في منتصف القرن التاسع عشر، كانت المسافة بين القاهرة والإسكندرية تقطع في أكثر من ٢٤ ساعة، إلى أن بدأت الحكومة المصرية بإنشاء خط السكة الحديد بين العاصمة وعروس البحر المتوسط ليختصر الوقت إلى٦ أو ٧ ساعات فقط وبدأ إنشاء الخط في مثل هذا اليوم الثالث والعشرين من سبتمبر من عام ١٨٥٢.
وتعد سكك حديد مصر هى أول خطوط السكك الحديدية في أفريقيا والشرق الأوسط والثانية في العالم بعد بريطانيا، وكانت البداية بإنشاء الخط من السويس إلى الإسكندرية في عام ١٨٣٤، إلا أن العمل توقف لمدة سبعة عشر عاما بسبب اعتراض فرنسا ثم عاد المشروع للنور في ١٨٥١. وكان انشغال محمد على بإنشاء القناطر الخيرية العامل الأكبر في تأجيل البدء بتدشين مشروع سكك حديد مصر، حيث اقترح المهندس الأسكتلندى توماس جالواى على «الباشا» مشروعا يربط القاهرة بالسويس بدلا من الطريق الصحراوى إلا أن طلبه رُفض بسبب التكلفة العالية وضخامة المشروع، ولكن ما فشل فيه «جالواي» تمكن المهندس الإنجليزي روبرت ستيفنسون من النجاح فيه بعدما توفى محمد على وتولى حفيده عباس باشا مقاليد الحكم، واستغرق العمل نحو أربعة سنوات بدأت في ١٨٥٢ وانتهت في ١٨٥٦، بتكلفة وصلت إلى ٥٦ ألف جنيه وطولا يبلغ ٢٠٩ كيلو مترات.
