الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

إبراهيم.. طالب بورسعيد بين الحياة والموت

إبراهيم
إبراهيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تجرد شاب بمحافظة بورسعيد من مشاعر الإنسانية بعدما ألقى البنزين على جاره الطالب بالصف الأول الثانوي وأشعل النيران في جسده الصغير، بسبب خلاف بينهما على الوقوف بالشارع، الأمر الذي أشعل مواقع التواصل الاجتماعي التي طالب مستخدميها بسرعة ضبط الجاني ووقوفه أمام القضاء للحصول على عقابه

وداخل احدي حجرات مستشفى "السلام بورسعيد" كان يتواجد على سريره الطبي الطالب "إبراهيم محمد مدبولي" الذي لم يكمل عامه السادس عشر، ووجه الذي أصبح يشبه اللحم المشوي تجد صعوبة في التعرف على ملامحه، في الوقت الذي يغطي الشاش الأبيض باقي أجزاء جسده الصغير، وفشلت وسط كل هذا محاولاتنا للحديث معه أو الحصول على كلمات قليلة منه، ومع انتهاء موعد الزيارة لم نتمكن من الحديث مع أسرته داخل المستشفى فاصطحبنا والدته وخالته للحديث معهما خارج جدرانها

خالته كانت غاضبة بشدة وتحدثت قائلة: "إبراهيم ليس مجرد ابن أختي، ولكنني بمثابة أم ثانية له، فأنا من قمت بتربيته، فهو طيب للغاية وتشعر أن بداخله طفل، فهو متربي في مدرسة لغات، وكل زملائه ومدرسيه يشهدون بأخلاقه وطيبته واجتهاده في دراسته، والغضب والاستياء من الواقعة على فيس بوك يؤكد ذلك، فالجميع يشهد بطيبته وخلقه، فلم أصدق نفسي عندما رأيته يصارع الموت في المستشفى بعدما ألقى عليه هذا المجرم البنزين وأشعل النيران في جسده بلا رحمة أو شفقة وفر هاربا، فمهما كان الخلاف بينهما إذا كان هناك خلاف يستحق ذلك من الأساس فلا يستدعي الأمر هذه الوحشية والبلطجة"، مضيفة: "أشكر الأمن الذي تعاون واهتم بالواقعة فور حدوثها، وأيضا أشكر النيابة التي حضرت وتواجدت بالمستشفى، ولكننا عاوزين حق إبراهيم، فين حقه؟، وعندنا ثقة في الأمن وعدالة القضاء، وننتظر ضبط الجاني وتقديمه للمحاكمة".

والدته لم تتوقف الدموع عن النزول من عينيها طوال فترة تواجدنا بالمستشفى أو حديثها معنا خارجها، وبصعوبة تحدثت معنا قائلة: "لا أستطيع أن أصدق كل ما حدث حتى الأن، أتمنى أن يكون كل هذا حلم وأستيقظ منه قريبا، إبراهيم أصغر أخواته، فلدي (رحمة) تدرس بكلية التربية و(محمود) بمعهد الخدمة الاجتماعية، وأنا خريجة كلية تجارة وحاليا لا أعمل ومتفرغة لتربية أولادي ورعايتهم، وأول أمس الأربعاء، فوجئت باتصال من المستشفى على هاتف والده أخبرونا خلاله أن هناك طفل اسمه "إبراهيم" أحضره أشخاص إلى المستشفى وأخبروهم أنه تم إلقاء بنزين على جسده وإشعال النيران فيه".

أكملت حديثها محاولة السيطرة على دموعها: "فجأة أظلمت الدنيا أمام عيني وكدت أن أسقط على الأرض مغشيا على إلا أن زوجي طالبني بالتماسك وأسرعنا إلى المستشفى، وهناك كان جسد ابني (إبراهيم) أسود يشبه اللحم المشوى، فأنهرت وتوجهت نحوه، ووقتها كان يتحدث بصعوبة شديدة وأخبرني بصوت خافت أن الشاب الذي يسكن في (عشة) بنهاية الشارع طالبه بعدم الوقوف في الشارع والذهاب بعيدا وعندما رفض هدده بحرقه إذا لم يمشي قائلا: لو ممشتش هولع فيك، وعندما رفض ابني أخرج زجاجة بنزين من ملابسه وأشعل النيران بها وألقاها على ابني وتركه ومشي، ولم يتحرك أحد لإطفاء نيران بالرغم من وجود شباب شاهدوا الواقعة إلا أنهم كانوا يضحكوا عليه بحسب ما قاله لي، وأحضره أشخاص أخرون بالشارع إلى المستشفى بعدما نزع بنفسه تيشرته المحترق وإطفاء النيران بيده دون أن يساعده أحد".

وأكدت والدة إبراهيم أنه تم تحرير محضر بقسم شرطة المناخ وحضرت النيابة لكنها لم تستطع الحصول على أقواله كاملة بسبب تدهو حالته الصحية، مختتمة حديثها بعبارة: "عاوزة حق ابني.. هاتولي حق إبراهيم.. عاوزة الناس كلها تدعيله يقوم بالسلامة.. ضحكته وحضنه وحشوني قوي".