السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"العذراء" في السينما المصرية والعالمية.. "آلام المسيح" أول فيلم مصري عن العائلة المقدسة عام 1938.. السينما العالمية أنتجت عدة أفلام أشهرها The King of Kings 1927.. وMary of Nazareth 2012

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد السينما المصرية صاحبة مبادرة متميزة فى تقديم فيلم «آلام المسيح»، والذى أنتجته إحدى الشركات المصرية فى عام 1938، وتضمن جزءًا من حياة السيدة العذراء مريم، بطولة الممثل المصرى أحمد علام فى دور السيد المسيح، فيما شاركت الفنانة عزيزة حلمى فى دور السيدة العذراء، وقام بمراجعة الفيلم الأديب طه حسين، ووافقت عليه الكنيسة وقتها لالتزامه حرفيا بما جاء بالكتاب المقدس، لكن لم تقدم السينما المصرية إنتاجا مماثلا لهذا العمل بعد ذلك.
أما السينما العالمية فقدمت العديد من الأفلام تناولت حياة السيد المسيح والعذراء، وكان من ضمنها، فيلم The King of Kings إنتاج عام 1927، ويعد من أهم كلاسيكيات السينما العالمية، ورصد الفيلم قصة العائلة المقدسة، الفيلم من إخراج المخرج الأمريكى الشهير سيسل ديميل. تدور أحداث الفيلم حول الاضطهاد الدينى والسياسى الذى واجهه المسيح طوال حياته وفى الأيام التى سبقت موته وقيامته. 
الفيلم بطولة أتش بس وارنر، فى دور السيد المسيح، ودورثى كامينج «مريم العذراء»، جاكلين لوجان «مريم المجدلية»، إرنست تورانس «بطرس».


ومن الأفلام الذى سردت حياة مريم العذراء، التى اختارها الله أن تكون والدة السيد المسيح، فيلم Mary، Mother of Jesus، إنتاج 1999، الفيلم أمريكى للمخرج كيفين كونور، ويدور الفيلم حول قصة حياة السيدة العذراء قبل الحمل، وصولا إلى ولادة المخلص.
الفيلم بطولة، كريستيان بيل «المسيح»، بيرنلا أوجست « مريم العذراء»، سيمون بيندكس «مريم المجدلية»، ميلندا كينمان «مارى الصغيرة»، ديفيد ثريلفال «يوسف».
وكانت The Living Christ Series، أول سلسلة تليفزيونية قصيرة يتم إنتاجها عن العائلة المقدسة، والتى تم عرضها للمرة الأولى على شبكة NBC الأمريكية عام 1951، من 12 جزءا، وتناولت قصة السيد المسيح بداية من ميلاده وصولا إلى قيامته، من أبطاله، روبرت ويلسون «المسيح»، إيلين رو «مريم العذراء»، تايلور مكافى «بيتر».
ويعد فيلم آلام المسيح، إنتاج 2004، من أشهر الأفلام السينمائية العالمية التى تناولت حياة العائلة المقدسة، وهو من إخراج الممثل الشهير ميل جيبسون، وترشح الفيلم لـ 3 جوائز أوسكار عام 2005 فى فئات أفضل تصوير سينمائى ومكياج وموسيقى تصويرية.
ومن أبطال الفيلم: جيم كافيزيل «المسيح»، ميا مورجنستيرن «مريم العذراء»، مونيكا بيلوتشى «مريم المجدلية»، فرانسيسكو دى فيتو «بيتر».
وفى عام 2006، تم إنتاج فيلم The Nativity Story، تركز دراما الفيلم على فترة فى حياة السيدة مريم العذراء ويوسف، حيث سافروا إلى بيت لحم من أجل ولادة يسوع.
الفيلم بطولة كيشا كاسل هيو «مريم العذراء»، هيام عباس «حنة»، شون تيوب «يواقيم»، أوسكار إسحاق «يوسف» ومن إخراج كاثرين هاردويك.
وفى عام 2012، تم إنتاج فيلم Mary of Nazareth، بطولة أندريا بيتشمان «المسيح»، أليسا جانج «مريم العذراء»، باز فيجا «مريم المجدلية»، لوكا مارنيلى «يوسف»، من إخراج جياكومو كامبيوتي، والفيلم إسباني، وتتبع قصة حياة السيدة العذراء من طفولتها حتى قيامة يسوع، حيث تجسد جوهر إيمانها العميق وثقتها بالله. 




ناجى عبدالله: أتمنى كتابة أوبريت «درب الصليب» كاملًا عن سيرة حياة العذراء
كتبت أربعين نصًا مسرحيًا للمسرح الكنسى حازت أغلبها على جوائز مختلفة 
معظم من أدى شخصية العذراء لم يصلوا لجوهر الشخصية الحقيقية
قال ناجى عبد الله، مؤلف ومخرج مسرحي، أتمنى كتابة أوبريت «درب الصليب» كاملا عن سيرة حياة السيدة العذراء، وتناول فيه رحلتها الروحية بكل ما فيها من كنوز إنسانية على أن يتم تقديمه فى عيد القيامة المجيد فى «كنيسة الأنبا أنطونيوس شبرا». مشيرا إلى أنه تناول مواقف السيدة العذراء إنسانيا، ألا وهو موقفها وقت صلب السيد المسيح، وهو المشهد الذى نسيه الكثير من المؤلفين، داعيا إلى التركيز على الجوانب الإنسانية للعذراء لما تمثل من قيمة روحية للمسلمين والمسيحيين معا.
< كيف ترى موقف المجتمع من تجسيد السيدة العذراء فى الأفلام ؟ 
- هنالك حالة من الحساسية فى تناول وتجسيد السيدة العذراء فى السينما العربية المصرية، بسبب القوانين التى تحظر ظهور وتجسيد الشخصيات المقدسة فى الأعمال السينمائية، وتكتفى الأفلام بظهور تلك الهالة البيضاء التى تدل أن هناك شخصية مقدسة تشير إليها هذه الهالة، بالرغم من أن تجسيد هذه الشخصية المهمة بما تحتويه من كافة التجارب والمشاعر والأفعال سيكون له ثراءً فني كبير، وبالرغم من ظهور بعض التجارب التى تكاد تكون فردية، إلا أن تجسيد السيدة مريم لا يزال بعيدا عن الاستغلال الحقيقى المفيد للمشاهد للاستفادة من تلك الشخصية المقدسة. 
وهذه الحالة ليست مقصورة فقط على المجتمعات العربية التى بها أغلبية مسلمة، ولكنها أيضا فى المجتمعات ذات الأغلبية المسيحية، فهناك حساسية فى تجسيد شخصية السيدة العذراء.
الأفلام لا تتناول الحياة المسيحية وتكتفى فقط بأسماء مسيحية فى أدوار ثانوية.. فما تعليقك؟
- يتحمل المؤلفون مسئولية هذا التقصير، فمنذ فيلم «حسن ومرقص وكوهين» لم يتطرق المؤلفون إلى هذه العلاقة المجتمعية الدائمة، فيما عدا فيلم عادل إمام «حسن ومرقص»، وكان يهدف إلى مقاومة الإرهاب، وحتى فيلم «بحب السيما» عندما تناول الأسرة المسيحية تناولها ببعض الجرأة التى أثارت المشاكل حول الفيلم، والبعض رأى أن الفيلم يهدف إلى الإساءة للأسرة المسيحية، وهذه الحساسية فى التربص بالأعمال الفنية وتقديم شخصية المسيحى أدت إلى تخوف المؤلفين من التطرق لهذه العلاقات المجتمعية المسيحية.
< لماذا لم يعرض الأفلام المسيحية فى دور العرض العام ويكتفى بعرضها فى الكنائس؟ 
- بسبب التناول الدينى البحت والمتعمق للأفلام المسيحية، والتى تتناول إما حياة القديسين، أو رحلة السيد المسيح، وهى التى تخص المجتمع الكنسى أكثر مما تخص عموم المجتمع، وأيضا الأفلام الدينية الإسلامية توقف إنتاجها بسبب تغير طبيعة المشاهدين وتغير طبيعة المجتمع، بالإضافة إلى عدم وجود شركة إنتاج لديها الجرأة للقدوم على مثل هذه الخطوة من الناحية الإنتاجية، فالأفلام الخاصة بدور العرض العام لها تقنيات خاصة ذات تكلفة عالية، وضمان الربحية من هذه النوعية من الأفلام الدينية الإسلامية أو المسيحية خارج نطاق التوقع. 
< هل إذا وجدت شركة لإنتاج أفلام تتناول الشخصيات المسيحية وتجسيد العذراء.. هل سيتم الموافقة على عرضها فى مصر؟
- تجسيد الشخصيات الدينية المقدسة سبق التعرض لهذا الشأن فى حالات مشابهة لبعض صحابة الرسول محمد، وتم رفض تلك الأعمال، بالرغم من أنها كانت إنتاجا غير مصري، وهو فى الغالب قانون واضح بعدم تجسيد الرسل وأسرهم، وهى مواد وقوانين قـــد تحتاج إلى إعادة الدراسة.
أما عن تناول أى معلومات عن السيدة العذراء داخل الأفلام والمسرحيات، فأرى أنه لا يوجد أدنى مانع من هذا التناول، وسبق للفنانة هند رستم القيام بدور قديسة، وتم الدخول للكنيسة وتناول وعرض الصلوات الدينية المسيحية، فالسيدة العذراء لديها قيمة خاصة لدى عموم الشعب المصرى مسلميه ومسيحييه. 
< لماذا تعمل فى المسرح الكنسى وأنت مسلم؟ وكيف تستطيع أن تجسد أدوار السيدة العذراء بشكل كنسى لأن فى فروقات بين التجسيد المسيحى والإسلامى؟ 
- أنا لا أعمــل.. بل أخــدم فى المسرح الكنسي، والخدمة مفهوم رائع تعلمته داخل المسرح الكنسي، وهو تقديم العمل دون أى أجر، فالأجر الذى تحصل عليه يكون من الله، ولهذا يطلقون على «الخادم المسلم»، فعلى مدار 23 سنة، أقوم بالخدمة داخل المسرح الكنسي، ومخرجو وشباب المسرح الكنسى يقولون إنى أتناول الحياة الاجتماعية والسياسية بشكل مبسط وغير ديني، وفى نصوصى المسرحية إذا أراد المخرج أن يضع رؤيته الدينية المسيحية على النص فلا مانع عندى وهو ما نتج عنه كتابتى ما يقرب من (40) أربعين نصا مسرحيا للمسرح الكنسى، حازت أغلبها على جوائز مختلفة فى جميع العناصر المسرحية داخل المهرجانات الكنسية.
أما عن تجسيد السيدة العذراء فى نصوصي، فقد تناولت أهم مواقف السيدة العذراء إنسانيا ألا وهو موقفها وقت صلب السيد المسيح، وهو المشهد الذى نسيه الكثير من المؤلفين، فالجميع تناول آلام السيد المسيح وكان تناولى لآلام السيدة العذراء له عظيم الأثر فى نفوس المتلقين. وكمؤلف أرجع إلى إنسانيتى فى تجسيد الشخصية والإنسانية واحدة فى مشاعرها فى كل الديانات.
< كيف ترى محاولات الكنيسة فى سد عجز المعلومات وتجسيد الشخصيات؟
- تحمل الكنيسة مسئولية عظيمة وحملا كبيرا، وهى قادرة على تحمل تلك المسئولية، وكل ما يتبقى هو الخروج بتلك المعلومات خارج أسوار الكنيسة واستغلال محبة الشعب المصرى عامة لشخصية السيدة العذراء لجعلها شخصية أكثر شمولا وانتشارا، وهو الدور الذى يجب أن تسعى إليه الكنيسة فى المرحلة المقبلة، مثل استغلال أوسع وأكبر لرحلة العائلة المقدسة وغيرها من مناسبات. 
< لماذا تتجسد صورة العذراء بشكل ثانوى وليس كبطولة؟ 
- أول نص منى للمسرح الكنسى سيكون عن تناول كامل لشخصية السيدة العذراء لأنها مسئولية المؤلفين فى البداية ومدى تناولهم للشخصية. 
< من هى الممثلة التى تراها يمكن أن تجسد شخصية العذراء مريم؟
- نيللى كريم أو يسرا اللوزي.. لكن المنطقى تكون وجها جديدا ويكون أول أدوارها.
< ما رأيك بالممثلة التى تؤدى دور العذراء مريم فى الأفلام المسيحية؟ 
- معظمهن يقمن بتأدية الشخصية أداء هامشيا.. خارجيا.. دون الوصول إلى جوهر الشخصية ومدى روعتها وضخامة هامتها، فالسيدة العذراء هى مزيج من كل نساء العالمين، هى مزيج من كل المشاعر والأحاسيس هى قمة المسئولية، هى قمة العطاء هى غاية الوجع ومنتهاه هى الإيمان كل الإيمان، والتسليم كل التسليم كل التسليم هى المعنى الحقيقى للآية «لتكن مشيئتك».
< ما المشروع المسرحى الكنسى الذى تتمنى القيام بكتابته؟ 
- أتمنى أن أكون أول من يقوم بكتابة أوبريت «درب الصليب» كاملا عن سيرة حياة السيدة العذراء، وأن أتناول فيه رحلتها الروحية بكل ما فيها من كنوز إنسانية على أن يتم تقديمه فى عيد القيامة المجيد فى كنيستى الأم «كنيسة الأنبا أنطونيوس شبرا».
< ماذا تعنى لك العذراء، وماذا تمثل لك؟ 
- العذراء بالنسبة لى هى البتول... هى الأم، هى البداية، هى النور، جاءها نور من روح الله ليخرج إلى الوجود نورا يهدى الناس إلى الرحمة والمحبة، العذراء هى حاملة روح الله ونوره هى رمز النور لكل المصريين. 
وتعلمت من المسرح الكنسى الصلاة الجماعية، قبل كل عرض مسرحي، بين أعضاء الفريق سواء مسلمين أو مسيحيين، وهى صلاة نفعلها معا فى كثير من المناسبات، وهناك من إخوتى وأهلى المسيحيين من يصوم ويصلى لى، ويوقد الشموع باسمى فى كل مناسبة وكل كنيسة.





طارق الشناوي: الجهات الرقابية تحولت إلى مؤسسات دينية
الأزهر يرفض تجسيد الشخصيات الدينية.. والسعودية وافقت على تجسيد الفاروق عمر
ذكاء عادل إمام وراء تمرير فيلم «حسن ومرقص»
أكد الناقد طارق الشناوى، أن الأزهر لا يوافق على تجسيد الشخصيات الدينية، مشيرا إلى أن الجهات الرقابية تحولت إلى مؤسسات دينية وليست مدنية، وترفض الأعمال الفنية من منطلق دينى، وأضاف أن المشاهد المصرى تعود على رؤية الشخصية المسيحية فى الأفلام هامشية، مطالبا بتجسيد الشخصيات المسيحية فى الأفلام إيحابيا.
< كيف ترى موقف المجتمع من تجسيد السيدة العذراء فى الأفلام؟ 
- الأزهر لا يوافق على تجسيد السيدة العذراء، العذراء فى القرآن والإنجيل يتباركون بها، لكن الأزهر مع الأسف لا يوافق على تجسيد الشخصيات، وأتصور أن الجهة الرقابية هى مؤسسة دينية وليست مدنية، يمكن النقاش معها، هى مؤسسة دينية وليس عندهم مرونة فى تقبل الآراء وترفض من منطلق ديني.
< لماذا لا يوجد على الأقل توعية دينية مسيحية داخل الأفلام والاكتفاء بأسماء مسيحية فقط فى أدوار ثانوية؟ 
- عندما يتقدم فيلم بأى شيء سلبى عن الديانة المسيحية، المسيحيون يرفضون وجودها، فحين تم إنتاج فيلم «بحب السيما» عام 2004، ظهر عدد المشكلات من قبل المسيحيين، لأنهم اعتبروا الفيلم بروستانتى ضد الأرثوذكس، والكاتب هانى فوزى كان بروستانتيا، واعتبروا أن هذا الفيلم تبشير للبروستانت ضد الأرثوذكس، المسيحيون أيضا لم يرحبوا بتجسيد الشخصية القبطية وليس المسلمين فقط.
وأرفض ذلك لأنه يدل على أننا نسير وفقا لجمود طائفى وليس لدينا مرونة كمصريين بعيدا عن الديانة، وأنا ضد أن الأزهر يمنع التجسيد، فالسعودية وافقت على تجسيد الفاروق عمر، الغريب أن الأزهر ليس عنده مرونة ولكن السعودية لديها تلك المرونة.
وفيلم «حسن ومرقص» كان سيتم رفضه، لولا ذكاء عادل إمام، حيث قدم الفيلم للبابا شنودة، والتزم بملاحظات البابا شنودة، والمشاهد لم يتعود أن يكون بطل الفيلم قبطيا وشخصية إيجابية، فالمشاهد تعود أن يكون دور القبطى هامشيا محدود المساحة، لكن يجب أن نقدم الأقباط فى الأفلام دون حساسية.
< ما رأيك فى الأفلام الدينية وتجسيد الشخصيات فى الأفلام المسيحية؟ 
- أغلب هذه الأعمال مباشرة لتوصيل رسالة دينية، وتفتقد لروح الفن، وبالتالى هى أعمال خطابية دينية دعائية مباشرة، ويجب أن تخرج الأفلام خارج جدران الكنيسة، فالفيلم ليس بالضرورة أن يكون مسيحيا، يجب أن يراهن على أبعاد أخرى وليس مجرد دعاية للطائفة، يجب أن يكون الفيلم به صياغة إبداعية، ولا يجب أن يقدم لطائفة محددة، يكون فيلما يخاطب الإنسان فيلما للإنسان أيا كانت ديانته، فالرهان يجب أن يكون على الإنسان وليس للدين، وأرفض أن ينتج فيلم لطائفة بعينها. ويجب أن توافق الرقابة على عرض الأفلام فى دور العرض العام.
< هل ترى أن الأفلام المسيحية تسد العجز التوعوى لدى الجمهور؟ 
- أجمل حاجة فى الفن أن تحاكيه دون صخب، وأن لا يكون مباشرا للطائفة والقواعد الصارمة، هذا ليس فن الفن، الفن أبعد وأجمل من ذلك، أجمل ما فى الفن أن يقال دون صخب. 
< هل سوف يتم تغيير قواعد الرقابة فيما بعد لتجسيد الشخصيات؟ 
- جلست مع شيخ الأزهر منذ 3 سنوات ولكنه ليس عنده مرونة، ولا يوافق على تجسيد السيدة عائشة أو السيدة أسماء، ما بالك بالسيدة مريم هو رافض ذلك.





وسام أسامة: أرفض منع تجسيد الشخصيات الدينية
أتمنى أن يرى المؤلفون والمخرجون العذراء كشخصية مختلفة دون النظر لها بشكل تقليدي
طالبت د. وسام أسامة، مخرجة وممثلة وعضو لجنة تحكيم بلجان مسرحية، من المؤلفين أن يروا العذراء كشخصية مختلفة دون النظر لها بشكل تقليدي، وقالت إنها ترفض الموضوعات بشكل طائفى كما حدث فى فيلم «بحب السيما»، مطالبة بالموضوعية وعرض نماذج مختلفة عند تناول الموضوعات الدينية.
< ما رأيك فى تجسيد صورة العذراء مريم فى المسرح الكنسى؟ 
- هناك عروض تجسد السيدة العذراء بالشكل التقليدى بلباسها المعتاد اللون الأبيض والأزرق والتفاصيل النمطية لها، ولكن هناك عروض أخرى يرمز إليها بالرمزية.
< هل توافقين على عمل أفلام تجسد العذراء مريم؟ 
- العذراء مريم ليست حكرا على طائفة بعينها فى ديانة معينة العذراء لكل الأديان، كل مؤلف سوف يتناولها بشكل مختلف وهذا طبيعى أن يتناولها بمفهومه الشخصي، بل العكس هذا يعطى تأملا لكل شخص هذا يفرحني. 
< ما رأيك فى فيلم «بحب السيما»؟
- عندما نناقش قضية بها أنواع مختلفة من الثقافة، وبخاصة لدين بعينه أو طوائف، يجب أن نناقشها ونعرضها بشكل محايد تماما، وأنا ضد تناول فيلم «بحب السيما»، خاصة أن يظهر أن الديانة المسيحية الأرثوذكسية فى مصر متشددة، ويوجد بعض المتشددين، وهذا مخالف للواقع، ولكن كان يجب أن تتناول الوجه الآخر، وكان يجب دراسة الموضوع جيدا، وعرض نماذج مختلفة، لأن الفن رسالة مهمة، لأن الجمهور الذى لا يعرف الدين المسيحى سيكون فكرة عن الدين المسيحى من خلال العمل الفنى.
< ما رأيك فى منع الرقابة تجسيد الشخصيات الدينية؟ 
- أنا ضد هذا.
< هل الكنيسة الأرثوذكسية تسد خانة تجسيد الشخصيات الدينية؟ 
- نعم.. هى تقوم بسد الخانة، لأنه لا يكون هناك أى قيود عن طريق الأفلام الدينية وأفلام القديسين، وسوف يكون أمرا جيدا أن تكون السينما بشكل عام تجسد الشخصيات، لأن كل فيلم وله جمهوره، فلا يوجد من يأتى لفيلم وهو غير مهتم به وتكون فيه ثقافات لا يكون لها رقابة ويكون هناك تنوع.
< لماذا تتجسد شخصية العذراء فى دور ثانوى وليس كبطلة الفيلم؟ 
- أعتقد أن المؤلفين أكثرهم رجال، فيميلون إلى المجتمع الذكوري، ويميلون لعدم مناقشة قضية عن امرأة حتى لو كانوا مهتمين ومؤمنين بها، فى حين أن الترانيم والأشعار أو التأملات والكتب أو الحاجات الفردية تجسد العذراء، وأن فيلم «آلام المسيح» لميل جيبسون هو عرض شخصية العذراء ومشاعرها ورصد آلامها ونفسيتها ومتى ضعفت ومتى كانت قوية، وأظهر جانب الشخصية بشكل غير تقليدي، وأتمنى أن المؤلفين والمخرجين يرون العذراء كشخصية مختلفة دون النظر لها بشكل تقليدي.
< ماذا تعنى لك العذراء وبماذا تمثلك؟
- أنا أعتبرها أمى لأن والدتى توفيت منذ صغرى فهى كانت أمى البديلة، وهى من الشخصيات المؤثرة فى حياتي، حيث إننى لم أشعر بأنها بعيدة ولكن دائما كان إحساسى أنها بجانبي، ولم أشعر أيضا أننى يتيمة.




فريد النقراشي: الكنيسة لم تنتج أفلامًا دينية
فيلم «آلام المسيح» تناول شخصية العذراء بشكل مختلف.. وأظهر البعد القوى في شخصيتها
«حسن ومرقص» أظهر العلاقة الحميمة بين المسلمين والمسيحيين 
أكد د. فريد النقراشي، ممثل مصرى ودكتور بكلية آداب قسم مسرح، أن الكنيسة لم تنتج أفلاما دينية، مشيرا إلى أن الأفلام التى تم إنتاجها كانت عملا فرديا، وأشار إلى أن بعض الأفلام التى تناولت العلاقة بين المسلم والمسيحى أظهرت مدى العلاقة القوية بين طرفى الأمة، وأن العدو الحقيقى هو الإرهاب، وليس اختلاف الدين.
< كيف ترى موقف الرقابة فى منع تجسيد الشخصيات فى الأفلام؟
- يجب أن نحترم ثقافة المجتمع الذى نعيش فيه، حيث منحونا إمكانية لمواكبة ما يتناسب مع عقيدتنا ولكن داخل الكنيسة، وذلك لننشئ أفلاما نجسد فيها المسيح والعذراء وكل الشخصيات، لكن غير مسموح لها أن تعرض فى السينما، وأعتقد أن ذلك شيء عادل لأننا نخضع إلى النظام العام السائد بالدولة.
< هل إنتاج الكنيسة يعوض العجز فى تجسيد الشخصيات بشكل عام؟ 
- الكنيسة لم تنتج أى أفلام دينية لكن ما ظهر على الساحة إنتاجات فردية من أشخاص، أو مؤسسات بصفة فردية، والكثير من الأفلام مستواها الروحى والفنى غير جيد، لذلك لا يجب علينا أن نظلم الكنيسة، حيث خرجت فى فترة كنا فى احتياج أن يشاهد القبطى ثقافته وتاريخه وتجسيد شخصيات ديننا، ولكن الآن تم الانتهاء من هذه الفكرة لأسباب عدة، منها أن يوجد كثرة فى القنوات الدينية المسيحية لحدوث إشباع لهذه الفكرة، لكى يكون سهلا على الجمهور أن يرى القناة وهو فى بيته ولا يكون فى حاجة لكى يشترى أسطوانة لفيلم.
< لماذا تتجسد شخصية العذراء فى دور ثانوى وليس كبطلة الفيلم؟ 
- يوجد أفلام كثيرة بها نفس الفكرة ولكن فى السينما العالمية، إذ يوجد إشكاليتان لفكرة عدم إنتاج أفلام هذه الأيام، أولا: أنها تحتاج تكاليف باهظة وإمكانيات صعبة، ثانيا: عنصر الوقت الذى كان يتم فيه إنتاج الأفلام الدينية بحركات فردية ولها علاقة بالكنائس وقديسى الكنائس، لأن كل كنيسة لها شفيع، فبالتالى كانت حركة محدودة بين الكنائس، لذلك كان ينتج أفلاما لا تخص المسيحية كلها إذا تم عمل فيلم للعذراء.
< ما الممثلة التى تريد أن تمثل شخصية العذراء؟ 
- أعتقد أن هذا الاختيار على حسب السيناريو، هو الذى يحدد لأن السيدة العذراء لها أبعاد كثيرة، من حيث هل ترسم بشكل السيدة الصغيرة التى حملت من أجل الرسالة، أم الشخصية القوية الصبية التى حملت طفلها وهربت إلى مصر من وجه الأعداء، والدراما تختلف عن الواقع، فنرى الزوايا لتى يقدم من خلالها الشخصية ومن خلالها يتم الاختيار. 
< ما رأيك فى الأفلام العالمية التى جسدت دور العذراء.. وما أحسن فيلم تناول الشخصية؟ 
- كلهم تناولوا صورة العذراء بشكل جيد، ولكنى أفضل فيلم «آلام المسيح» لميل جيبسون، التى تناول شخصية العذراء بشكل مختلف، وأظهر البعد القوى فى الشخصية التى تحارب عن رسالتها وعن ابنها وتعتز بنفسها وواثقة فى رسالتها وكانت بشكل غير تقليدى للعذراء.
< ما رأيك فى فيلم «بحب السيما»؟
- الفيلم أكثر من رائع، وكان يقدم إنسانا يفهم ربه بطريقة خاطئة، وعندما عرفه استطاع أن يتعامل معه بطريقة صحيحة وبفرح وسعادة وحب. يوجد نموذج ثابت لظهور الأشخاص المسيحيين فى الأفلام بشخصية مثالية لا تخطئ، ودائما تكون إيجابية ومثالية وهذا غير واقعي، يوجد أشخاص متشددون دينيا ويوجد شخصيات بالسجون، إذ إن أى مجتمع يوجد به أناس جيدون وغيرهم أشرار، ولا يمكن أن أفصّل الأدوار على أشخاص إيجابية فقط، ولكن لو ظهر بشكل سلبي، يقولون لا أنتم تهاجمون المسيحية، ولكنى أقول إن هذا الفكر طائفى وليس فكرا عادلا.
< حال موافقة الرقابة على عمل فيلم للعذراء.. هل يعرض على الكنيسة أولا؟
- يعرض على الكنيسة لمراجعته عقائديا، مثل فيلم عادل إمام «حسن ومرقص»، الذى راجع فيه البابا شنودة لكى يتناول الفيلم بشكل سليم عقائديا.
< بمناسبة الكلام عن فيلم «حسن ومرقص».. ما رأيك فى تناول الفيلم؟
- الفيلم جيد جدا بجانب أنه أظهر معلومات مسيحية وأظهر العلاقة الحميمة بين المسلمين والمسيحيين والارتقاء والأخوة بين الطرفين، والعدو الحقيقى للمسيحى ليس المسلم، إنما هو الإرهابى المتعصب، «حسن ومرقص» بطلان شعبيان يواجهان قوة الظلام فى المجتمع. 
< العذراء ماذا تمثل لك؟
- حبيبتي.. وأمى التى خرجت من رحمها، بما أنها حملت المسيح هى خلقتى الجديدة، أحلى لحظات يشعر بها الإنسان حضن أمه، والعذراء ليست مجرد رمز مسيحى إنما رمز كونى للوجود كله، وبوابة الخلاص التى دخل من خلالها سيد البشرية للوجود، هى السماء الثانية حملت بداخلها العرش، لو ظللت أتأمل فيها لن أنتهي، الكون كله تأمل فيها مئات السنين ولم ينتهِ.