البداية كانت مع هاشتاج #انقذوا_محطة_الزهراء_للخيل، فانتشر الهاشتاج على نطاق واسع شارك به نشطاء وصحفيين وفنانين من العاشقين للخيول مثل مصطفى شعبان والفنان أحمد السقا، لذلك كان لا بد لنا من زيارة محطة الزهراء لكي نعرف الوضع على الحقيقة.
التقينا الدكتورة نجلاء رضوان رئيس الإدارة المركزية لمحطة الزهراء للخيول العربية، إن محطة الزهراء لتربية الخيول العربية الأصيلة، هي تراث لمصر، وقلعة الحصان العربي، وهرم مصر الرابع، مشيرة إلى أن تقودنا إلى معنى واحد وهو أن محطة الزهراء هي مصدر الخيل العربي المصري وهي المحافظة على السلالات من زمن محمد على باشا الكبير، وعباس باشا الأول، فعمرها تعدى 111 عامًا.
وأنشئت محطة الزهراء لتربية الخيول العربية الأصيلة عام 1908م، حينما كلف قسم تربية الحيوان في الجمعية الزراعية الملكية المصرية بالمباشرة في تربية الخيول العربية الأصيلة، ثم في عام 1928، إبان عهد الملك فؤاد الأول، اشترت الجمعية أرضها في عين شمس لتتوسع في الحفاظ على أنساب الخيول العربية.
ولفتت إلى أن محطة الزهراء لتربية الخيول العربية الأصيلة تعد من أقدم المحطات في العالم، وتحافظ على سلالات الخيول العربية الأصيلة الأم، مشيرة إلى أن المحطة تمتلك 5 أنسال من أهم 5 عائلات للخيول منها الصقلان والكحيلان والهدبان والعبيان.
وأكدت نجلاء أن النوع "العبيان"، هو أشهر وأجمل وأندر وأغلى أنواع الخيول في العالم مع الصقلاوي، موضحة أن أسامي تلك الأنسال ويرجع نسبة إلى القبائل العربية التي اشتهرت بهذه الخيول وكانت هي مصدرها في العالم بمنطقة الجزيرة العربية، والتي انتقلت إلى مصر مع الفتح الإسلامي.
وتابعت: محطة الزهراء مثلها مثل أي مكان يعاني من ضعف الإمكانيات، لن ننكر ذلك، وبالتالي ضعف الإمكانيات انعكس في فترات سابقة على المكان، إلا أنه لم يؤثر مطلقا على إنتاج الخيول والحفاظ على السلالات.
وأكدت نجلاء، أن جميع العاملين في محطة الزهراء يعلون بحب بغض النظر على المقابل المادي فجميعهم محبين للمكان ويبذلون قصارى جهدهم للحفاظ عليه.
وأشارت إلى أن محطة الزهراء تتبع وزارة الزراعة، وأنه على الرغم من أنه كان يوجد بعض القصور خلال فترات وسنوات سابقة إلى أن الدولة كانت دائمة موجودة للتقويم بدليل أنه في فترات قبل تولي المسئولية خلال عام 2014، وأنا كنت مدير عام الطب الوقائي ومشرف على محطة الزهراء كان هناك اقتراح بأن يتولى إدارة المحطة قيادات جيش أو شرطة لأنها كانت تحتاج لإدارة حازمة.
ولفتت إلى أن محطة الزهراء مقامة على مساحة نحو 50 فدانًا، وتحتوى على نحو 500 رأس من الخيول تمثل أهم سلالات الخيول العربية، وعلى الرغم من أن ضعف الإمكانيات قد يؤثر على دولاب العمل إلا أنه لا يؤثر على إنتاج الخيول العربية المصرية بالجودة المعروفة عنها وستظل الزهراء هي المصدر والمنتج الجميل لخيلنا.
وتابعت: "ضعف الإمكانيات قد يؤثر على تواجد بعض الأدوية وتوفرها بالشكل الكافي، إلا أنه يتم تقديم أفضل رعاية في مصر لخيول الزهراء الذي يبلغ عددهم 500 حصان، و36 مهرا صغيرا ولادات هذا الموسم".
وواصلت "تتم رعاية هذا العدد من الخيول على مساحة 50 فدانا بهذه الإمكانيات الأمينة المحدودة".
ولفتت إلى أن الصور في هذه الفيديوهات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي غير موجودة في محطة الزهراء، مؤكدة أن محطة العزل في المستشفى لا يوجد فيها ولا حصان مريض.
وأكدت أن الحديث عن أنه لا يوجد طعام للمهر أو الخيول غير صحيح على الإطلاق، فأنا أتحدى أن يتم توفير أكل للخيول عند أي مربي للخيول مثل محطة الزهراء.
وقالت: يوجد برنامج للتحصينات يُدار لخيول الزهراء لرعايتها طبيا، متابعة: "أنها كانت مدير عام الطب الوقائي وأعرف معنى كلمة أمان حيوي وبرامج تحصين وقائية فأنا أتحدى أن يوجد برنامج طبي مثل برنامج الزهراء، نعمل عليه منذ سنوات".
وأكدت أنه أغلب الأمراض خلال إشرافها على المحطة تم التغلب عليها، موضحة أن أشهر الأمراض التي تواجه الزهراء في السنوات الأخيرة والتي بسببها توفى خيل كثير هي "هربز والأنفلونزا وحالات الإجهاض وحالات معوية وتنفسية وكانت مشكلات جامدة تسبب النفوق.
ولفتت إلى أن أعلى حالة نفوق للمهاري في محطة الزهراء هي 2016، وأكثر سنة كان بها حالات إجهاض سنة 2016 /2017، ولن يكن هناك الهجوم الحالي على الرغم من أن محطة الزهراء تأخذ طريقها للتطور وتم القضاء على كافة أسباب السلبيات التي قد تؤثر على الخيول.
وأكدت أنه يوجد لجان متابعة من الطب البيطري لمحطة الزهراء بشكل أسبوعي لمتابعة الخيل ولو في مشكلة يتم تشكل لجنة كبيرة يتم الاستعانة بدكاترة الجامعة والمعاهد لحل المشكلة حتى أمراض الحافر يتم علاجها، الاعتناء الطبي بمحطة الزهراء على مدى السنوات السابقة.
ولفتت إلى أن أهم المشكلات الإدارية التي تواجه محطة الزهراء، هي تعاقب الإدارة وتغييرها بعد فترات قصيرة مما أثر بشكل سلبي على الإدارة.
وتابعت: سنة 2019، يعد العام الذي تم فيه رعاية الخيل على أكمل وجه، فعدد النفوق لا يتناسب مع العدد نتيجة نظام الأمن الحيوي وبشهادة الطب البيطري، لافتة إلى أنها لا تنكر وجود حالات نفوق بين الخيول نتيجة للتكدس الذي كان متواجدا، موضحة أنه لحل هذه المشكلة تم عمل 3 مزادات بدل مزادين في السنة لحل مشكلة التكدس التي تسبب فيها عدم وجود أماكن وظلت المهارى مع أمهاتها ولم يفطموا لأنه لا يوجد مكان.
وقالت: استلمت هذه الأزمة في أول 2019، وتم عمل المزادات وحلها وفي 2020، لا توجد هذه المشكلة ولا يوجد عندي سوى المهارة الصغيرة عمر شهر وحالتهم الصحية جيدة جدًا، وتم وضع برنامج للولادات فقبل أن تلد الخيل بثلاثة أشهر يتم وضع برنامجا لها من قبل مديري الإدارات سواء التغذية والرعاية والتناسليات والتربية، للتغلب على مشكلة ضعف الفرسات نتيجة لكثرة عمليات التوليد للفرسات كل سنة فكان لا بد للخيل أن تستريح.
ولكن خلال السنة التي توليت فيها المسئولية تم وضع مقاييس علمية لعملية السماح لها بالحمل، لو صحته غير جيدة يتم تأجيله لآخر الموسم، بحيث إن المهارة المولودة تكون مناعتها جيدة وسرسوب اللبن جيدا لترضع وكذلك لا يوجد مشكلة للتكدس.
وتابعت: أتولى إدارة محطة الزهراء من سنة وشهر بالضبط، ويتم حسابي على تراكمات السنوات الماضية، في حين أنني وضعت خطة علمية للاعتناء بالخيول، لافتة إلى أنه من يجلس على كرسي إدارة الزهراء مظلوم".
وواصلت: الهجوم الآن على محطة الزهراء غريب، فعندما تم ترتيب الأوراق والمكان أصبح يدار بشكل صحيح يتم الهجوم عليه"، مشيرة إلى أن الهجوم على محطة الزهراء هو تربص بالمكان وليس هجوما شخصيا على مدير المكان".
وأبدت نجلاء، اندهاشها من مشاركة فنانين وشخصيات عامة من مربي الخيول في هجوم على محطة الزهراء، متابعة: "الناس العاديين في كلماتهم لا يعرفون ما يحدث فهم يشاركون فقط في الهجوم دون علم أما مشاركة فنانين في الهجوم الأمر بالنسبة لي مصدر تعجب خاصة أنهم يعانون من أي حد يشوه سمعتهم أو الإساءات التي قد تحدث إليهم، فهما أنفسهم دون وجه حق يكون لهم دور في توجيه الاتهام دون أن يكون لهم دور فيكتبون من غير فهم ومن غير معلومة موثقة ومن دون أن يتواجدوا في محطة الزهراء، فأنا لم أرَ أحدا فيهم في محطة الزهراء ليكتب انقذوا محطة الزهراء، وبالتالي طالما كتبوا انقذوا محطة الزهراء، ولما حد بقيمة أحمد السقا ومصطفى شعبان يكتب هذا الكلام أعتقد أن هذا الكلام غير سعيدة به على الإطلاق فيجب أن يكون فاهم أن الهجوم ليس شخصيا، وعندما يكتب انقذوا محطة الزهراء فعليه واجب وطني وقومي ومجتمعي فانزل انقذها على الأرض ولا تكتب فقط وعليك دعم المكان، فأنا هنا منذ 13 شهرا لم أرَ أحدا".
ولفتت إلى أنه على الرغم من نقص الإمكانيات فهي تبذل أقصى جهدها لإنقاذ الحيوانات وتتحدى الروتين، فيتم إجراء عمليات قيصرية وفتح إربي، مشيرة إلى أن الأشهر هو العملية الجراحية للحصان "نور الفجر" فتحدت الروتين بعد أن قدر الفريق البيطري بالمحطة وأوصى بإجراء جراحة عاجلة لإنقاذ حياة نور الفجر، لكن المحطة لا تشمل على التجهيزات اللازمة لإجراء جراحة خطيرة بهذا الشكل فتم التواصل مع أحد كبار المربين الذي يمتلك غرفة عمليات مجهزة لمثل حالته وتم نقله وإجراء العملية على الرغم من التحذيرات بأنه في حالة وفاته سأدخل السجن، إلى أنه ليس الوحيد فيتم العناية الصحية بكل الخيول.
ولفتت إلى أنها تنسق مع وزارة الآثار للحفاظ على اللوحات والمكتبة بالمحطة، لما فيها من مخطوطات أثرية، مؤكدة أنها أغلقت المكتبة للحفاظ عليها حتى يتم افتتاحها كمتحف فليس من مصلحة أحد تسريب المخطوطات الأثرية خاصة أنها تضم 3 آلاف كتاب من المخطوطات التاريخية والأثرية بجميع اللغات ولا يرتادها أحد ومن يهاجم إغلاق المكتبة له أهداف خاصة فالكتب بالداخل آثار يجب الحفاظ عليها.
