سيرة ذاتية تزدحم بالشهادات والتكريمات، درجات صعدت إليها بهدوء وثقة وكأنها أرادات أن تقول للعالم أجمع أن جينات الملكات الفرعونية متوارثة، وأن النساء المصريات عبر الأزمنة هن الأقوى إذا قررن دخول مضمار السباق.
غادة قنديل سيدة مصرية طوعت المخاطر المصرفية وصنعت منها بساط ريح علت به عن كل التعقيدات، أعادت ترتيب الأوراق والأرقام في معادلة الاقتصاد المصرية الصعبة التي راهن العالم أجمع أن تلك المعادلة العصية على الحل.. سيدة قررت الإبحار عكس موجات الإحباط العاتية غير عابئة بصيحات تشتيت الأذهان، فبدلت توابع ما كان إلى استفتاح الكلمات بالأن.. الآن نستطيع.. الأن حققنا نجاحات.. الآن استعاد اقتصادنا عافية.
كللت الدكتوراه التي حصلت عليها في مايو ٢٠٠٥ من جامعة عين شمس في رسالة: «إطار مقترح: تأثير إلغاء القيود على القيمة المضافة للخدمات من قبل قطاع الغاز الطبيعي»، ما سبقها من شهادات ودرجات علمية كثيرة وضعتها في مصاف السيدات القائدات، فأصبحت السيدة الأولى للاتصال المؤسسي على مستوى المصارف، وبخبرة تتعدى الـ٢٥ عاما كانت الأجدر لتصبح وكيل محافظ مساعد - الإدارة المركزية للاتصال المؤسسى بالبنك المركزي، بعد أن قضت ١٤ عاما في جنبات البنك المركزي، ومن قبلها ١١ عامًا من الخبرة في مجال البحوث وتمويل الشركات والخدمات المصرفية الاستثمارية.
لم يكن هذا النجاح وليد الصدفة بل هو اقتفاء أثر لخطى عائلة عريقة تعرف وتؤمن بقدسية العمل والاجتهاد، فهي ابنة الكيميائى عبد الهادي قنديل وزير البترول الأسبق، أحد أبرز رواد الصناعات البترولية في مصر، قنديل وغيرها من نساء مصر اللواتي شمرن عن أذرعهن في وقت المحن ليدفعن بسفينة هذا الوطن وقت الخطر هن درر في تاج هذا البلد وإليكم قليل من كثير عن هذه السيدة التي لو نملك لصيغن أحرف اسمها من ذهب، والتي آخر نجاحاتها كان تكريمها ضمن أفضل ٥٠ امرأة أكثر نفوذا حول العالم، وقبلها في ٢٠١٧ فازت بجائزة جمعية شباب رجال الأعمال المصرية كرمز للمرأة، والحقيقة أنه لا يخلو عام من تكريم لهذه السيدة أو شهادة خبرة جديدة تٌضيفها إلى سيرتها العلمية الذاخرة بالشهادات العلمية والتكريمات الدولية.
في مايو ٢٠٠٩ بـ«فرانكفورت» حصلت على شهادة كامبريدج في الاتصالات المصرفية وإدارة العلاقات العامة التي تقدمها BundesBank، وفي عام ٢٠١٠ كان من نصيبها شكر وتقدير فريق البنك الدولي للجهود المبذولة لتنفيذ «DPL III»، كما اجتازت قنديل العديد من الدورات في الأمن القومي، وإدارة الأزمات، واتخاذ قرار، واتصالات البنك المركزي في عالم متغير - بنك إنجلترا، اتصالات البنك المركزي في بيئة ديناميكية - Banca d Italia
كما حضرت كثير من المحافل منها في مارس ٢٠١٥ بكمبوديا ورشة عمل حول إدارة مخاطر الائتمان مقدمة من برنامج WB RAMP، وفي نوفمبر ٢٠١٥ بواشنطن، ندوة لكبار مشرفي البنوك من الاقتصاديات الناشئة - وفبراير ٢٠١٦ (بروكسل)، وإم إس إم إي الوصول إلى التمويل من أجل النمو الشامل والمستدام - البنك المركزي الأوروبي.
التحقت بالعمل بالبنك المركزي عام ٢٠٠٥، حيث تولت الإشراف على إدارة مخاطر الدين الخارجي ثم انضمت إلى قطاع التطوير المصرفي عام ٢٠٠٨، لتشرف على ملف المؤسسات الدولية، ثم انتقلت عام ٢٠١٣، للعمل بإدارة الأسواق الدولية وإدارة المحافظ وفي مايو ٢٠١٥، أسست إدارة جديدة وهي متابعة كبار العملاء للقيام بعمليات المتابعة والرقابة المكتبية لمحافظ كبار العملاء بالبنوك، كما أسست إدارة الاتصال المؤسسي في ٢٠١٦.
اختارها منتدى الخمسين، ضمن أفضل ٥٠ سيدة الأكثر تأثيرًا في مجال المال والأعمال والحياة الاقتصادية في مصر في عام ٢٠١٧.
