لتعزيز الطاقة الحيوية للتنمية المستدامة خلال عام ٢٠٢٤.. وزيرة البيئة: نحتاج لمزيد من الجهود لتحقيق مزيد من العوائد الإيجابية لوحدات البيوجاز.. إمام: تُقلل من استخدام الوقود الاحفوري وتقاوم التغيرات المناخية.. عيسي: نحتاج للتوعية والتمويل معًا
للطاقة الحيوية أهمية كبرى للتنمية المستدامة خلال 2024 للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تلقي تأثيراتها مخاطر كبيرة على المناخ المتطرف والأمن الغذائي وتتوسع تبعاتها إلى جميع مناحي الحياة التي تتمثل في الصحة والبيئة حتى الهجرة والنزوح.
وذكرت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة؛ أننا نحتاج لتوسيع الجهود لتوسيع نطاق انتشار وحدات الغاز الحيوي بمختلف محافظات مصر، وبذل المزيد من المشروعات خلال الفترات القادمة لتحقيق مزيد من العوائد الإيجابية لهذه الوحدات، جاء ذلك على هامش ترأسها الاجتماع الأول لمجلس أمناء مؤسسة الطاقة الحيوية للتنمية المستدامة خلال عام 2024.
يرى الخبراء أهمية وحدات إنتاج الوقود الحيوي المستدام لأنه يخفف من تأثيرات الاحتباس الحراري، وأضافوا بأننا نحتاج لمزيد من الحملات التوعوية للمزارعين بأهمية التحول الأخضر، وطالبوا بتوفير مزيد من التمويل للمضي قُدما في الخطة والقدرة على التخلص من النفايات والمخلفات الزراعية التي تعد ثاني أكبر مصادر غازات الاحتباس الحراري طبقًا لبيانات البنك الدولي.
من جانبه، ذكر المهندس وائل رضوان المدير التنفيذي لمؤسسة الطاقة الحيوية للتنمية المستدامة، عدد من المشروعات أهمها؛ مشروع إنشاء وحدة مركزية لإنتاج الغاز الحيوي بأسيوط بسعة ٥٠٠ م٣، ومشروع إنشاء ١٠٠ وحدة منزلية بمحافظة بنى سويف، ومشروع إنشاء وحدة متطورة بسعة ٢٥٠ م٣ بمحافظة المنوفية، وكذلك مشروع إنشاء وحدة متوسطة الحجم ببنى سويف بالتعاون مع منظمة اليونيدو، مشيرًا إلى أنه تم إنشاء أول وحدة تجريبية تعمل بنبات الأروندو دوناكس والمعروف باسم نبات الطاقة، كما تم الانتهاء من تنفيذ وحدتين متحركتين لصالح جمعية القلعة بالإسكندرية، موضحًا أنه بنهاية عام ٢٠٢٤، يبلغ إنتاج المشاريع لدى المؤسسة حوالى ١١٥٠ م ٣ من الغاز، كما تبلغ نسبة إنشاء وحدات البيوجاز الكبيرة من إجمالي مشاريع المؤسسة حوالي ٧٤٪.
بدوره يقول الدكتور وحيد إمام، رئيس الاتحاد النوعي للبيئة، لمشروعات إنتاج الغاز الحيوي أهمية كبيرة في إنتاج الطاقة الحيوية التي تحد وتقلل من استخدام الوقود الأحفوري وبالتالي تقلل من نسب غازات الاحتباس الحراري، كما أن هذه الوحدات أهمية أخرى وهي تقليل انبعاثات غاز الميثان التي تصدر عن مخلفات الثروة الحيوانية أو حتى المخلفات الزراعية. ويضيف "إمام": نحتاج لمزيد من الندوات التوعوية والتثقيفية للمزارعين ورفع وعيهم بالأهمية البيئة لهذه المشروعات على أن تتمم اللقاءات في جميع محافظات الجمهورية، إلى جانب تضمين الرسائل الاعلامية مثل هذه المعلومات لتعميم الوعي.
الجدير بالذكر فقد جاء قطاع الزراعة كثاني أكبر مسبب لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، إذ أنه أنتج 32 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، أو 10.2% من إجمالي الانبعاثات في عام 2016. كما زادت الانبعاثات من قطاع الزراعة بنسبة 2% فقط خلال الفترة من 1990 وحتى 2016، مع تراجع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بمرور الوقت. كما انخفضت مساهمة قطاع الزراعة بشكل كبير من 30% في عام 1960، ومن حوالي 20% في عام 1990، مع تركيز الاقتصاد المصري بشكل أكبر على الصناعة والخدمات، بحسب ما أظهرته بيانات البنك الدولي.
وفي السياق ذاته، يقول هشام عيسى هو خبير علوم البيئة وتغير المناخ، للوقود الحيوي أهمية بالغة في التحول للتنمية المستدامة والتخلص من النفايات والمخلفات التي تعد من أكثر مصادر غازات الاحتباس الحراري، ولكن تظل الأفكار ذات نوايا طيبة حتى يتم التوسع في تطبيقها على أرض الواقع. ويضيف "عيسي": التمويل هو الأساس في أي مشروعات خضراء حيث تساهم غفي التوسع في مزيد من وحدات الغاز الحيوي ويمكن توفير تمويلات عن طريق إدراجها في خطة مصر المناخية وتقديم مقترحات لصندوق التمويل الأخضر، وتوفير القروض بدون فائدة مصحوبًا بالدعم الفني وهنا ستأتي الخطط ثمارها.