الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"كوميكس" تحفيل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يمر يوم إلا ونرى تريند جديدا يتصدر صفحات "السوشيال ميديا"، يحظى باهتمام ومتابعة رواده، يثير ضجة فيما بعد ويصبح حديث الرأي العام وربما يصبح مادة دسمة لبرامج "التوك شو" المختلفة، وكذلك المواقع الإلكترونية والتي قد تفرد صفحات مخصصة لمتابعة تفاصيل التريند.
ولا يقتصر الأمر عند ذلك الاهتمام المبالغ فيه، بل إن الأمر يصل لمرحلة "التحفيل" في تعليقات البعض ممن يتابعون "التريند"، حتى أصبح الأمر أشبه بالكمين الذي يقع فيه صاحبه، ولا يسلم صاحب "التريند" من الـ"كوميكسات" الساخرة والتي قد تتطور لتصل لمراحل أبعد من ذلك.
فكما رأينا مؤخًرًا ذلك التريند الذي أصبح حديث الجميع، والذي أصبح خلال ساعات قليلة متصدرا المشهد والبعض رأى أنه بما فعله أصبح جديرا بما تلقاه من "تحفيل فيسبوكي"، ولكن ما لفت انتباهي حجم الاهتمام الذي صاحب ما فعله بطل تلك الواقعة، والذي أثار استياء البعض من متابعيه ورأوا أنه لا يستحق كل تلك الضجة، والذي وصل به لدرجة اهتمام البعض بمعرفة المزيد من التفاصيل حول حياته رغم كونه مشابها لبعض المواقف التي حدثت من قبل.
مع تحفظي الشديد لما فعله بطل "التورتة"، ولكن الأمر لا يستحق كل تلك الضجة المثارة حوله، فمجرد واقعة من الممكن حدوثها في أي مكان وبشخصيات مختلفة، إلا أن لبعض رواد فيس بوك رأيًا آخر وخاصة الصفحات الإخبارية والتي تقوم على زيادة نسبة القراءة من خلال طرح مثل تلك الأخبار بأسلوب ساخر يجذب القراء ويجعلهم يتفاعلون مع الحدث، وبالتالي ضمان تحقيق الهدف المنشود من ذلك.
في حقيقة الأمر أصبحنا نستخدم صفحات "السوشيال ميديا" للتقليل من الآخرين ومحاولة تشويه صورتهم وإطلاق الشائعات بدون وجه حق، وكذلك الخوض في أدق التفاصيل الخاصة بالحياة الشخصية للبعض، دون مراعاة حرمة ذلك.
فيا مستخدمي "السوشيال ميديا".. رجاء لا تجعلوا من حياة الآخرين مادة دسمة لمواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وراعو حرمات الناس، وضعوا في الاعتبار أن الظروف قد تضع أحدكم في مثل تلك المواقف، "فكما تدين تدان"، ولتكن تلك "الكوميكسات" في إطار الدعابة والتسلية فقط دون التطرق لحياة الأشخاص بسوء.