحة جاء أكثر إبداعاتى عندما عملت رسامًا صحفيًا، والسبب هو أنه لكى يجد الفنان موضوعًا عبر عنه آخر من خلال المقال وآخر بقصة قصيرة وآخر عبر عنه بشعر، ليأتى دور الرسام ليُعبر عنه بالرسومات التوضيحية من خلال رؤيته وزاويته وإحساسه بالموضوع بعد قراءته، يفرق كثيرًا جدًا، فتُصبح هناك شحنتان إحداهما للفنان الأصلى الذى كتب القصة القصيرة على سبيل المثال، وأخرى للفنان الذى قام بعمل الرسومات التوضيحية الخاصة بها».