الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

" الرّقاص" وعوالِم "السبوبة"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لأكثر من عام تعامل المصريون "ببراءة" مع ظاهرة باسم يوسف باعتبار أنه أحد "ثوار" يناير ويونيو في مصر وسائر البلدان المجاورة لربيعها العربي الذي سرقه الإخوان وأسقطوه في جيوبهم "السحرية" ليخرجوا بعد ذلك وكأن الثورة كانت ثورتهم وأدخلوا في روع البسطاء - أنهم "يحملون" الخير لمصر-  الذين اكتشفوا فيما بعد أن الثورة "اتخطفت" مثل "روحية" ومعها كرسي الرئاسة في الاتحادية وأن دم الشهداء "صُب لصالح الجماعة " وأن الأيام المقبلة بلا ملامح وأنها "مطينة بطين".

وفي ذلك الوقت المحتقن بدأ الرفض الشعبي يكسو وجوه الناس والثورة على الخداع والكذب الإخواني تتجمع في الصدور، وكان أن استغل باسم يوسف الموقف ليهاجم النظام الإخواني مظللًا بحماية أمريكية غير مسبوقة "لفرد واحد" ومقبولاً على المستوى الشعبي، رغم أن البعض توجس من أن يكون برنامجه " مثبطاً للهِمم" أو في أفضل الأحوال "منفسّاً" للغضب، وهكذا كان المصريون ينتظرون البرنامج كل أسبوع ليضحكوا ملء أشداقهم فيما يقوم مرسي ومرشده ومكتب إرشاده بأخونة الدولة بكل احترافية تبز جميع الأساليب اللصوصية المعهودة، واستراح الإخوان للمعادلة: المصريون منشغلون بـ"الأراجوز الأسبوعي" وهم بالأخونة التي كانت "تعمل" على مدار "الساعة" ما يعني أن باسم يوسف كان عاملاً مساعداً على "الأخونة" دون أن يدري أو ربما "كان يدري" وهو ما لا يمكن إثباته بسهولة، وتقبل المصريون حقيقة أن باسم يوسف منبهر بالنموذج الأمريكي وهو ما بدا جلياً في برنامجه الآخر "أمريكا بالعربي" الذي لم يلق انتشاره المأمول من الجماهير المتعطشة "للتشفي الأسبوعي" من مرسي الذي أصبح مع الأيام "فقرة كوميدية" في تاريخ "المحروسة"..!

ومع الشعبية الهائلة التي أحاطت باسم يوسف "إحاطة السِوار بالمعصم" أصبح يوسف مصاباً "بإحساس عميق بالعظمة" فجاهر بعلاقته بجون ستيوارت المذيع الأمريكي يهودي الهوى والهوية والذي لا يرى في جرائم الصهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير أنها حق "مشروع " للدولة الصهيونية العنصرية  في الدفاع عن نفسها، ما يجعلنا نفكر في فكر "باسم" وثوابته اليقينية والمعرفية، وهو ما بدا بعد سقوط مرسي مفضوحاً وعلى الهواء مباشرة حين "استخف" بمشاعر المصريين الذين أزالوا حكم الطاغية الأشرّ والجماعة اللصة، فوصف ما حدث في 30 يونيو بأنه انقلاب عسكري ثم "لعب في عداد شهرته" ووصف المشير السيسي بنفس أوصاف الإخوان الحقيرة له – وإن كان على استحياء بعض الشيء – فهبطت أسهمه بسرعة الصاروخ وبدأ الشعب الحر بلعنه وسبه حتى اللحظة.

لكنه خرج من جحره أخيراً ليدافع عن "صبية" الولايات المتحدة المشهورين باسم النشطاء قبل أن يخرجوا من "الصندوق الأسود" بلقب نشطاء السبوبة كما وصفهم الدكتور عبد الرحيم علي بعدما فضحهم على الملأ وفضح ثوريتهم الزائفة وتبعيتهم لإخوان الشيطان، ويبدو أن دفاع يوسف الأحمق عنهم "واجب" على كل عميل أمريكاني..!

سقط باسم يوسف في غلطته الكبيرة التي قد لا "يتعافى" منها أبداً، لأن الشعب المصري لا يغفر لأحد أن يخدعه بوجه يمثل به الطهارة والبراءة في الوقت الذي يخونه فيه ويتراقص كبندول الساعة المعطوبة على أحلامه وأمانيه..!!