الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

تعرف على مؤلفات وترجمات المهرجان التجريبي في دورته الـ26

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أصدرت إدارة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي، في دورته السادسة والعشرين، التي تنطلق غدا الثلاثاء وتستمر حتى 19 سبتمبر الجاري، مجموعة من الإصدارات الورقية المترجمة، والدراسات النقدية في مجال المسرح لمجموعة من الكتاب العرب والأجانب، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب المؤلفة، وتحل الولايات المتحدة الأمريكية دولة ضيف الشرف هذا العام

تتضمن الكتب المترجمة، حيث يأتي الكتاب الأول تحت عنوان "شعرية الجسد"، من تأليف جاك لوكوك، وترجمة الدكتور محمد سيف، يتناول هذا الكتاب منهج المؤلف في تدريب الممثلين على أشكال الخلق والإبداع، من خلال إعطائهم الصلاحية للعب وليس التقنية فقط، مدرسة جاك لوكوك مفتوحة وذات تخصصات متعددة، يشير إلى الواقع الفعلي للعرض الذي، يجمع بين التخصصات والفنون التي هي حتى الآن منفصلة، ويراهن على التصنيفات التقليدية.

في حين أن مصطلح "تداخل التخصصات"، لدى لوكوك، يؤكد في شكله ومضمونه على البحث فيما هو مشترك بين التخصصات المختلفة، وهو أكثر ملائمة من مصطلح "تعدد التخصصات"، الذي يترك فكرة التقسيم الصارم قائمة، ومع ذلك فإن هذا لا يشكل الأصل التعليمي لدى جاك لوكوك، وإن نهجه يكمن في طريقة استقبال وتقبل التخصصات المتعددة وتنفيذها، إذن إنها مدرسة للعيش أكثر مما هي للفهم. وهدفها هو المسرح الذي يستمد الإلهام من الحياة، وإنها تطالب بنوع من النهج الحيوي، الذي يعرف القبول بغير المتوقع كبعد مؤسس لديناميكية الخلق

أما الكتاب الثاني بعنوان "أرسطو أو مصاص دماء المسرح الغربى"، من تأليف فلورنس دوبون، وترجمة الدكتور محمد سيف، في محاولة المؤلف تفكيك كتاب "فن الشعر"، وتحرير المسرح الغربي، من الإكراهات التي قيد فيها أرسطو المسرح منذ ما يقارب 2500 سنة، وهذا الكتاب بمثابة آلة حرب ضد المسرحي التقليدي، مثلما تقول فلورنس دوبون، لقد اخترع أرسطو مسرحا أدبيا، نخبويا، متزمتا، بلا جسد، ولا موسيقى.

فن الشعر الأرسطي، قد جرد المسرح من جوهره، وطبيعته الأساسية مما جعل من المسرح الغربي مجرد إنتاج أدبي: فهو قد أنزل بعده الجمالي إلى المرتبة الثانية وكذلك العرض لصالح النص وحده، علما أن المسرح، وفقا لمؤلفة الكتاب، "لا علاقة له بالأدب، مهما حاولنا من الحد منه"، إن المسرح، كما هو معلوم، فن العرض أمام الجمهور، وهذه إحدى أهم سماته الرئيسية، وبهذا المعنى، فإن المسرح أكثر وأكبر من الأدب- جمالية لغوية - لا يمكننا تقليله إلى أدب، ومن ناحية أخرى، يبدو أن التأكيد على أن المسرح منفصل تماما عن الأدب يبدو مبالغا فيه، لأن المسرح يعتبر نوعا أدبيا في حد ذاته، وهنا تكمن المفارقة في هذا الكتاب.

كما يتضمن الكتاب الثالث "محاضرات في الإخراج المسرحي"، من تأليف يفجيني فاختانجوف، وترجمة قاسم محمد، تطورت أفكار المؤلف وتبلورت عندما اكتشف الذخيرة الشرقية المبدعة الكامنة في التراث الشرقي، وتركز أسلوبه هذا في عمله المسرحي الشهير "الأميرة توراندوت"، التي اقتبسها الكاتب الإيطالي كارلو كوتسي، عن حكاية الجارية تودد في "ألف ليلة وليلة".

وفي محاضراته عن التمثيل هنا، كان "فاختانجوف" مازال يعمل مع أستاذه "ستانيسلافسكي"، عبر ستوديو إعداد الممثلين الذي آمن به كوسيلة تطوير وتجديد وتثقيف للممثل.

أما عن الكتب المؤلفة وهي "المسرح الأفريقي المعاصر"، من تأليف الدكتورة أسماء يحيى الطاهر، يحمل هذا الكتاب الأبحاث المشاركة في المحور الفكري، التي تناقش ماهية المسرح الأفريقي وخصوصيته، ويأمل الباحثون من خلالها وضع حجر التنظير لهذا المسرح بعقول أبنائه من القارة الأفريقية فنانين وأكاديميين.

ويضم الكتاب الثاني "مسرح المهمشين في الولايات المتحدة الأمريكية بعد عام 1968"، من تأليف الدكتور حاتم حافظ، يحاول المؤلف في كتابه اكتشاف مسرح المهمشين في الولايات المتحدة الأمريكية، 

ويقرأ الكاتب عشرة نصوص مسرحية تنتمي لمسرح المهمَّشين ممثلة للسنوات ما بين 1968 حتى القرن الحادي والعشرين، محاولا اكتشاف الطريقة التي تعمل بها تلك النصوص المسرحية في اشتباكها مع العالم. ومن أجل هذا الغرض يكتشف الكاتب في الفصل الأول الحكايات المؤسسة للدولة الأمريكية وهي حكايات دينية اقتصادية أسست لمفهوم الهُوية الأمريكية وبالتالي لثنائية المركز والهامش. ثم على مدى ثلاثة فصول تالية يناقش مسرح المهمَّشين من خلال ثلاث مصطلحات رئيسية وهي: "المعرفة"، "السلطة"، "الأخلاق".

ويخلص الكاتب مسرحيات المهمشين لا تقدم لنا العالم، ولكنها تقدم انحيازها لهذا الجانب من العالم، بمعنى آخر فإن مسرح المهمشين لن يكون ممثلا للعالم، لن يدعي ذلك مثلما يفعل المسرح الأبيض الذكوري، بقدر ما سوف يكون ممثلا لانحيازه لجانبه من العالم.