الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الأستاذ رشدي والقلم الرصاص

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا شك أن التربية والخلق هما قاطرتا العالم، والعلم هو القضبان، فلا يصح أن القاطرة تسير بدون قضبان، في أُمة قوامها الخلق، وبها حضارة قامت على التأدب حتى سادت العالم، في الثقافة، فما زلنا ننهل من الحضارة القديمة ونكتشف أنفسنا، متباهين ومتحسرين على ما وصل إليه بعض طلابنا في المدارس والمعاهد والكليات، فقد انحرفت قاطرتهم عن القضبان، ففقدوا قدوتهم صغارا، فلم يكن بينهم أمثال الأستاذ رشدي الذي عملنا قيمة الأدب في 4/1 كنا نحبه حبا جما، في حصة اللغة العربية، نخرج من حصة ونحن نفكر في كل كلمة، كان يبنى عقولنا ويدعم آراءنا، وكانت له حصة اسمها الإبداع والتفكير، كان الطلاب يكتبون ويتكلمون في كل شيء، نلقي ما في جعبتنا آمنين مطمئنين، أمام أب ومعلم ونبراس، نتطلع على عيونه وملابسه الأنيقة، وترتعش أجسادنا حبا عندما يربت على أكتافنا، فنزاد ثقة، يعلمنا احترام الرأي وتقبل الرأي الآخر، وعدم المقاطعة، والسير في الطرقات بأدب، لا نخشى إذا أخطأنا، لا فرق بين بين مسلم ومسيحي، فكلنا مصريون، نشرب من نهر واحد ونأكل من طعام واحد والدم واحد، يغرس فينا معنى الوطنية والانتماء، وحب الوطن، فقد سألنا مرة ما الفرق بيننا وبين القلم الرصاص؟ عاصفا بأذهاننا، فأجبنا على قدر ما فهمنا. 
فقال ما رأيكم أن نسمى الحصة (القلم الرصاص)؟
ففرحنا وأبدعنا والتحمنا نفكر ونفكر، فقال لنا هذا التفكير سيعودكم على الإبداع الجماعي وإياكم أن تنفصلوا عن بعضكم البعض، قال: إن حياتنا مثل القلم الرصاص، سوف تمرون بأوقات صعبة، تتعرضون فيها لبري مؤلم، فكلما مررنا بها أخرجنا أحسن ما فينا، ونكون مثله في تصحيح الأخطاء التي قد نرتكبها، وأن الجزء الذي بداخلنا هو أهم جزء وهو القلب والعقل، وكلما كانا سالمين راقيين، أخرجا أحسن ما فيهما، فباقي الجسد يأتمر بأمرهما، ومهما كانت ظروفنا ومعاناتنا، التي سنتعرض لها فلا بد أن نترك وراءنا خطا واضحا وهدفا ذا معنى. 
ثم يمسك علبة الأقلام ويوزعها علينا نحفر أسماء زملائنا ونهديها إلى بعضنا البعض، ثم نكتب جميعا كلمة مصر، بأشكال متعددة وخطوط جميلة، كان هو المعلم الذي يعلمنا ويؤدبنا كي نتعلم.
إن التعليم في الصغر، هو النواة الأولى والخطوات التي تصاحب التلميذ باقي حياته، فالتلميذ الصغير يتذكر دائما المواقف التي يبنى عليها حياته، فإذا كانت البيئة المدرسية صالحة، دون بعض المعلمين الذين يستقطبون التلاميذ الصغار للدروس الخصوصية وفي الحقيقة يعلمهم الاستغلال فيخرج جيلا يحمل شيئا من هذا، أو أنهم يحملون في قلوبهم الضغائن على التعليم والمعلمين، ومن ثم نحن في فجوة كبيرة بين قواعد التربية وقواعد التعليم، فلا بد أن نعلمهم الانتماء فإن ما نغرسه فيهم، تُبني أشجارهم عليه، فكم نحتاج إلى قلم الأستاذ رشدي.