السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

رئيس "الآثار الإسلامية": المقتنيات النبوية بـ"الحسين" غير مسجلة كأثر

 الدكتور محمد إبراهيم
الدكتور محمد إبراهيم وزير الدولة لشئون الآثار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد سمرات حافظ رئيس قطاع الآثار الإسلامية بوزارة الدولة لشئون الآثار، أن المقتنيات النبوية الموجودة في مسجد الحسين غير مسجلة كأثر وفى عهدة وزارة الأوقاف، منوها بأن وزارة الآثار تقوم حاليا بتشكيل لجان لجرد المقتنيات الاثرية الموجودة في المساجد والاضرحة المختلفة وتسجيلها كآثار.
جاء ذلك على خلفية الخبر الذي نشر على بعض المواقع الإخبارية بشأن نقل وزارة الأوقاف بعض من المقتنيات النادرة من مسجد الحسين- رضي الله عنه- أثناء إغلاقه في ذكرى عاشوراء الماضية، دون تحديد محلها ومدة نقلها وتاريخ عودتها،وقد اثار انتشار هذا الخبر الكثير من الجدل حيث أن من بين تلك القطع مكحلة وثوب وسيف الرسول (صلى الله عليه وسلم) ومصحف يعود إلى عهد الخليفة عثمان بن عفان مكتوب بخط اليد.
وأضاف حافظ إن تلك الواقعة تعيد فتح ملف الانتهاكات على الآثار الإسلامية بسبب مشكلة المساجد الآثرية مابين وزارتى الآثار والأوقاف والتي يجب العمل على حلها على الفور حيث أن المتضرر الوحيد فيها هو الاثر والتي كان أبرزها سرقة منبر قانيباي الرماح.
من جهته، أوضح الدكتور محمد عبد اللطيف أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة أن تلك المقتنيات النادرة موجودة داخل غرفة المقتنيات النبوية بمسجد الحسين وان هذا المكان غير مفتوح للزيارة إلا بتصريح من وزير الأوقاف لكبار الزوار، مشيرا إلى أن تلك الغرفة خارج سيطرة مفتشى الآثار حيث تقع المسئولية كاملة على الأوقاف، مشيرا إلى أن مبنى مسجد الحسين غير مسجل كمبنى أثرى، ولكن هناك جزءا منه مسجل كأثر وهى منطقة الباب الأخضر فوقها يعلوه المئذنة القديمة التي ترجع اصولها إلى العصر الفاطمى وحدث بها استكمال في العصر الايوبى ثم سقطت بعض الاجزاء العلوية منها.
وناشد وزارة الآثار بسرعة حصر كل المقتنيات الاثرية الموجودة بمختلف المساجد والاضرحة والبدء في تسجيلها كآثار إسلامية على الفور لوقف نزيف السرقات والتعديات عليها.
من جانبه، استعرض الباحث الاثرى سامح الزهار المتخصص في الآثار الإسلامية والقبطية القيمة التاريخية والاثرية لتلك الآثار النبوية الشريفة، مشيرا إلى " مكحلة الرسول " حيث كان سيدنا محمد ( ص ) يحب الاكتحال بالإثمد قبل المنام لما روى الإمام أحمد في مسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكتحل بالإثمد كل ليلة قبل أن ينام في كل عين.. }، وفي سنن ابن ماجه عن عمر مرفوعا { عليكم بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر }.
وقال "إن تلك المقتنيات المحمديه المذكورة تضمنت أيضا سيف الرسول والمعروف ب" السيف العضب" والعضب يعني الحاد، فقبل معركة "أحد" أهدى الصحابي سعد بن عبادة الأنصاري رضي الله عنه للرسول " صلى "، وأعطاه الرسول إلى أبو دجانة الأنصاري رضي الله عنه، ليعرض قوة وصلابة ومتانة وبراعة ورشاقة وأناقة الإسـلام والمسلمين أمام أعداء اللــه ورسولــه.
وأشار الزهارى إلى أنه من بين تلك المقتنيات جزء من ثياب النبي وهي عباره عن قطعه من ثياب الكتان المصري الذي كان قد أرسله المقوقس إلى سيدنا محمد، أما عن مصحف عثمان فقد ظهر هذا المصحف في مدرسة القاضي الفاضل الواقعة قرب المشهد الحسيني ثم نقل إلى القبة التي أنشأها السلطان الغوري تجاه مدرسته وظل محفوظا بها حتى سنة 1275هـ عندما نقل آثار نبوية إلى المسجد الزينبي وانتهى المطاف بمصحف مصر إلى المسجد الحسيني سنة 1305 هـ.
وأوضح أنه من المحتمل أن يكون هذا المصحف قد استنسخ من أحد المصاحف العثمانية كمصحف الشام أو مصحف الكوفة، مشيرا إلى أن الحجاج بن يوسف الثقفي قد ذكر أنه أرسل نسخا من مصحفه إلى الأمصار ومن بينها مصر وأن ذلك التصرف قد استثار غيرة عبد العزيز بن مروان والي مصر الذي بادر بنسخ مصحف لمصر رصد له القراء والمراجعين المتخصصين بحيث صدر مطابقا للمصحف العثماني وبذلك يكون هذا المصحف أول مصحف رسمي لمصر.
وتابع الزهارى هناك رأي آخر لعلماء الآثار يشير إلى أن خط المصحف يرجع إلى عصر متأخر عن عصر عثمان بن عفان ويرون أنه على الأغلب ليس هو أحد المصاحف العثمانية بسبب دوران زوايا الأحرف والخط الكوفي في عصر عثمان كانت زوايا الأحرف فيه أكثر حدة ولذلك يرجحون أنه يعود إلى أواخر القرن الأول أوالثاني.
وطالب الزهار بتسليم كل الآثار الإسلامية إلى وزارة الدولة لشئون الآثار وتسجيل كل هذه الآثار في عداد الآثار الاسلاميه حفاظا على ما تبقي منها، ومقاضاة الأوقاف عن كل الانتهاكات التي وقعت في الفترات السابقة.