الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

عقيلة راتب.. مسيرة عاصفة بالمفاجآت

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل هذا اليوم من عام 1916 ولدت الفنانة الكبيرة عقيلة راتب بالقاهرة لأسرة أرستقراطية، واسمها الحقيقي كاملة محمد كامل، وكان والدها دبلوماسى كبير وأول مصرى يعمل بقلم الترجمة في وزارة الخارجية حيث كان يتقن 7 لغات.
تبدو قصة حياة "عقيلة" مثل فيلم سينمائي تدور أحداثه في قالب تشويقي ملئ بالمفاجآت والأحداث والتحولات المختلفة، ففي طفولتها دخلت قوة من جنود الاحتلال الإنجليزي تفتش منزل والدها، لتبحث عن المنشورات التى توزع ضدهم، وضربها احد الجنود ففقدت الوعي، مما أثار الجميع، لتحدث معركة بين الأهالي وبين جنود الاحتلال أسفرت عن سقوط 5 شهداء.
وتستمر قصة حياة عقيلة، بعد أن شاهدها زكى عكاشة صاحب فرقة عكاشة المسرحية، ولم يكن عمرها تجاوز 14 عاما، وعرض عليها التمثيل في الفرقة وعندما أخبرت والدها الدبلوماسى الكبير، ثار وغضب وضربها، ولكنها تمسكت بحلمها وانتقلت إلى بيت عمتها بعد غضب الأب عليها، وبعد إلحاح زكى عكاشة ورغبة "كاملة" في التمثيل، وافقت عمتها ومثلت الفتاة مع الفرقة بعدما غيرت اسمها، بعد أن اختارت لنفسها اسم عقيلة، وهو اسم صديقتها المقربة، وراتب وهو اسم شقيقها الوحيد الذي توفي وهو طفل صغير. 
اشتهرت في بدايتها بصوتها الجميل، وبدأت حياتها الفنية في الثلاثينيات، حيث عملت ممثلة في المسرح في فرقة على الكسار هي وزوجها المطرب حامد مرسى، واختارها زكى عكاشه لتكون بطلة فرقته المسرحية في العديد من الأعمال منها مطرب العواطف، حلمك ياشيخ علام، الزوجة آخر من تعلم، خلف البنات، جمعيه كل وأشكر.
نجحت عقيلة في تقديم أدوار السيدة التي تعيش في الأحياء الشعبية، واشتهرت بتقديم هذه الأدوار بشكل لافت للنظر، حتى أن الشخصيات التي قدمتها وإن كانت شخصيات ثانوية، إلا أنها كانت تمثل علامة فارقة ونقطة مضيئة في تلك الأعمال، ومن أشهر هذه الشخصيات، دورها في فيلم "عائلة زيزى"، "زقاق المدق"، "حب ودموع"، وأيضًا دور الزوجة في "القاهرة 30". 
قدمت أكثر من 60 فيلما في السينما المصرية، منها "بواب العمارة"، "غدا يعود الحب"، "الفرسان الثلاثة"، ويبقى دور الأم في فيلم "عائلة زيزي" من الادوار المهمة في مسيرتها الفنية، فقد جسدت نموذج الأم التي تتكفل برعاية أولادها، وتقف في مواجهة مشكلاتهم وتسعى بكل الطرق لحلها.
كانت الراحلة عقيلة راتب نموذجًا فريدًا في التزام الفنان حتى اللحظات الاخيرة في حياتها، وكانت في عام 1987 على موعد مع القدر، بعد أن فقدت البصر فجأة وهى تقوم بتصوير مشاهدها في فيلم "المنحوس"، ورفضت ترك مكان التصوير والذهاب إلى المستشفى، إلا بعد الانتهاء من تصوير مشاهدها المتبقية.
نالت العديد من الجوائز عن أفلام مثل "لا تطفئ الشمس"، كما نالت في حياتها مجموعة من الأوسمة والجوائز من قبل الملك فاروق والرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات، وتوفيت في 22 فبراير عام 1999.