الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

أمين "بيت الزكاة والصدقات" في حواره لـ"البوابة نيوز": 65% من الزكاة تجمع في رمضان.. وألغينا "الكراتين" لعدم وجود آلية تضمن وصولها لمستحقيها

الدكتور صفوت النحاس
الدكتور صفوت النحاس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد بيت الزكاة والصدقات المصري، تحت رعاية شيخ الأزهر الشريف، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، واحدًا من أهم المؤسسات التى تلعب دورًا اجتماعيًا مهمًا ورائدًا، خاصة بالتزامن مع حلول شهر رمضان المعظم، فى رعاية الأسر الفقيرة والأيتام والأرامل والغارمات، وغيرهم من مصارف الزكاة الثمانية المذكورة بالقرآن الكريم.
وبالرغم من التشكيل الجديد للمجلس، فإنه أبقى على أمينه العام، الدكتور صفوت النحاس، الذى يؤدى مهامه منذ مطلع عام 2016.
وأكد النحاس، أن إلغاء "الكراتين" الخاصة والاستعاضة عنها برفع الإعانات الشهرية التى تقدم لمستحقى الزكاة، ما هو إلا خطوة لضمان وصول الزكاة إلى مستحقيها، خاصة فى ظل عدم وجود ضمانات تؤكد تحقيق ذلك وإلى نص الحوار...

■ أعلنتم عن رفع الإعانة الشهرية لمستحقى الزكاة، وإلغاء ما يعرف بـ"الكراتين الرمضانية"، فما سبب ذلك؟
- فى كل عامٍ ومع بداية شهر رمضان، نقوم بإعداد «كراتين» لتوزيعها على مستحقى الزكاة، وهى بالنسبة لنا تختلف كثيرًا عما تقدمه الجمعيات الأخرى، حيث إننا نقوم بتوزيعها بالمجان، بينما الجمعيات الأخرى توزعها بأجر رمزى أو بنصف الثمن.
وفى الآونة الأخيرة، رصدنا عدم وجود آلية تضمن وصول تلك الكراتين إلى مستحقى الزكاة بشكل دقيق، حيث كنا فى السابق نقوم بعمل من ٧٥٠ ألفا إلى مليون كرتونة، لذا كان قرار فضيلة الإمام الأكبر بزيادة عدد المستفيدين من الإعانات الشهرية، ثم العمل على مضاعفة تلك الإعانات فى شهر رمضان لمستحقى الزكاة، ليتمكنوا من شرائها بأنفسهم.
■ كيف كانت استعدادات بيت الزكاة والصدقات المصرى هذا العام لشهر رمضان؟
- منذ أن تأسس بيت الزكاة والصدقات المصرى فى عام ٢٠١٤، وهو يتلقى الزكاة طواعية من المصريين وغيرهم وينفقها فى مصارفها الشرعية.
ونختلف عن غيرنا؛ لأننا نعمل تحت رئاسة فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، كشخصية اعتبارية، ولدينا مجلس أمناء يتكون من شخصيات مرموقة، لديهم خبرات فى صرف الأموال.
كما نتميز بأننا ننفق الزكاة فى كل المصارف الشرعية، وهى الـ ٨ مصارف الواردة فى الآية ٦٠ من سورة التوبة: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل}، وندعم عملنا فى رمضان من خلال الإعلانات التى قلت للنصف هذا العام.
كما تعاقدنا مع شركات ليتم التحصيل من المتبرعين بالمنازل، فضلا عن أن شيخ الأزهر دائما يؤكد عدم المتاجرة بفقر الفقراء أو معاناة مستحقى الزكاة، فالبيت على سبيل المثال لا يقوم بتصوير حفلات الزفاف الجماعى التى يتولى فيها تجهيز العرائس أو الشقق التى يتم تجهيزها للمحتاجين.
كما قمنا بمد ساعات العمل من الساعة العاشرة صباحا وحتى الثانية عشرة مساءً، على الرقم الموحد لقبول الزكاة والصدقات، ونشير إلى أن معظم المصريين يعتبرون شهر رمضان المبارك هو موسم دفع الزكاة السنوية.
وإيرادات الزكاة فى رمضان فقط تبلغ ٦٥٪ من عموم أموال الزكاة، أما باقى العام فحوالى ٣٥٪.
بالإضافة إلى وجود أكشاك فى القاهرة والمنصورة والمولات الرئيسية والمحلات الكبرى، كما تقرر لأول مرة عمل إفطار صائم من خلال مائدتى رحمن داخل المدينة الجامعية بجامعة الأزهر، واحدة للبنات فقط والأخرى للذكور والإناث، وتم التعاقد مع الشركة التى تنفذ الوجبات الغذائية لطلاب جامعة الأزهر بالمدينة، حتى تخضع الوجبات لمراقبة من وزارة الصحة.
■ هل هناك استراتيجية جديدة ينفذها بيت الزكاة خلال رمضان؟
- بالتأكيد نعم، سيتم صرف الإعانات الشهرية بنسبة ١٠٠٪، ولا يوجد عدد محدد لإجراء العمليات الجراحية لمستحقى الزكاة للقضاء على قوائم الانتظار، فمثلا نرى قوائم الانتظار فى عدد من المستشفيات، ونبحث حالاتهم الاجتماعية من مستحقى الزكاة ونتكفل بعلاجه فى نفس المستشفى المتواجد فيها أثناء فترة الراحة الأسبوعية، ونتعاقد مع نفس الأطباء فى نفس المستشفى ونتحمل تكليف العمليات الجراحية وتكلفة وتشغيل الأطباء فى إجازاتهم وتكلفة أطقم التمريض.
■ وكم يبلغ عدد الأسر التى يتم رعايتها شهريا من قبل بيت الزكاة؟ وكيف يتم تحديد قيمة الإعانة الشهرية؟
- بيت الزكاة يخصص رواتب لـ٨٦ ألف أسرة، بقيمة ٤٢ مليون جنيه، يتقاضون الزكاة على شكل راتب شهرى حسب عدد أفراد الأسرة ووفقا لمعايير محددة، ويتقاضون مرتبهم بكل كرامة من مكاتب البريد أو من بنوك، وتتراوح قيمة الإعانة الشهرية من ٥٠٠ جنيه حتى ١٠٠٠ جنيه، بجانب دفع المصاريف المدرسية لبعض الأسر التى لا تستطيع دفعها، ويتم صرف ٣٥ مليون جنيه شهريا للعلاج، وصرف ١٠ ملايين جنيه شهريا لحالات الزواج والغارمين والإعانات الأخرى، كما صرفنا العام الماضى ٨٠ مليون جنيه لتجهيز ١٥٠٠ شقة، والصرف يتم على حسب الموارد وكل ما الموارد تزيد يزداد معها الصرف.
■ وكم تبلغ قيمة العمل الزكوى فى مصر حاليًا؟ وكم يجمع بيت الزكاة سنويًا؟
- أموال الزكاة فى مصر تقدر بـ ٦٠ مليار جنيه، وقيمة ما تحصله المؤسسات القائمة بالعمل والجمعيات الكبيرة حوالى ٦ مليارات جنيه.
وبيت الزكاة يجمع فى العام من صدقات وزكاة وتبرعات عينية حوالى ٨٠٠ مليون جنيه سنويًا، أوجه الصرف لدينا تختص بالمجال الاجتماعى والطبى والمجال التنموي، وفى المجال الاجتماعي، ترميم المنازل وتيسير حالات الزواج لغير القادرين، ومن خلالها نقضى على ظاهرة الغرامات، كما نصرف على أسر بشكل مباشر يتلقون إعانات شهرية بمنتهى الكرامة.
■ هل أثر ارتفاع الأسعار حاليا على حجم التبرعات؟
- بالعكس، ٧٠ ٪ من أموال الزكاة التى تأتى لنا من محدودى الدخل، ويكونون حريصين على دفع الزكاة، بجانب زكاة الأثرياء، حيث تبرع أحد رجال الأعمال العام الماضى بـ١٣ مليون ونصف المليون جنيه، ويوجد أشخاص يتبرعون تبرعات عينية، منها ٤٥ فدانًا فى وسط الدلتا، بجانب التبرع بفيلات وشقق سكنية تؤول ملكيتها للبيت بعد وفاتهم، بجانب تبرع البعض بمقتنيات ذهبية، نقوم ببيعها فى مصلحة صك العملة.
■ فيما يتعلق بالجانب الصحى وعلاج غير القادرين؟ كم عملية يتم إجراؤها سنويًا؟
- لدينا مكاتب فى المستشفيات الرئيسية من عين شمس ومعهد الكلى فى المنصورة وقصر العينى وغيرها، بجانب بروتوكول تعاون مع ١١٣ مستشفى جامعي، فى جميع محافظات مصر، يتم فيهم معالجة المرضى من مستحقى الزكاة؛ ونقوم باستقدام خبراء من الخارج لكى يتم الكشف الطبى عليهم وتشخيص حالاتهم، ويتم عمل عمليات خاصة ودقيقة لهم مثل الشفة الأرنبية وصمامات المخ، بجانب قواقع سمعية للأطفال.
بالإضافة إلى علاج أصحاب أمراض الدم الوراثية والمناعة والسرطانات، كما أن بيت الزكاة مشترك فى جميع مبادرات رئاسة الجمهورية من مبادرة قوائم الانتظار، ويوجد فى بعض المستشفيات مكاتب لبيت الزكاة والصدقات المصري، كمستشفى أبو الريش ومعاهد الأورام والكبد والكلى، ونشارك فى عمليات تركيب القوقعة للأطفال أقل من ٧ سنوات المصابين بالصمم، ونشارك فى عمليات نقل الكلى، ويتم صرف حوالى مليون جنيه فى السنة لقوائم الانتظار بمعهد القلب، وإلى الآن أنفقنا ٧٠ مليون جنيه على فيروس سى، كما ننفق على الغسيل الكلوى الفرق بين قيمة العلاج على نفقة الدولة والتكلفة الحقيقية لعمليات الغسيل الكلوى، بعد فحص الحالات الاجتماعية. 

■ ماذا عن تعاون «بيت الزكاة» مع المؤسسات الحكومية فى المجال الاجتماعى؟
- تمكنا العام الماضى من خلال التعاون مع الحكومة من فرش كامل لـ١٥٠٠ شقة بكافة الأجهزة والمكونات، لمستحقى الزكاة للمشروعات التى تنفذها الدولة مثل «روضة السيدة» و«أهالينا».
وهناك إعانات شهرية للصيادين غير القادرين على الصيد نظرا لمنع الصيد فى بعض المناطق نتيجة للعمليات الإرهابية، بالإضافة إلى إعانات لأسر شهداء أهالى الروضة بشمال سيناء، وتم ترميم وبناء ٢٥ منزلا بالروضة بتكلفة ٢ مليون جنيه.
كما نتولى أسر الشهداء فى منطقة بئر العبد من خلال صرف إعانة شهرية لهم قدرها ألف جنيه، لأكثر من ٣٠٠ شهيد، وبالنسبة للأسر الأخرى، يتم صرف إعانات لهم طبقا لاحتياجاتها وعدد أفرادها وحسب معايير بيت الزكاة والصدقات المصري.
■ وماذا عن سعيكم فى القضاء على ظاهرة الغارمين؟
- نتعامل مع ظاهرة الغارمين بشكل عملي، ومبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الخاصة بـ «سجون بلا غارمين»، يسرت علينا الأمر جدا، حيث إن الغارمين فى السجون ينقسمون إلى قسمين، الأول، غارمين فقط، وذلك يأخذ إجراءات حوالى ٨ شهور لإخراجهم من السجون، والثانى غارمين وعليهم قضايا أخرى.
كما أن هناك غارمين خارج السجن منهم من عليه أحكام، وفى هذه الحالة بنعمل على الصلح بين الغارم والدائن، والتنازل عن القضايا، وهناك غارمون ليس عليهم أحكام وينقسمون إلى نصفين، النصف الأول مستدينون من جهات مثل البنوك والجمعيات التى تمول المشروعات الصغيرة، وفى هذه الحالة نتفاوض مع هذه الجهات ونسدد عنهم الغرم الخاص بهم، والنصف الآخر، يكون من خلال إيصالات الأمانة، وهذه الحالة تحتاج إلى دقة شديدة جدا منعا للتلاعب الذى قد يحدث فيها، ونحن نعمل على مشكلة الغارمين من خلال فريق عمل مخصص وقانونيين على أكمل وجه.
■ وهل يعمل بيت الزكاة على رعاية الأيتام؟
- نعم، نتكفل بالأيتام المتواجدين فى الملاجئ من خلال تزويدهم بالملابس التى يختارونها بأنفسهم، وبخاصة الأيتام المتواجدين فى مدارس خاصة، كما نقوم بترميم البيوت، وصب سقف خرسانى وليس خشبيا، بجانب تزويج حوالى ٥٠٠ أسرة فى السنة ومعظمهم من أبناء الملاجئ، والذى يقف الاحتياج المالى عقبة فى سبيل زواجهم.
كما نتبنى بالتعاون مع وزارة الداخلية أسر المساجين، لأن الأسرة تكون فى السجن وتتشرد، من خلال البحث الاجتماعى نحدد مدى احتياجهم للزكاة.
■ وماذا عن أطفال الشوارع ومجهولى النسب، وكيف يفيدهم بيت الزكاة؟
- أنشانا مركزا لرعاية وتدريب الأطفال دون مأوى على المهن، وربطهم بالمناطق الصناعية، فى مدينة بلبيس، وتم الانتهاء من بنائه وفى خلال ٦ أشهر، وسيتم فرشه والانتهاء منه، وسوف يتم تسميته «مركز تدريب أطفال بلا مأوى»، ويسع ٥٠٠ طفل.