الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

حكومة الوفاق الإخوانية.. سفينة أغرقها «طوفان الكرامة».. والسراج يتوسل لروسيا ويتذلل لأمريكا لوقف زحف الجيش الليبي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بـ«طوفان الكرامة» أطلق الجيش الوطنى الليبى عمليته لتحرير العاصمة طرابلس؛ ووجدت سفينة حكومة الوفاق - المدعومة من قبل الإسلاميين - نفسها في مواجهة هذا الطوفان، ولم يسع قبطان السفينة فائز السراج لإنقاذها من الغرق المحطم بقدر ما سعى لإفشال معارك التحرير، فراح يرسل استغاثات دولية لجلب الدعم لحكومته الإرهابية، قبل السقوط الأخير، والمصير المحتوم.


حاولت حكومة الوفاق كسب دعم الطرف الأمريكى والروسى باعتبارهما الطرفين الدوليين الأقوى والمؤثرين في القضايا الدولية.
ورغم الموقف الروسى الرافض بشكل عام لمشاريع الإسلاميين في المنطقة، ورغم ما أبداه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، منذ بدء المعارك في طرابلس من دعم لجانب الجيش الوطنى الليبي، فإن رئيس حكومة الوفاق- اليائس - ما زال مستميتًا على استمالة هذين الطرفين.
وفى أحدث محاولاته نشرت النوافذ الإعلامية التابعة لحزب العدالة والبناء، امتداد جماعة الإخوان في ليبيا، صورًا للقاء قالت إنه جمع فائز السراج في زيارة سريعة لتونس بكل من قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) ستيفن تاونسند، وسفير أمريكا في ليبيا رتشارد نورلاند، في حضور رئيس الأركان العامة للجيش الليبى الفريق ركن محمد الشريف، وآمر غرفة العمليات اللواء أسامة جويلي، وآمر قوة مكافحة الإرهاب اللواء محمد الزين، ومستشار الرئيس للأمن القومى تاج الدين الرزاقي، والمستشار السياسى السيد طاهر السني، والقائم بالأعمال بالسفارة الليبية في تونس السيد محمد المعلول. وفى شرحه لتفاصيل اللقاء، قال «المركز الإعلامى مصراتة» (إخوانى التوجه) إنه يأتى في إطار التشاور حول مستجدات المشهد الليبي، ناسبًا لقائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا إشادة بما أسماه دور حكومة الوفاق في تحجيم الإرهاب بطرابلس.
وتطرق إلى السفير الأمريكى بليبيا؛ إذ نقل على لسانه ميل أمريكى لوقف المعارك في طرابلس، وهو ما يتفق مع الخطاب السياسى لحكومة الوفاق والإسلاميين الذين يتوسلون للمجتمع الدولى لإقناع الجيش الليبى بوقف عملياته في العاصمة.

مصر تقرر
وفيما يحمل اللقاء دلالات على اهتمام الوفاق بجذب الطرف الأمريكى إلى صفها أو على الأقل تصوير ذلك للرأى العام، إلا أن التزامن بينه وبين لقاء جمع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ونظيره المصرى عبدالفتاح السيسي، قد يوحى بكون الوفاق راغبة في نفى أى تفاهم بين مصر وأمريكا حول دعم المشير خليفة حفتر. وكان الرئيسان المصرى والأمريكى قد التقيا على هامش قمة السبع الكبار التى شهدتها مدينة بياريتز الفرنسية، ونشر حساب البيت الأبيض على تويتر بعدها أن اللقاء شهد توافق الطرفين على المشهد في ليبيا، مع الوضع في الاعتبار أن مصر من أبرز الداعمين للجيش الوطنى الليبي. ويجدد ذلك اللقاء الحديث عن الدعم الأمريكى لحفتر، إذ كشف البيت الأبيض، أبريل الماضى عن اتصال هاتفى بين ترامب وحفتر، وهو ما وضع في سياق الدعم، أعقب ذلك تغريدات دونها الرئيس الأمريكى عبر حسابه الرسمى على «تويتر» بدأ من خلالها مباركة أمريكية لتحركات الجيش الليبى نحو العاصمة طرابلس.

استهداف المدنيين.. لعبة الإخوان لتشويه الجيش
في المقابل تقدمت وزارة خارجية الوفاق - في بيان تحريضي - بطلب لمجلس الأمن، يقضى بتشكيل لجنة تقصى حقائق أممية؛ للتحقيق فيما زعمت أنه «خروقات» ترتكبها قوات الجيش الليبي.
وبحسب البيان الذى نشرته صفحة للمكتب الإعلامى لرئيس المجلس الرئاسى على موقع «فيس بوك»، فالوفاق ساقت تفاصيل غير صحيحة؛ لإقناع مجلس الأمن بالاستجابة لطلبها، إذ زعمت بأن قوات الجيش الليبى تستعين بأطفال في صفوفها، لاسيما عند ضربها لمناطق سكنية. وردت شعبة الإعلام الحربى التابعة للجيش الليبى على ذلك، إذ أكدت أن «الوفاق» هى مَن تستهدف المدنيين؛ لتلصق التهم بالجيش، وتشوه سمعته في الأوساط المحلية والدولية. ولا تُعتبر هذه المحاولة الأولى، إذ سبق وخاطبت الوفاق المجتمع الدولى مرات بعد مرات؛ للتدخل بإصدار بيان يدين تحركات الجيش، إلا أن المعوق دائمًا هو انقسام المجتمع الدولى نفسه على العمليات؛ ما يجعل دولًا مثل فرنسا وروسيا تتدخل لتحول دون إصدار أى قرار يدين تحركات الجيش.
وتقف كل من بريطانيا وإيطاليا وتركيا وقطر، في خندق حكومة الوفاق، محاولة إصدار أى تصريح دولى يدين الجيش الوطني، إلا أن فرنسا وروسيا ومعهما الولايات المتحدة، مؤخرًا تمكنت من إحباط تلك المحاولات. وكانت واشنطن عارضت- إلى جانب موسكو- مسعى بريطانيا في مجلس الأمن الدولي؛ للمطالبة بوقف إطلاق النار في ليبيا.

مرحلة الحسم
ما سبق يؤكد أن الجيش الليبى نجح في حسم المعركة الدولية لصالحه، فبخلاف فشل الوفاق في استصدار قرار إدانة للجيش الليبى رغم مرور ما يقرب من خمسة أشهر على اندلاع طوفان الكرامة، كما أن اتفاق أمريكا وروسيا على موقف موحد في ليبيا موقف فارق واستثنائى لا يحدث في أغلب القضايا الدولية ويحسب للجيش الليبي.
وعن ذلك قال الباحث الليبى محمد الزبيدي: إن ذلك يعد ملمحًا من ملامح فشل الحكومة القائمة في طرابلس، مشيرًا إلى أن اهتمام الوفاق بالمجتمع الدولى يؤكد أنها عاجزة عن صد عملية طوفان الكرامة، وإلا كانت قد تصدت لها بدون الانتباه للأطراف الخارجية. واستدل على ذلك بالمشهد الداخلى في طرابلس، معتبرًا أن المكاسب تسير لصالح الجيش الليبي، وإن كانت بطيئة لعوامل مرتبطة بصعوبة المواجهات. واستبعد أن تنجح الحكومة ومعها الإسلاميون في وقف الطوفان، مبررًا بأن المجتمع الدولى لديه رغبة في تهدئة المشهد في ليبيا، وبما أن التجربة أثبتت أن إطلاق يد الميليشيات في المدن الليبية يضر أكثر مما ينفع، فالاتجاه نحو التخلص منها أصبح قويًّا.
يُذكر أن الجيش الوطنى الليبى يشن عملية عسكرية موسعة لتحرير مدينة طرابلس، عبر تحرك بدأه في الرابع من أبريل الماضي، ضد الميليشيات المسيطرة على العاصمة الليبية، ومنذ إطلاق العملية ويحرض الإسلاميون وميليشياتهم على قوات الجيش، محاولين تأليب المجتمع الدولى عليهم، ويخشى الإسلاميون من تقدم الجيش نحو طرابلس وسيطرته على العاصمة؛ إذ سيفقدهم ذلك النفوذ الذى كوّنوه على مدى سنوات منذ سقوط النظام الليبى السابق.