الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة التعليمية

"الأزهر" عن نصر أكتوبر: رسّخ محبة الأوطان والشهادة في سبيل الله

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان للأزهر الشريف سواء الجامع أو الجامعة محطات نضال كبرى، أدى خلالها دورًا كبيرًا في طلب الحرية والعدالة، منذ ثورتى القاهرة الأولى والثانية، ضد الاستعمار الفرنسي، كانتا إيذانًا بأن الأزهر الشريف لا يقتصر على حلقات العلم الديني، وإنما له دور كبير في إشعال جذوة النهضة الفكرية.
وفي حرب أكتوبر المجيدة؛ تَجلّى دورُ الأزهر الشريف، وذلك من خلال قيام شيخه وقيادته وعلمائه الأجلّاء بالوقوف جنبًا إلى جنبٍ مع جنودنا البواسل يبيتون معهم في المهاجع؛ دعمًا لهم، ورفعًا لحالتهم النفسية، وترقيةً لروحهم المعنوية، ويرسّخون في قلوبهم ونفوسهم محبة الأوطان، وأنها جزء من العقيدة، والشهادة في سبيل الله دفاعًا عن الدين والوطن والعرض من أعظم الأعمال وأرفعها درجة عند الله.
وتقدّم بعضهم لحمل السلاح؛ ليظهر للعالم كلّه أن أبناء هذا الشعب كلهم أفرادًا ومؤسسات يد واحدة في خندقٍ واحدٍ يذودون عن حياض الوطن ويحافظون على ترابه ومقدّراته؛ فعاد بفضل الله للوطن كرامته وهيبته.
وفى غضون حرب أكتوبر المجيدة، كانت خطب شيوخ الأزهر سواء للجمهور على جبهة القتال، أو للشعب، تشعل الهمم وتشحذ النفوس وتبشر بالنصر الذي سيؤتيه الله لهم، إلى درجة أن شيخ الأزهر الراحل عبدالحليم محمود بشر الرئيس السادات بنصر قريب ومظفر.
وبعد الحرب توسعت مشيخة الأزهر في تدشين المعاهد الأزهرية حتى وصلت إلى أكثر من عشرة آلاف معهد، و٨٥ كلية، في قرى ومراكز ومحافظات الجمهورية. 
من ناحيته، أكد الباحثون، أن الأزهر كان مقصورًا على العبادات الدينية، لكنه تحول لمعهد للدراسة سنة ٣٧٨ هجريا، ودرست فيه العلوم الشرعية؛ مثل الفقه والحديث، والتفسير، واللغة، والفلك، والحساب، والطب، والعمارة، والجيولوجيا، والتاريخ، وبعض العلوم الاجتماعية، وغير ذلك من العلوم المختلفة، حتى أصبح أقدم ثالث جامعة في العالم.
وكان أشهر العلماء الذين ارتبطت أسماؤهم بالأزهر؛ ابن خلدون، وابن حجر العسقلاني، والسخاوي، وابن تغرى بردي، والقلقشندي. في عام ١٣١٢ هجرية تم تشكيل أول مجلس إدارة للأزهر، برئاسة الإمام محمد عبده، حيث أصدر قانون رقم ١٠ لسنة ١٩١١، والذى نظم الدراسة وجعلها مراحل ووضع نظاما للموظفين، وشروطًا لقبول الطلاب وحدودا العقوبات، وكذا نظم الامتحانات، والشهادات، وأنشأ هيئة تشرف عليه تحت رئاسة مشيخة تسمى مجلس الأزهر الأعلى، وأوجد هيئة كبار العلماء. وأنشئت ثلاث كليات أزهرية في عام ١٩٣٠، وذلك بعد صدور قرار رقم ٤٩؛ وهى كليات أصول الدين، والشريعة، واللغة العربية، كما نص القانون على إمكانية التوسع في إقامة كليات أخرى، كما أدخلت العلوم غير الشرعية بالمعاهد الأزهرية؛ مثل الرياضيات، والعلوم، والدراسات الاجتماعية، لتأهيل الخريجين عند التحاقهم بالكليات الأزهرية المختلفة. بعد ذلك استحدثت مرحلة رابعة؛ وهى الدراسات العليا، وذلك بعد صدور قانون رقم ٢٦ سنة ١٩٣٦، وأصبحت المراحل التعليمية داخل الأزهر؛ هى القسم الابتدائى ومدته أربع سنوات، والقسم الثانوى ومدته خمس سنوات، والقسم العالى «الكليات» ومدته أربع سنوات وتمنح الكليات الثلاث الإجازة العالية، أما القسم الرابع فهو الدراسات العليا. وتبعا لمسيرة التطوير الذى اتبعها الأزهر منذ نشأته صدر قانون سمى بقانون «تطوير الأزهر»، في ٥ يوليو سنة ١٩٦١، رقم ١٠٣ بشأن إعادة تنظيم الأزهر، حيث اعتبر الأزهر «الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التى تقوم على حفظ التراث الإسلامي، ودراسته، وتجليته، ونشره. كما اقترح القانون إنشاء كليات، وكل ما يحقق أغراض الأزهر، ومجمع البحوث الإسلامية للبحث العميق والواسع في الفروع المختلفة للدراسات الإسلامية، وجامعة الأزهر التى تختص بالتعليم العالى في الأزهر وبالبحوث التى تتصل بهذا التعليم، والمعاهد الأزهرية لإمداد جامعة الأزهر بخريجين على قدر من الثقافة والمعرفة الإسلامية. 
علماء شيوخ الأزهر الشريف، وعلى رأسهم الشيخ عبدالحليم محمود، والشيخ حسن مأمون والشيخ محمد الفحام، والشيخ محمد متولى الشعراوى شاركوا في حث جنود القوات المسلحة على الجهاد في سبيل الله.
وأكد الدكتور حسام شاكر المنسق الإعلامى لجامعة الأزهر، أن الأزهر الشريف كان حاضرا وله دور في حرب أكتوبر، حيث نزل علماؤه مع الجنود ساحة القتال لتثبيتهم معنويا، وكانوا يرافقونهم في الخنادق وفى أماكن التحصينات.
واستعان السادات بأساتذة جامعة الأزهر ورجال الدعوة لتعبئة الروح المعنوية لأبناء قواتنا المسلحة.
وبعد قيام ثورة ٢٥ يناير، وبعدها ٣٠ يونيو، طالب البعض بتغيير المناهج، حيث أصدر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، القرار رقم ٨ لسنة ٢٠١٣، بتشكيل مجموعة من اللجان، لإصلاح وتطوير التعليم الأزهرى في كل مراحله، وانتهى التطوير بحذف أبواب لا تناسب الواقع المعاصر، وإقرار مواد تتضمن العديد من القضايا التى تتصل بواقعنا، مع تنمية روح الانتماء للوطن، والرد على كل الأفكار الهدامة ومعالجة القضايا المعاصرة وتصحيح المفاهيم المغلوطة. 
وهذه عادة الأزهر دائمًا مع جيش مصر الأبي وجنوده البواسل ضد الغزاة على مر التّاريخ، وسيظل الأزهر في كل ميادين الجهاد ينشر الوعي ويصحح المفاهيم ويحارب التطرف بكل أشكاله ويدافع عن الأمة، ويحافظ على تراب الوطن.