استعرضت الكاتبة والباحثة فى مجال الإعلام السياسى دينا محسن، فى كتابها «الإعلام الوثائقى وقضايا حقوق الإنسان»، الصادر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، أبرز محددات تاريخ صناعة الوثائقيات فى مصر والعالم، وتطرقت من خلاله أهمية صناعة المواد الوثائقية وخطورتها فى نفس الوقت
وأشارت إلى ضرورة إنشاء قناة وثائقية يقوم على إدارتها مجموعة من المتخصصين سواء من الأكاديميين أو المهنيين بمجال الإعلام، لتصبح قناة منافسة فى إطار إقليمها، الذى يحتوى على أكثر من قناة عربية وثائقية تقدم مواد وثائقية متنوعة حول الشأن المصري، وتهتم تلك القنوات بتخصيص مساحات كبيرة لتناول القضايا المصرية.
وقالت إن حاجة الفرد والمجتمع لوسائل التواصل الاتصال اليوم أمر واضح الأهمية لقيامها فى هذا العصر بوظيفة البحث عن المعلومات، وإشباع رغبة الفرد والمجتمع من المعلومات وترتيبها وعرضها بأساليب مناسبة وذلك كله أمر ضروري، وما ينقل من وسائل الإعلام يمكن الشعوب من أن تعيش على مستوى الأحداث وتتفاعل معها، وما يدور من أحداث بمعظم الدول العربية من صراعات وثورات وحروب وأزمات تدفع الجمهور لمتابعة تطوراتها من خلال القنوات الفضائية التى تنقل الأحداث أولا بأول، وتعرض مختلف الأشكال البرامجية لتفسير هذه الأحداث والتعليق عليها، ومنها البرامج والأفلام الوثائقية التى تعرض هذه القضايا من مختلف الأوجه، بالكشف عن الخلفيات والدوافع التى تكمن وراء هذه الأحداث والقضايا، مما ينتج عنها إلمام الجمهور بكافة زوايا وأبعاد القضية ومن ثم تساهم فى التأثير على اتجاهاته.
وتابعت: "فى ظل انتشار القنوات الفضائية فقد أصبح هناك اعتماد على الفيلم الوثائقى فى الكثير من هذه القنوات، سواء كمادة مستقلة أو فى إطار البرامج الإخبارية، بالإضافة إلى وجود القنوات الوثائقية المتخصصة فى هذا الفن الثقافى، وذلك فى مختلف المجالات العلمية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والدينية، حيث يشهد العالم تحديدا المنطقة العربية حراكا سياسيا ينعكس على مختلف جوانب الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والمعلوماتية، ومع تزايد الزخم السياسى تتزايد حاجة المواطن لاستقاء المعلومات من مختلف وسائل الاتصالات والمعلومات، ويجد بعض الباحثين والخبراء فى مجال الإعلام أن المادة الوثائقية تتميز بكونها تقدم المعلومات مقرونة بالأدلة والبراهين والوثائق".
وأكملت: "رغم المتغيرات والأحداث العديدة التى يشهدها العالم من حولنا فإن الإنتاج التسجيلى وخاصة التليفزيونى يمكن أن يشكل عنصرا هاما لقناة إخبارية فى نقل الأحداث بصورتها الواقعية أو إعادة تكوين هذا الواقع بشكل قريب من الحقيقة، فالإنتاج التسجيلى يجب أن يسير فى خط متواز دائما مع الأحداث المهمة يشرح ويفسر ويقنع ويعلم، فهو ليس مجرد تقرير يهدف إلى الإعلام فقط إنما يسعى لعرض الموضوعات بجميع عناصرها ومختلف وجهات النظر حولها ويعكس مشكلات الحاضر، فالمواد الوثائقية فن من فنون الاتصال الجماهيرى وتعد وسيطا فى نقل المعارف والتجارب والخبرات بين الشعوب، بالإضافة إلى تقديم الواقع والحقائق عن مواضيع جدلية، وذلك عن طريق استخدام أنواع مختلفة من طرق العرض والتقديم، وأطر الإبراز، والتهميش، والتكثيف، والتسطيح، والتركيز، والتجاهل، لذلك بات الاهتمام بإجراء بحوث إعلامية شاملة حول ما تقدمه المواد التسجيلية الوثائقية هاما وضروريا".
يأتى ذلك فى ظل المتغيرات المجتمعية والأحداث المتلاحقة والسريعة، والمستحدثات التكنولوجية الجديدة، ووجب على الإعلام بشكل عام والإعلام المتخصص بشكل خاص أن يكثف جهوده، فى اتجاه تغطية أعمق وأشمل لتلك الأحداث، وتناول كل القضايا على اختلاف فحواها بشكل أعمق يتسم بالحيادية، والموضوعية، والشمولية، فقد ظهر على الساحة الإعلامية الآن موضوعات لم تكن من قبل محور اهتمام القنوات الفضائية سواء السياسية منها أو الاجتماعية، ولكنها الآن أصبحت حديث وسائل الإعلام بشكل عام والتليفزيون بشكل خاص لما تتسم به تلك الموضوعات من أهمية.
