الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

عضو "الأعلى للشئون الإسلامية" يكشف أهداف مؤتمر دار الإفتاء

الدكتور أحمد على
الدكتور أحمد على سليمان، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الدكتور أحمد على سليمان، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أهمية الموضوع الذي اختارته دار الإفتاء هذا العام ليكون عنوانا للمؤتمر الخامس للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وهو (الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي).
وقال في تصريحات اليوم الاثنين: إن الموضوع يحمل عدة رسائل، منها: رسائل لغير المسلمين، وهي أن الخلاف الفقهي كان وسيظل قيمة مضافة ومن أبرز ميزات وفرائد الفقه الإسلامي؛ فبه ومن خلاله كان تميز العقل المسلم الناقد الذي أبهر العالم في عصور التدوين الزاهرة وما تلاها بالمنهجيات العلمية الفريدة والتي كانت سبقًا حضاريًّا لعلماء الإسلام، وبه -مع غيره من العوامل الأخرى- كانت صلاحية الفقه الإسلامي لكل زمان ومكان، وبه كان التأسيس العملي لأدب الحوار، وحرية الرأي والتعبير.
وتابع: يحمل المؤتمر رسائل للمسلمين، من بينها البعد عن أصحاب الاتجاهات الفكرية والفقهية الأحادية الذين يريدون إلغاء الآخر أو تسفيه آرائه، والانتصار للهوى والإيديولوجيات على حساب نجاعة الفكر والفقه والآراء المعتبرة، وغيرها من الآفات الفكرية والسلوكية الخطرة التي أسهمت في إيجاد جماعات ألغت عقولها بأيديها وأرادت أن تلغي الآخرين لولا وجود مؤسسات راسخة ومجامع علمية رصينة وقوية كالأزهر الشريف والإفتاء والأوقاف وغيرها من المؤسسات المعتبرة في العالم الإسلامي.
وأكد أن المؤتمر يهدف في جوهره إلى الدعوة لاحترام العمل الجماعي وانتهاجه في إطار المنظومة الإفتائية، مضيفًا أن الخلاف ينبغي أن يدار بشكل حضاري تمامًا كما كان في العصور الإسلامية الأولى، حيث كان تنوع الأفكار والمذاهب من أهم أسباب نهضة الحضارة الإسلامية.
وقال: إن الخلاف في المسائل الفقهية الفرعية ظاهرة صِحَّية، أمدت العقل الفقهي المسلم بأدوات منهجية ساعدته على فقه الحقائق الكبرى المبثوثة في كتاب الله المنظور وكتابه المسطور.
ويُعقد المؤتمر تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأحد فنادق القاهرة، غدًا الثلاثاء، ولمدة يومين، بمشاركة أكثر من 66 شخصية عربية ودولية، لمناقشة كيفية إدارة الخلاف الفقهي بصورة حضارية.
تتضمن فعاليات المؤتمر عقد ثلاث ورشات ورشة عن «الفتوى وتكنولوجيا المعلومات» وتستهدف التعرف على كيفية استفادة المفتي من الثورة الرقمية في تحسين الأداء الإفتائي، ووضع أسس نظرية وعملية للاستفادة الرقمية في مجال الإفتاء، وتفعيل مشروع حوسبة الفتوى، وكذا ورشة تتناول «آليات مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا».
وبحسب الدكتور أحمد على سليمان، فإن المؤتمر بمحاوره وورش عمله يمكن اعتماده منهجية علمية لإبراز عظمة الفقه الإسلامي والفقهاء المسلمين وكيف أن اختلافهم في الرأي يعد قيمة مضافة ورحمة بالأمة ووسيلة من وسائل خدمة البشرية في مختلف العصور.
وأكد أن مؤتمر هذا العام يستهدف علماء المسلمين في كل مكان لشحذ هممهم من أجل تجاوز التحديات المعاصرة والمستقبلية.
وقال: عندما أيقن فقهاء الإسلام أن العقل شريك النص في الفهم عن الله وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهضت بهم الأمة والدولة نهضة لم تخل من خلاف في الفروع لكنه خلاف الرحمة والثراء والتنوع لا خلاف الشتات والنزاع والفشل.
وضرب "سليمان" المثل بالمساجلة التاريخية التي دارت بين الإمام مالك والإمام الليث بن سعد داعيا إلى تعليمها للشباب وترسخيها جيدا في وعيهم.
وخلص في تصريحه إلى أن الاختلاف بين الائمة المجتهدين في الفقه لم يكن دعوة للفرقة والتعصب والمذهبية البغيضة بل بالعكس كان دعوة للحراك المستمر والبحث عن البرهان ومصلحة المسلمين بشكل إيجابي مثَّل عاملا مهما من عوامل البناء الفكري والحضاري للأمة ولا يمكن بحال من الأحوال التهوين من شأنه أو ترك الاستفادة من تجربته الفريدة في عصورها المختلفة.
وقال: لا يسعني إلا أن أقدّم تحية إجلال وإكبار لدار الإفتاء المصرية برئاسة فضيلة المفتي الأستاذ الدكتور شوقي علام، على دورها الوطني والإسلامي والإنساني العظيم، وتحية للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وعلى رأسهم فضيلة الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، على دورهم الريادي في إخراج هذا المؤتمر العالمي بما يليق بمكانة مصر الأزهر، وتحية أمناء الفتوى وعلى رأسهم الدكتور مجدي عاشور، على جهودهم ودورهم جميعا في التجديد والسعي لإحداث فقه التصالح بين الإنسان والكون.