الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

القبائل الليبية تحتشد ضد الغزو التركي.. أهالي شرق ليبيا يدعون أبناءهم للالتحاق بمحاور القتال في طرابلس.. المسماري: الشعب يؤكد أنه خلف جيشه ومستعد لصد أردوغان

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شنّ طيران الجيش الليبي، فجر الأحد ٥ يناير ٢٠٢٠، غارات على معسكرات وتمركزات تابعة لقوات الوفاق فى تاجوراء شرق العاصمة طرابلس، استهدفت، مقرّ ميليشيا «الضمان». ومواقع تابعة للميليشيات بمنطقة بئر الأسطى بتاجوراء. وتعتبر ميليشيا «الضمان» من أقوى ميليشيات طرابلس وأعنفها، وهى من أكبر ميليشيات منطقة تاجوراء شرق العاصمة، وتعمل تحت لواء حكومة الوفاق، كما تضمّ منطقة تاجوراء ميليشيا «باب تاجوراء»، التى يغلب عليها الانتماء للتيار السلفى الجهادي.


مواجهة الغزو التركي
يأتى هذا بعد إعلان اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي، أنّ الجيش والشعب على أتم استعداد لمواجهة الغزو التركي، مشيرا إلى أن المعركة فى ليبيا لم تعد معركة تقليدية بعدما أصبحت ضد دول داعمة للميليشيات، وفى مقدمتها تركيا. وقد اعتبر المسمارى فى مؤتمر صحفى، أن الشعب الليبى بعث رسائل عديدة تؤكد أنه خلف جيشه وسيدعم كل الجبهات، مضيفا أن الليبيين مستعدون اليوم لصد الغزو التركي، ولافتا إلى أن كل المناطق العسكرية عملت فى إطار إعادة بناء القوات المسلحة الليبية ودعمها.
ووجه المسمارى رسالة إلى الليبيين فى طرابلس قال فيها: «إن التدخل التركي، ليس من أجلكم، وإنما من أجل السيطرة على ليبيا، وعلى بوابة أفريقيا إلى أوروبا ولزرع التنظيمات الإرهابية لتهديد دول الجوار». وقال إن الدولة المدنية، التى يتحدثون عنها فى طرابلس تحتاج إلى جيش لتحقيق أهدافها، مضيفا: «الآن هناك متطرفون وميليشيات فى طرابلس، والدعم التركى ليس من أجل الليبيين، وإنما من أجل إعادة ليبيا لتكون مستعمرة عثمانية». وتابع: «لن نفرط فى تضحيات الأجداد، والمعركة مستمرة، وقواتنا قادرة على الحسم، وكل ما يهمنا هو حرصنا على عدم استخدام الأسلحة الثقيلة فى المناطق السكنية، ونحرص على الحفاظ على حقوق الإنسان داخل طرابلس». وأوضح أن المعركة أصبحت تضم كل أطياف الشعب الليبي، موجها رسالة إلى من وصفهم بمن باعوا ليبيا إلى الأجانب.

توحد القبائل
وفى نفس السياق، دعت القبائل فى شرق ليبيا أبناءها إلى الالتحاق بمحاور القتال فى طرابلس وتسخير كل الإمكانيات لدعم المجهود الحربى عقب منح البرلمان التركى تفويضًا لرئيس نظامه رجب طيب أردوغان بالتدخل العسكرى فى ليبيا.
ونقلت وسائل إعلام عن مجلس مشايخ ترهونة قولهم فى بيان إن «ساعة العمل والنضال من أجل سيادة الوطن دقت» مضيفًا أن «الإرث الاستعمارى التركى الذى عرفه آباؤنا بالقتل والسلب والنهب والتخلف يعود من جديد بعد أن استجداه واستقوى به بقاياه من بنى جلدته فى بلادنا».
ودعا المجلس أبناء القبائل العربية الليبية للوقوف صفًا واحدًا ضد «الاحتلال التركي» واصفًا إياه بـ «العدو التاريخى الذى قتل وأباد الكثير من القبائل العربية وسبب فى تأخرنا مئات السنين وكان سببًا رئيسًا فى تبادل الأدوار الاستعمارية على ليبيا».
وأضاف المجلس فى بيانه إن «الحكم الأردوغانى لن يستثنى أحدًا من الليبيين الحقيقيين سواء كان هنا أو هناك.. لا تتأخروا ولا تقفوا موقف الحياد فاليوم لا مجال لمنطق الحياد.. إما أن تكونوا أو لا تكونوا». من جهتها أعلنت قبائل مدينة مصراتة الليبية، فى بيان، عقب اجتماع أعيانها بالمنطقة الشرقية، دعمها للجيش الوطنى الليبى ورفضها لجميع التحالفات التى يجريها المجلس الرئاسى مع تركيا. ووصف البيان الاتفاق الموقع بين حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج وتركيا بـ«المشبوه»، مشيرا إلى أن المجلس الرئاسى وحكومة الوفاق فقدا الشرعية.
وأضاف البيان: «سوف نكون فى الصفوف الأولى لطلائع الجيش العربى الليبي، لكسر شوكة الغدر والخيانة ضد كل من يحاول النيل من أمنه وسيادته، ونؤكد دعمنا اللامحدود لقواتنا المسلحة العربية، وندعم جيشنا البطل من أبناء ليبيا الشجعان فى حربه المقدسة على الإرهاب وداعميه». وأضاف: «نرفض كل التحالفات المشبوهة التى يجريها ما يسمى المجلس الرئاسى الفاقد للشرعية المغتصب للسلطة، ونثمن المواقف التاريخية المشرفة لأغلبية مدن وقبائل غرب ليبيا فى انحيازها للوطن، وفى الوقت نفسه نتأسف لمن انحاز للمغرر بهم لشراذم جماعة تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية».

المواقف الدولية الأخيرة
ومن بين ردود الأفعال على التدخل التركى فى الشئون الليبية، قالت مصادر إن موسكو أرسلت تعزيزات إلى بنغازى استباقًا للتدخل التركى فى ليبيا وأفادت مواقع متخصصة فى تعقب حركة الطائرات العسكرية بانتقال طائرة روسية من طراز «توبولوف» من قاعدة حميميم الروسية غرب سوريا إلى بنغازى فى ليبيا بعد وصولها من موسكو أول من أمس. وأضافت أن طبيعة رحلة الطائرة الروسية التى هبطت فى بنغازى غير معروفة، علما بأن أنباء ترددت عن نقل موسكو عناصر من سوريا إلى ليبيا للقتال مع جماعة «فاغنر» الروسية إلى جانب «الجيش الوطني» بقيادة خليفة حفتر.
وكانت شعبة الإعلام الحربي، التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي، أعلنت فى بيان أن غارات استهدفت مواقع لتخزين الأسلحة والذخائر وحافلة نقل كانت تقّل عددًا من حاملى الجنسية السورية، من قاعدة معيتيقة العسكرية إلى مواقع أخرى للقتال إلى جانب قوات السراج بدعم من تركيا. وفى المقابل أعربت السعودية عن رفضها وإدانتها لما وصفته بـ«التصعيد التركى الأخير فى الشأن الليبي»، منددة بموافقة البرلمان التركى على إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا.
وفى بيان لها نشرته الليلة الماضية، وصفت الخارجية السعودية هذه الخطوة بأنها «انتهاك لقرارات مجلس الأمن الصادرة بشأن ليبيا وتقويض للجهود الأممية الرامية لحل الأزمة الليبية ومخالفة للموقف العربى الذى تبناه مجلس جامعة الدول العربية فى ٣١ ديسمبر ٢٠١٩».
وأكد البيان أن «هذا التصعيد التركى يشكل تهديدا للأمن والاستقرار فى ليبيا وتهديدا للأمن العربى والأمن الإقليمي.. كونه تدخلا فى الشأن الداخلى لدولة عربية فى مخالفة سافرة للمبادئ والمواثيق الدولية». وكان البرلمان التركى قد أقر الخميس بأغلبية الأصوات مذكرة لإرسال قوات عسكرية تركية إلى ليبيا، فى خطوة وصفها مسئول فى الجامعة العربية بأنه «إذكاء للصراع الدائر هناك».