قرّرت السلطات الفرنسية الضرب بيد من حديد والتصدي لمحاولات الشركات الكبرى التهرب الضريبي والتنصل من مسئولية دفع مستحقات مالية مقابل أرباحها من أنشطتها على الأراضي الفرنسية، وسيكون العملاق الأمريكي جوجل الضحية المثالية الأولى على قائمة كبار المتهربين، بعد أن قررت مصالح الضرائب فرض غرامة مالية قياسية بـ1 مليار يورو(1.4 مليار دولار) ضد الشركة الأمريكية.
وقال موقع مجلة لوبوان الفرنسية، نقلًا عن مصادر خاصة إن مصالح الضرائب التابعة لوزارة المالية وبعد تحقيق استمر نحو 3 سنوات، قررت فرض غرامة قياسية بمليار يورو على جوجل مع مطالبته "بالدفع الفوري".
3سنوات من التحقيقات السرية
وقال الموقع "بعد المداهمة التي نفذتها مصالح الضرائب لمقر جوجل فرنسا في 30 يونيو2011، والتي حصلت بفضلها على كنز حقيقي من الوثائق والمعلومات، واصلت الفرق المختصة التابعة للإدارة الوطنية للتحقيقات الضريبية بالاشتراك مع دوائر الجمارك تحقيقاتها في سرية تامة، وأمكن بفضلها الوصول إلى وثائق أخرى ومراسلات ونسخ من بريد إلكتروني وعقود وغيرها، مكنت من تكوين فكرة عن حجم الهوة بين المبالغ التي تصرح بها غوغل والأرباح الحقيقية".
وأضاف الموقع أن جوجل فرنسا، وضعت خطة متكاملة تحت اسم"تثمين الأرباح" بواسطة غابة كاملة من الشركات التابعة والمملوكة التي تغطي العمليات الحقيقية، خاصة عن طريق شركات مملوكة لغوغل ومقيمة في إيرلندا.
وأضاف الموقع أن السلطات الضريبية تتهم جوجل منذ سنوات بالتهرب من دفع المستحقات الضريبية الموظفة عليه، والتي تفوق بكثير المبلغ الهزيل الذي تصرح به دوائر الشركة الأمريكية لدى وزارة المالية والذي لا يتجاوز 150 مليون يورو(210 ملايين دولار) سنويًا.
وبعد جوجل تنوي الوزارة ودوائرها المختصة توسيع عملياتها لتشمل في القريب العاجل الشركات العملاقة الأخرى مثل آمازون وفيس بوك وآبل، التي باتت "تتوقع في كل لحظة وصول إخطارات من وزارة المالية تطالبها بتسديد مئات الملايين من المبالغ التي تغاضت عن دفعها في السنوات الماضية".
