الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

شعب .. "ما لوش حل"..!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 أثبت الإخوان للمرة الخمسين قصر نظرهم و"تمتعهم" بغباء "كامل الدسم" وذلك حين ظنوا "لوهلة واحدة" أنهم يستطيعون "تسيير" الشعب حسب هواهم وبنوا نظريات لكل حال يمر ، فقبل 30 يونيو وقف "مرضاهم" ومخرفيهم على منصة رابعة ليهددوا المصريين بالويل والثبور وعظائم الأمور إن "فكروا" في النزول في اليوم الموعود ، وانبرى الخطباء في التنافس على من يكون صاحب لقب "الأكثر إرعاباً" وتخويفاً ولا ينسى أحد مقولة "الهارب عاصم  عبد الماجد بعدما تناول دواء " الضغط" وحلى بدواء السكر و "تلبسته" روح الحجاج (بن يوسف الثقفي) ليقول: أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها" فيما كان صفوت حجازي يتغنى بمقولة "اللي يرش مرسي  بالمية نرشه بالدم" إلى آخر هذه السفاسف ..

ومع هذه "التخويفات " ورغمها ، تدفق المصريون من "كل فج عميق " وصنعوا "نهوراً" من بشر وبدا المشهد وكأنه يوم القيامة وكأن الأرض قد زُلزلت زلزالها وأخرجت أثقالها ، وقال الإخوان "مالها" وأجبر المصريون الدنيا على سماع صوتهم المليونيّ العريض وهم يقولون لجماعة الغيّ والضلال : "يسقط  يسقط حكم المرشد"  حتى وصلت الرسالة إلى قواتهم المسلحة التي اعتبرت نداء ذلك الحشد الهائل بمثابة "أمر عملياتي" صادر من القيادة العامة للقوات المسلحة التي هي ملايين المصريين ، وبعدها سقط مرسي إلى غير رجعة.

لكن "الكائن" الاخواني "رأى ذلك غير حسن " فأطلق غرائزه البهيمية ليعيث في مصر ترويعاً وقتلاً واعتصامات وأطلق فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان ، ففوجئنا مرة واحدة بأنه "اسلام" غير الإسلام الذي ندين به ، إسلام لا كرامة فيه للمرأة ولا للطفل ولا للوطن ، إسلام يحلل لك القتل والسرقة والاغتياب والزنا والتعذيب والاحتيال والترويع ، إسلام لا مكان فيه للإسلام الذي حمل رايته محمد بن عبد الله الذي قال " أنا النبي لا كذب ، أنا بن عبد المطلب ".

وعاش الإخوان على أوهامهم بعودة "رئيسهم" مرسي إلى الكرسي ، وفعلوا في سبيل ذلك الكثير ، ولازالوا يفعلون ، وآخر ذلك "وهم " عودة مرسي في 25 يناير بعد أن تخرج له "الملايين" وتتصدى "للانقلاب" الذي أودى به وبمطبخ الرئاسة العامر ، وهو ما "يفتقده" مشايخ الفتة الذين اعتادوا على الغداء مع الرئيس على "سماط الاتحادية" .

ولأن "شبح" 30 يونيو ما زال يؤرقهم ، وإسقاط "دستورهم" كان يذبحهم ، أرادوا تجربة "الترويع" على سبيل الصدمة المرعبة فنفذوا سلسلة تفجيرات كان أضخمها ذاك الذي ضرب مبنى مديرية أمن القاهرة ، معتقدين أنهم بذلك يضربون كرسي في الكلوب ، فيخاف المصريون النزول في اليوم التالي والموافق للذكرى الثالثة لثورة يناير التي لم يشاركوا في تفجيرها لكنهم ركبوا ظهرها وقلبوها وحصدوا غلالها واعتقدوا أن الكرسي لن يخرج من بين أياديهم قبل أن يبادر غباؤهم بإخراجهم من المعادلة كلها .

وفي اليوم التالي "للترويع" الاخواني خرج ملايين المصريين دون خوف أو وجل ليحتفلوا بالذكرى الثالثة "للثورة الأم" وليكيدوا للإخوان كيداً ، او كما قال أحد الظرفاء " ليتفرجوا على التفجيرات من بدايتها" ..!

والسبب في خيبة الإخوان لم يكن غباؤهم وحده ، قدر ما كان جهلهم بلغز "المصريين" وأبجديتهم الخاصة والتي هي خليط من اللغات القديمة : النوبية والهيروغليفية والقبطية والحديثة: العربية والعثمانية والفرنسية  والإنجليزية والأردية والفارسية وغيرها وهي في النهاية وقبل أن تكون "تراكمية" لغوية ، فإنها تراكمية معرفية لأكثر من 36 جنسية "ذابت" في اللُحمة المصرية وأنتجت كائنها المصري المعاصر , وكان الوحيد الذي قرأ مفاتيح  "مستغلقاته" هو جمال عبد الناصر  ولذلك لن ينساه المصريون ويبدو أن السيسي سائر على نفس طريق فهم الشخصية المصرية العصية على "التطويع" ..

بالبلدي .. لم يعرف الإخوان ولن يعرفوا أبداً لكي يفهموا أنه شعب "ما لوش حل" ..