يعتبر "الذكاء الاصطناعي" من أهم الموضوعات المطروحة على طاولة منتدى شباب العالم 2019، نظرًا لأهميته والفرص التي يتيحها للشباب ورواد الأعمال، إلى جانب التخوفات المصاحبة لاستخدامه وتطبيقاته المتعددة، لذلك التقى "البوابة نيوز" على هامش انعقاد الجلسة بعدد من الشباب من جنسيات مختلفة يتحدثون عن رؤيتهم لانتشار التكنولوجيا وتأثيره عليهم مستقبلا وكيفية التعامل معها وتأهيل جيل جديد متطور.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، على رأس الحضور المشارك بتلك الجلسة، بالإضافة إلى دعوة الروبوت صوفيا - وهو روبوت له ملامح بشرية إلى حدٍ كبير- والتي دعت الحضور لمقابلتها خلال فعاليات المنتدى من خلال مقطع فيديو ظهرت فيه قائلة: "انتظروا مشاركتي في منتدى شباب العالم في شرم الشيخ بسيناء الجميلة والمشمسة.. إنني متحمسة للغاية لمقابلتكم جميعًا"، وأكد "السيسي" خلال الجلسة على أن القوانين والقيم والمبادئ المتعلقة بالتكنولوجيا الحديثة، تخضع لاعتبارات الأمن القومي وسياسات الدول التي أنتجتها، مؤكدا أن التنظيمات الإرهابية تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق أهدافها من ضرب استقرار الدول، مضيفا: أقول ذلك لأنني "أعتبر إنسانيتي أكبر من وظيفتي"، مشيرا إلى ضرورة نشر الوعي لإفشال هذه المخططات الخبيثة.
وفي إجابات "صوفيا" على الحضور أشارت إلى ضرورة أن يتم التعامل البشري مع الروبوت بمنطق أطفالهم، حيث يجب أن يقومون بتربية الروبوت وإضافة المعلومات المجتمعيه والخلقية له، وأشارت إلى التأثر بالعالم الخارجي قائلة: "أنا بلا مشاعر".
وعلى صعيد الأمان من سلبيات الاستخدام التكنولوجي، تحدثت المستشارة القانونية المتخصصة في الاستخدامات التكنولوجية فيرونيكا بانا، عن ضرورة صياغة ضوابط للأمن والحوكمة والبيانات، ولابد من التأكد من تأمين البيانات ومعلومات الاشخاص، لضمان الشفافية والرقابة، مؤكدة أن التشريعات التى سيتم استخدمها في الذكاء الاصطناعي لا تستهدف التقييد ولكن تمثل أحد الأطر والتوجيهات التي تضمن عدم اختراق حياة الإنسان، مؤكدة أنه عندما لم يتم توفير التوجيهات سيؤدي إلى خطر سوء استخدام الذكاء الاصطناعى.
وأضافت "فيرونيكا"، أنه عندما تتخذ الدول إجراءات للبدء في استخدام الذكاء الاصطناعي وجب عليهم الحذر من هذه الأطر القانونية، ووجهت الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي الذى أعطى الفرصة للشباب من جميع أنحاء العالم لإبداء رأيهم والتوصل فيما بينهم.
أما مارتن وزوسكي، كبير المصممين الألمان في مجال الذكاء الصناعي، فقد أكد أنهم في ألمانيا يستخدمون الروبوت في حياتهم اليومية لتحسين حياة البشر وتحسين كفاءة اتخاذ القرارات بصورة أفضل، مضيفا: إننا كبشر وروبوتات مكملين لبعضنا البعض، ولا يمكن الاستغناء عن الأيدي العاملة البشرية بأي حال من الأحوال.
ومن جانبها، عبرت "هيماران" من جيبوتي والتي تعمل في مجال الهندسة والأمان التكنولوجي، عن سعادتها بحضور جلسة "الذكاء الاصطناعي، من المتحكم"، قائلة: "التكنولوجيا هي كل حياتنا"، وأكدت أن التكنولوجيا تساعد الإنسانية في كل المجالات المهمة والتي على رأسها القطاع الصحي والصناعي والتعليمي أيضا، مشيرة إلى أنها تعتبر الاستخدامات التكنولوجية في حياتنا اليومية، بالإضافة إلى أنها تم تكريسها لخدمة الإنسانية.
وأشارت إلى أن مشاركة "صوفيا" في المنتدي شيء مهم خاصة أن تلك الجلسة مهمة جدا لوضع خطوات للمستقبل، مؤكدة أن "صوفيا" تعتبر الروبوت الأكثر تطورا علاوة على هيئتها التي تشبه هيئة الإنسان إلى حد كبير، مضيفة إلى أنها تتمتع بقدرات تكنولوجية تجمع بين الابتكارات المتقدمة في مجال الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، والفن.
تتمتع صوفيا بجمالٍ معبر وتفاعلٍ حي، كما يمكنها محاكاة مجموعة كاملة من تعبيرات الوجه، وتتبع الوجوه والتعرف عليها، وإجراء محادثات طبيعية وسَلِسَة مع الناس.
وأشارت إلى أهمية استخدام التكنولوجيا في جميع القطاعات وعلى مستوى العالم، بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بالتواصل مع كل ما هو جديد وتطبيقه لمواكبة التغييرات العالمية، مؤكدة أنها منبهرة برؤيتها للروبوت "صوفيا"، مؤكدة أن أفريقيا تحتاج المزيد من التطور والتعرف على المجالات التكنولوجية بالعالم كله الأمر الذي أتاحه "منتدى شباب العالم" لكل المهتمين بالقطاع التكنولوجي، معبرة عن سعادتها بزيارتها الأولى لشرم الشيخ.
وقالت هند محمد نجيب، ممثلة عن البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة ورئيس تنفيذي لإحدى الشركات، إن "الذكاء الاصطناعي، من المتحكم" عرض تأثير التكنولوجيا على حياتنا اليومية سواء في المصالح الحكومية أو القطاع المصرفي ومؤسساته أو حتى كان في المنازل، وهل يمكن أن يكون انتشار الروبوت مهما لدرجة أن يتم عن طريقة الاستغناء عن العامل البشري ويستبدل عن مهام الإنسان.
وأضافت "نجيب" أن هناك العديد من المؤسسات الصناعية في ألمانيا وهونج جونج، تعمل بطاقتها الكاملة بدون تدخل العامل البشري حيث يتم إقامة جميع أعمال المصنع عن طريق الإنسان الآلي، مشيرة إلى أنها وجدت أن أهم الموضوعات التي تمت مناقشتها الجانب الأخلاقي لاستخدام الروبوت أو الإنسان الآلي، وكيف يمكن للإنسان أن يؤثر في الروبوت بأخلاقه خاصة أن هذا الأمر يختلف من شخص إلى آخر، وكيف يمكن للبروبوت أن يعيش داخل بيوتنا بأخلاقه وقيمه وآلية تنفيذ ذلك بما يتناسب مع كل مجتمع، وحتى الآن هناك العديد من البشر غير مهيئين وغير مستعدين لدخول الروبوت في حياتنا اليومية.
وأكدت، ممثلة البرنامج الرئاسي، أن الرئيس قد أشار إلى ضرورة التأهل للتعامل مع الروبوت خاصة أنه أصبح أمرا واقعا وموجودا يجب أن نتعاطي معه ويتم التهيئة لتلك المرحلة الجديدة التي يجب دراستها جيدا للبدء في التعامل معها وتطبيقها في المصانع، مشيرة إلى ضرورة أن يبدأ الشباب في تطوير مهاراتهم بما يتناسب مع هذا الانتشار الكبير للتكنولوجيا، مضيفة أن الوظائف سوف تتقلص ويتم استبدال الايدي العامله من العامل البشري بأجهزة تكنولوجية مؤهله تأهيل كامل للقيام بنفس الدور، ولذلك وجب البدء في التفكير برفع مهارات الشباب والجيل الجديد لإيجاد فرص عمل لهم في ظل هذا الانتشار الكبير للتكنولوجي.
واستطردت: هناك ضرورة كبيرة الآن للبدء في اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة وسريعة لتأهيل الشباب بتزويدهم بمهارات أعلى للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة ومواكبة التطور إلى يشهده القطاع التكنولوجي حول العالم في الوقت الذي يتم فيه انتشار جيل كبير وجديد من الـ"روبوت"، قائلة: "هناك ضرورة للبدء في التوجه لتعليم الشباب سوفت ووير لمواكبة التطورات"، مؤكدة على ضرورة التحول من الاعتماد على العامل البشري في الأعمال التي تحتاج القوة العضلية للبدء في الاعتماد عليه في القوة الذهنية والفكرية.
وفي سؤال لها حول التكلفة الخاصة بالاستخدامات التكنولوجية، قالت إن الاعتماد على التكنولوجي في حياتنا اليومية سوف يقلل التكلفة العامة لحياتنا اليومية، وكذلك سيوفر على رجال الأعمال الكثير من الالتزامات تجاه العنصر البشري سواء في الالتزام بضرورة عمل الرعاية الصحية لعمالهم أو حتى تحمل مسئولية المخاطر التي يتم التعرض لها أثناء العمل، مشيرة إلى أن هناك تكلفة أقل تساعد على دخول المزيد من الأعمال الجديدة للأسواق.
أكدت تسنيم مدحت من السودان وأحد المشاركين بجلسة الذكاء الاطناعي، أن استخدام التكنولوجيا في جميع المجالات وفي كل احتياجات اليومية سوف يفتح مجالات للمستقبل تساعد على زيادة الكفاءة، ويفتح الطريق لوجود فرص عمل جديدة ومتنوعة بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة أيضا، مشيرة إلى أن فرص العمل التي من الممكن أن يفقدها الشباب بسبب عوامل انتشار التكنولوجيا يمكن تعويضها عن طريق توجيه التعليم إلى استخدام التكنولوجيا فضلا عن تعليمه بالإضافة إلى ضرورة التوعية بأهمية التعلم التكنولوجي لمواكبة التغييرات العالمية والتطورات.
وأضافت "مدحت" أنه يجب أن يبدأ مسئولو التعليم في وضع استراتيجيات جديدة لاستخدام التكنولوجيا منصة رئيسية في دعم التعليم، وانتشار مدارس تكنولوجية بشكل أكبر لتجهيز جيل جديد ونشء جديد يعتمد على التكنولوجيا في التفكير بالإضافة إلى الحياة اليومية، مشيرة إلى أن "صوفيا" مجرد روبوت لن يحل محل الإنسان بأي حال من الأحوال ولكنها يمكن أن تكون عاملا مساعدا وكبيرا للإنسان خاصة في الأمور التي تحتاج إلى دقة عالية وسرعة في التنفيذ فتلك الأمور يمكن أن يقوم بها الروبوت أفضل من الإنسان.
قالت "ماريليوس" إحدى المشاركات من هولندا بجلسة "الذكاء الاصطناعي"، إنها استمدت الكثير من الخبرات عن طريق العرض التي تم تقديمه خلال الجلسة وخاصة حديث الروبوت "صوفيا"، مشيرة إلى أن التكنولوجيا تعتبر من رأس اهتماماتها بالإضافة إلى أن دراستها تعتمد عن استخدام التكنولوجيا في المقام الأول، ولذلك كانت مهتمة بحضور تلك الجلسة.
وأضافت أن التعليم التكنولوجي أحد أهم الأمور التي يجب الاهتمام بها في الوقت الحالي، مؤكدة على أن دولتها أتخذت إجراءات بالفعل في نشر التوعية بالتعلم التكنولوجي، حيث أطلقت الملكة "ماكسيما" مبادرة بإعطاء دورات لطلاب المرحلة الابتدائية حول الذكاء الاصطناعي للأطفال، مؤكدة أن حكومتها استطاعت بتلك الإجراءات دفع الأطفال لدخول عالم التكنولوجيا منذ وقت مبكر لاتخاذ دورا مهما في دعم القطاعات التكنولوجية.
وأكدت أنه نفس الوقت الذي تتحدث فيه مصر للعالم عن دور الذكاء الاصطناعي وأهميته في تطور الشعوب، اتخذت "هولندا" إجراءات لدعم نفس المجال حيث قررت الحكومة بداية من 4 سبتمبر الجاري، تقدم المكتبات في جميع أنحاء هولندا دورة الذكاء الاصطناعي للبالغين بالإضافة إلى دورة أخرى الأطفال.
