السبت 05 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

بورتريه|| محمود مختار.. عبّر عن مطالب الشعب في ثورة 1919

محمود مختار
محمود مختار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتميز الفنان التشكيلى بشعور وحس فياض يدفعه نحو التأثر بالبيئة المحيطة من حوله، وفى الحلقة الثالثة من «بورتريه»، تأثر الفنان محمود مختار بطبيعة القرية التى نشأ وترعرع بها، فكان غير أى طفل يلهو ويلعب من أجل الترفيه، بل كان طفلًا ثم شابًا يستخدم طين القرية فى صنع التماثيل المختلفة حتى أصبح بعد ذلك «رائد فن النحت»، إنه النحات الراحل محمود مختار.
يُعد مختار من أول من انضموا إلى مدرسة الفنون التشكيلية فور تأسيسها فى ١٩٠٨، وكان حينها فى السابعة عشرة من عمره، وفور تخرجه فيها سافر إلى العاصمة الفرنسية باريس ليتعمق فى دراسته على يد كوتان ومن بعده النحات أنطوان مرسييه، ومن هنا كانت أعمال الفنان «مختار» قد قامت بدور كبير فى ازدهار الحركة التشكيلية فى مصر وخاصة فى فن النحت.
لعب الفنان محمود مُختار فى حياته أهم الأدوار البطولية التى لايزال يُخلدها التاريخ حتى الآن ونتجت من روحه الوطنية التى تحلى بها منذ التاسعة عشرة من عمره حيث صرخ بالمُظاهرات مُطالبًا بالدستور والاستقلال وكان ذلك فى ١٩١٠ وصمم حينها تمثال الخماسين الذى عبر به عن مطالب الشعب، وعند قيام ثورة ١٩١٩ الشهيرة، قام الفنان فى الحال ببدأ تنفيذ تمثال «نهضة مصر» الذى كان يُفكر به من قبلها بعام، وبعد الانتهاء منه كان يسير النحات فى كل مكان وفى كل المناسبات قائلًا: «لست صاحب التمثال بل الشعب هو صاحبه».
استطاع مختار خلال حياته الفنية المطوية بالحس الوطنى أن يحصل على شعبية جماهيرية هائلة، وكانت له الكثير من المقولات والكلمات المأثورة فى رؤيته لدور الفن: «دور الفنان فى الحضارة ليس مثاليًا خالصًا، فدوره الاجتماعى عميق الأثر، ومن الخطأ أن نعتبر النشاط الفنى ضربًا من التسلية»، ارتبط جيله بالعظماء فى مختلف الفنون فكان من جيل الكتاب طه حسين وعباس العقاد وتوفيق الحكيم، وعمالقة الموسيقى مثل سيد درويش ورفاقه، وكان يؤمن دائمًا بدور هذه الفنون جميعًا نحو الوطن والمجتمع، وطالما دافع عنها بقوله: «الفن قوة قومية، يُعبر بوضوح عن مميزاتها وخصائصها».
فكان «مُختار» هو خير مثال للنضال وحب الوطن الفطري، لذلك كانت ذكراه ولا تزال حاضرة فى قلوب الفنانين بصفة خاصة وذاكرة وعاطفة الشعب كله بصفة عامة لما تركه هذا السياسى والمُناضل والفنان من ذكرى تستحق التخليد مدى الحياة، كما أقامت الدولة متحفًا لهذا الرمز العبقرى ليضم جميع أعماله.
وترك ابن القرية المبدع الحياة وفارقها وهو فى الثالثة والأربعين من عمره، تاركًا خلفه بصمة إبداعية وقفت أمام العالم كله بشموخ، وتاريخ نضالى وفنى مغمور بداخل الشعب كله.