الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مصر ولحن الوفاء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في موكب مهيب يتقدمه سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي وكبار رجال الدولة، وقادة الجيش والشرطة، والقيادات الدينية الإسلامية والمسيحية، وجموع غفيرة من الشعب، ودعت مصر بمشاعر تقطر حزنًا الرئيس الأسبق حسنى مبارك إلى مثواه الأخير.
وفى وداعه سمعت لحن الوفاء من شعب مصر العريق الأصيل، وأيقنت أن الأصالة والعراقة والوفاء صناعة مصرية، هذا وقد تابع العالم كله بإعجاب شديد كيف ودعت مصر واحدًا من أبنائها وأبطالها.. وهكذا تفعل مصر دائمًا مع كل بطل يقدم لوطنه تضحيات وإنجازات وبطولات ترفع من شأن الوطن، وتعظم من قدره، وترتقى بمكانته بين شعوب الدنيا، وهذه هى عظمة الشعب المصرى وسر قوته وتماسكه وصلابته وخلوده على مر الأجيال والعصور.
ومما لا شك فيه أن مبارك كان علمًا وعلامة... قيمة وقامة... قائدًا وقدوة، في جيش مصر العظيم.. كان شريكًا أصيلًا في صنع انتصار ٦ أكتوبر ١٩٧٣ العظيم الذى عبر بمصر من الهزيمة إلى النصر، هذه حقيقة لا يمكن أن يغفلها التاريخ على مر الزمان، لذلك جاء قرار فخامة الرئيس السيسي بتنظيم جنازة عسكرية وشعبية تليق به، وبتاريخه الحافل بالعطاء، وتليق بمصر والمصريين، وأصدر أوامره بإعلان حالة الحداد لمدة ثلاثة أيام، وتنكيس علم مصر حزنًا على رحيله.
ولا شك أنه بهذه اللمسة الإنسانية الرقيقة الحانية مسح دموع الكثيرين لا سيما دموع أسرة مبارك.
وما يسطره التاريخ لمبارك بحروف من نور أنه عندما هبت رياح التغيير واندلعت ثورة يناير ٢٠١١ بإرادة شعبية جارفة، تخلى على إثرها عن السلطة، وقام بتسليم أمانة المسئولية للجيش (المجلس العسكري) لإيمانه الوثيق بأن جيش مصر العظيم هو الوحيد الذى يؤتمن على البلاد، والضامن الوحيد لأمنها واستقرارها وازدهارها، وهو بالفعل كذلك كما عهدناه، كان وما زال وسيظل أبد الدهر أمينًا على رسالته، مخلصًا في أداء واجبه الوطنى، يضحى بالنفس والنفيس دفاعًا عن أرضه وترابه، وحفاظًا على أمنه وسلامه.
كما يُذكر لمبارك أنه عندما حانت ساعة رحيله عن السلطة بعد أن قضى نحو ثلاثين عامًا في الحكم لم يحاول أن يهرب خارج مصر، ولم يهرع إلى طائرة تحمله إلى بلد خارج البلاد تمنحه الملاذ والأمن والأمان على الرغم أن العديد من الدول كانت قد قدمت له الدعوة ليقيم بها، وإنما بشهامة وشجاعة فضّل أن يبقى في وطنه إلى أن يُدفن في ترابه، واثقًا أن مصر وفية لأبطالها، فقال مقولته الشهيرة في خطاب الوداع الأخير «هذا الوطن العزيز هو وطنى مثلما هو وطن كل مصرى ومصرية، فيه عشت وحاربت من أجله، ودافعت عن أرضه وسيادته ومصالحه، وعلى أرضه أموت، وسيحكم التاريخ علىّ وعلى غيرى بما لنا أو علينا، إن الوطن باقٍ والأشخاص زائلون... ومصرنا العريقة هى الخالدة أبدًا، تنتقل رايتها وأمانتها بين سواعد أبنائها، وعلينا أن نضمن تحقيق ذلك بعزة ورفعة وكرامة جيلًا بعد جيل، حفظ الله هذا الوطن وشعبه».
وبالفعل حفظ الله مصر ودبر لها قائدًا عظيمًا سيادة الرئيس السيسي الذى أعاد لمصر مكانتها وكرامتها وهيبتها على خريطة العالم، ويقود سفينة البلاد نحو الأمان والاستقرار والتنمية والازدهار.
ندعو الله أن يبارك كل خطواته وقراراته لخير بلادنا العزيزة.