الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أين تقف مصر؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سؤالُ يتطلبُ منا نَفَسًا عميقًا وابتسامه عريضة وعينين لامعتين تنظرُ إلى المستقبل بأملِ وسعادة وثقة ورجاء فما يحدثُ كل يومِ وليلة في مصر يبعثُ على الفخر ويحُثُ على المشاركةِ في البناء وعدم التخلفِ عن ركبِ التطور.
الحمد لله عادت مصر ولم تعُد عودة عادية واهنة بل قوية وفتية، عزيزة وكبيرة كما كانت دائمًا، آمنهً كما وصفها الله في كتابه العزيز، مصر الآن تترأس الاتحاد الأفريقي وتعودُ إلى أحضانِ أفريقيا، مصر خرجت من ويلات الربيع العربى أو هكذا كانوا يُسمونه عاقدة العزم أنها ستكون دومًا للأمام تتعلم من أخطاء الغير، تبنى وتزرع بسواعدِ أبنائها، وتُحارب الإرهاب وتقتلع جذورهِ وتدفعُ في ذلك الغالى والنفيس من أرواح أبنائها الأبطال.
أنفاقُ وطُرق وجسور في أنحاء مِصر من أقصاها إلى أقصاها، مشاريع هنا وهناك وأرض الفيروز تُعَمر ويصل لها أربعة أنفاق لنؤكد سيطرتنا على كل شِبرِ من أرضها وأننا وحدنا المصريون دون غيرنا نتملك ونبنى ونزرع ونُضحى من أجل ترابها المُقدس. 
عِلاقاتِ دولية أصبحت غاية في المتانة مع دولِ كانت تنظر إلينا بالأمسِ القريب نظرةً ليس كما نُحب ونهوى ولكننا صبرنا واجتهدنا وعملنا فإذا بهم الآن وبحمد الله أولًا ثم برئيسِ يتقى الله وأخيرًا بشعبِ ما زال صابرًا متشوقًا لأن يرى مِصر في مكانتها التى تستحقها ينظرون نظرة مُغايرة تمامًا أو لنقُول إننا أصبحنا معهم شُركاء، إن فرنسا بالأمسِ القريب في ضيافتنا ورئيس أمريكا أكبر دولة في العالم يُثنى على ما ننجزه، واستقبالاتِ لرئيس مصر بكامل الترحاب والفخر في أوروبا وآسيا والوطن العربى جعلنا نتنفسُ الصعداءِ أخيرًا وإن كان الطريق ما زال طويلًا لكنه يهون لعيون أرض الكنانة.
مصرُ قامت وسارت في طريقها ولن يستطيع بحول الله وقوتهِ أن يوقفوها ثانية، مصر التى لم تعتدِ على أى دولةِ ولم تغتصب شيئًا ليس من حقها منذ الأزل تعود من جديد.
وعلى الرُغمِ من ذلك فإن الطريق ما زال طويلا ومعركة التغييرِ والتبدل لنلحق بركبِ الدولِ المتقدمة لا يزالُ هناك أشواط وأشواط لنصلَ إليها، والشعبُ المصرى العظيم على عاتقه الكثير والكثير في إحداثِ ذلك فهو بيتُ القصيد والغاية والمُراد، هو محورُ التغيير، وهو الفاعل الحقيقى لكلِ ما سبق، فيا كل مصرى داخل وخارج هذا الوطن الحُر كُن للتحدى صلبًا وللمستقبل مستقبلًا ومنفتحًا وللعقبات متخطيًا ومنتصرًا.
فلا راحة ولا هوادة ولا كللِا أو إحباطا في معركة البناء هذه، نعم لقد تحملت وما زلت تتحمل لكن مِصر تستحق هذا وأكثر، حبات رمالها المخضبة بدماء شهدائها شاهده على عدمِ انكسارها أو انهزامها يومًا أمام أعدائها أو أعداء أمتها، بل هى السباقة في دحرِ مَن توسوس له نفسه المريضة الاقتراب منها أو النيل من عزمها وكرامتها.
هذه هى البداية فقط وهذه هى مِصر الجديدة مُنفتحة عفية تعرفُ أين ستذهب وتُعقل كلامها حين تتحدث وتُنفذ عندما تقرر وتخطط، مسيحيوها ومسلموها في رِباط إلى يوم الدين وجيشها درع تحمى، لا يهاب الموت، وشرطتها حِصنُ لها، شعبها يعشقُ حباتِ تُرابها وسيظل صابرًا، شاكرًا، عاملًا على رفعتها ومجدها.
إنَ مِصر تقفُ الآن على قدمين ثابتتين تملأ أبناءها العزيمة وتحملُ قلوبهم الأمل وأيديهم مواثيق الحق في جميع خطواتها لا تبالى من عدوِ حاقد أو غريمِ حاسد بل تسير رافعه لواء الحق والعمل، حفظ الله مصر وجعل أرضها سخاءً رخاء اللهم آمين.