الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"البوابة نيوز" تكشف كواليس صناعة حلوى المولد النبوي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لسنوات طويلة احتل اسم "حسن الأصيل وأولاده"، سوق صناعة حلوى المولد، فعلى مدى السنة تجد مصنعه الكائن بإحدى المناطق الشعبية بفيصل مفتوح الأبواب والعمل مستمر به على مدى ساعات اليوم.
"البوابة نيوز" ذهبت في جولة تفقدية داخل هذا المصنع لتتعرف على مراحل تصنيع حلوى المولد، وكيفية التجهز لها، والصعوبات التى تواجه تلك الصناعة.
بداية أكد "الأصيل" أن تصنيع الحلوى يمر بعدة مراحل، أولها تسخين المكسرات داخل المحمصة، سواء كانت سمسم أو فول سودانى أو حمص أو لوز أو بندق أو غيرها، مع تجهيز العيارات الخاصة بمكونات كل نوع حلوى على حدة من سكر وعسل جولكوز، ثم يتم تقليب السمسم على سبيل المثال بعد تسويته مع الحلو، ثم نضيف عليه الفانيليا الخام ونقلبهم جيدا.
بعد ذلك يتم إنزال الخليط على طاولة مخصوصة ليقوم عامل التصنيع بفرده داخل الصاج المخصص له ثم تقطيعه يدويا دون استخدام القوالب، وتختتم تلك الخطوات بمرحلتى التغليف والتعبئة.
وأشار "الأصيل" إلى انتمائه لأسرة لها باع طويل في صناعة الحلويات، حيث تعلم أسس صناعة حلوى المولد على يد أخيه الأكبر، ليقرر بعدها أن تكون هي مهنته الأساسية وشغله الشاغل على مدى سنوات متتالية، فيحقق بعدها شهرة واسعة في هذا المجال، خاصة وأن مصنعه اشتهر بجودة منتجاته.
فيقول: "بفضل الله حققت نجاح في عالم صناعة حلوى المولد وأصبح الجميع يعرف منتجاتى ويحكى عن جودتها وأسعارها المناسبة لكافة الفئات، فنحن أسرة تدير عملها بنفسها، نقف مع العمال ونعلمهم وندربهم جيدا قبل البدء في العمل، كما أننا نباشر عمل المندوبين ونتابع عملائنا لنعرف آرائهم ونحاول تلافي العيوب والتركيز على تطوير منتجاتنا وابتكار أشياء جديدة من حيث الجودة والشكل والمضمون".
وبسؤاله عن أبرز المنتجات التى يشتهر بها مصنعه، أكد أنهم ملوك العسلية الصغيرة أو كما تسمى في السوق "الحركات"، بجانب نجاحهم في السمسمية والفولية والنوجا، كما أن إنتاجه لبعض الحلويات يعتمد بنسبة أكبر على المكسرات أكثر من السكر، وذلك رغبة منهم لأن تتناسب قطع الحلوى مع مرضى السكرى دون حدوث أضرار.
ويضيف مؤكدا أن في موسم المولد النبوى يطلب منهم الأصناف مرتفعة الثمن التى تدخل فيها نسبة عالية من المكسرات، كالملبن الحبل المطعم بعين الجمل أو قرص المكسرات المخصوص، بجانب القشطة والشكلمة الذين أصبحوا مرتبطين بشدة بالمولد النبوى خلال السنوات الأخيرة.
وقال "الأصيل" إن التجهيز لموسم المولد النبوي الشريف يتم من قبلها بما يقرب من الشهرين، حيث يتم عمل صيانة للماكينات والمعدات، ومراجعة تدريب العمال، ثم البدء في مرحلة التصنيع والتغليف والتعبئة.
وعن أسعار حلوى المولد أكد "الأصيل" أنه اشتهر على مر السنوات بأسعاره التى تناسب الجميع، فمصنعه ينتج علبا بها تشكيلة من الحلوى تبدأ أسعارها من 25 جنيه وترتفع تدريجيا لتناسب كافة الفئات، وأيضا هناك علبا تتراوح أسعارها بين 150 إلى 250 جنيه تلك التى تحتوى على حلوى تغلب عليها نسبة المكسرات أكثر.
وبسؤاله عن أصعب ما يواجهه في تلك المهنة أكد أن إيجاد العامل المناسب أصبح أمر صعب، فاختيار العمال لديه يعتمد على خبراتهم، ولأن المهنة أصبحت قليلة في مصر أصبح إيجاد العامل الخبير في مهنته صعبا للغاية، فبالرغم من أن أجرة العامل اليومية لديه تتراوح ما بين 150 وحتى 300 جنيه، إلا أن العامل المدرب مسبقا أصبح وجوده مستحيلا.
وعن المرأة ودورها في صناعة حلوى المولد أكد "الأصيل" أن زوجته لعبت دورا هاما في نجاحه، حيث كان يسافر لتوزيع حلواه إلى المحافظات وهى تقف مكانه في المصنع لتتابع العمال وتباشر العمل بنفسها، والآن تتضمن عمالته بعض النساء الراغبات في الرزق الحلال، ولكن دورهن يقتصر على التعبئة فقط وليس التصنيع.
وبسؤاله عن عمل أولاده معه في تلك المهنة أكد أن أولاده منذ صغرهم وهم يتعلمون أصول المهنة، فبالرغم من أنهم جميعا حاصلين على شهادات جامعية عليا، إلا أن الوضع فرض عليهم أن يتوارثوا المهنة، التى مع مرور السنوات اتقنوها وظلوا يبدعوا ويبتكروا فيها بحثا عن التجديد، وقبل ذلك فهم يبحثون عن الجودة قبل المكسب.
"البوابة" التقت أيضا ابنه "على" وسألته عن عدم تصنيعهم للعروسة والحصان بشكلهم التقليدي، فأجاب: "العروسة والحصان يحتاجا في تصنيعهم لألوان صناعية، وهو الأمر المرفوض تماما لدينا، فنحن نستخدم ألوانا مصرح بها من وزارة الصحة المصرية حفاظا على الصحة العامة وبنسبة لا تتعدى 2% من منتجاتنا.
وأشار "على" إلى أن شكل علبة الحلوى ومحتواها تطور بمرور السنوات، فالآن أصبح المشترى يرغب في القطع الصغيرة أكثر من الكبيرة حتى يسهل عليه أكلها أو إهدائها.
وأضاف أنهم يعملون طوال الوقت على تطوير منتجاتهم، وأنهم قد بدءوا في خطوات التصدير للخارج ولكن بكميات قليلة حتى الآن، فمنتجاتهم وصلت للسعودية والإمارات والبحرين وفرنسا واليونان، ويطمحون للتوسع بشكل أكبر.
وعن توارثه المهنة أشار إلى أنه تخرج من كلية الحقوق، ولكنه فضل العمل مع والده في المصنع، فدراسته أفادته في قوانين العمل مع السوق والتجار وقوانين تنظيم عمل العمالة في مصنعه، وأضاف أنه يتمنى أن يتعلم أبناءه أصول المهنة لأنهم من سيدير المصنع من بعد عائلته، ولكن لا مانع من التحاقهم بوظائف أخرى مرموقة بعد إنهائهم مراحلهم التعليمية.
ويشير "على" أن مصنعه يؤهل سنويا 5 عمال ذوى خبرة في تصنيع الحلويات يلتحقون للعمل بكبرى المصانع والفنادق، تلك العمالة التى تتدرب على أيديهم ويتعلمون كل ما يخص صناعة الحلوى.
وعن أصعب شيء يواجه مصنعهم أكد أن هناك مصانع أسماها بمصانع الموسم الواحد، تلك التى تظهر أوقات المواسم فقط وتعمل دون تصريح من وزارة الصحة، وما أن ينتهى الموسم يختفي إنتاج هذا المصانع، وهذا شيء يؤثر سلبا على المبيعات.
واختتم "على" حديثه متمنيا أن تدعم الحكومة المصرية أصحاب المصانع وتوفر لهم ماكينات مستوردة لصناعة الحلوى بتسهيلات في السداد، ذلك الأمر الذي سينمى اقتصاد البلد من ناحية، ومن ناحية أخرى سيفتح بابا لإنتاج وابتكار جديد في عالم الحلوى، بجانب أنه سيزيد من فرص عمل الشباب.