الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مشاهد من تفجيرات بيروت والقاهرة!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في يونيو 2005 تساءل الكثيرون عن كيفية مرور سيارة تحمل أكثر من 350 كجم من المتفجرات في شوارع بيروت واستهداف رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وقتله مع عدد من حراسه، إلى جانب تدمير عدد من المباني نتيجة شدة التفجيرات، واتجهت سهام الاتهام إلى النظام السوري نتيجة السيطرة الأمنية والمخابراتية على لبنان ككل، وتحميله مسئولية ما حدث، ومع ذلك التحقيقات جارية الآن وفقًا للمحكمة الدولية التي أنشئت مؤخرًا لمعرفة مَن قتل الحريري؟!
وفى أول يناير 2011 استيقظ المصريون على أخبار جريمة كنيسة القديسين بالإسكندرية، وسقوط أكثر من 27 شهيدًا، وتفجر الغضب داخل المجتمع نتيجة فداحة التفجير الذى استهدف الكنيسة بعد اختفاء القوة الأمنية المكلفة بحمايتها، وانتفضت قوات الأمن وأعلنت الداخلية عن توصلها إلى خيوط الجريمة واتهام جماعة "جيش الإسلام" بتنفيذ الجريمة، ثم اندلعت ثورة يناير وتحولت سهام النقد إلى حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، واتهامه في تنفيذ الجريمة لإبعاد الأنظار عن ثورة يناير وغضب المصريين، ومع ذلك لم يتم القبض على الجناة ولم يعرف الرأي العام حتى الآن المتهمين في هذه الجريمة!
في ديسمبر 2013 تعرضت مديرية أمن الدقهلية لتفجير هائل وسقط عنه شهداء وخسائر في الأرواح والممتلكات، وسط انتشار معلومات تفيد وجود اختراق للداخلية ومديرية الأمن، واستهداف المديرية نتيجة وجود اجتماع مهم بداخلها، وتم التفجير عبر سيارة استطاعت اختراق كل الحواجز حتى استقرت بالقرب من مبنى المديرية، ورغم إعلان وزارة الداخلية عن تحديد الجناة، إلا أن الأمر لم يتضح، ولم يعرف المجتمع حتى الآن المتهمين في هذه الجريمة، ولم تتم معاقبة الجناة!
وفى 24 يناير 2014 استيقظ المصريون على حادث تفجير مديرية أمن القاهرة باعتبارها العاصمة، وتبنى جماعة بيت المقدس للتفجيرات، وعرضت الفضائيات لقطات تفيد تمركز السيارة المفخخة بالقرب من المبنى وهروب سائقها في سيارة أخرى، وحدوث التفجير الهائل، وسط تسريبات تشير إلى التوصل إلى المتهمين في هذه الجريمة، وجارٍ القبض عليهم.
الرابط بين كل هذه الجرائم هو بيانات الشجب والإدانة من الداخل والخارج للأعمال الإرهابية التي تتنافى مع الأديان والأخلاق، ولكن الفارق المهم هنا هو السؤال الذي تم طرحه في بيروت منذ تسع سنوات: "كيف لسيارة مفخخة وممتلئة بالمتفجرات أن تجوب شوارع بيروت دون أن يتم كشفها؟!
السؤال المهم هنا: كيف لسيارة مفخخة تجوب شوارع الدقهلية ثم تنفجر أمام مبنى مديرية أمن الدقهلية؟، كيف لسيارة مفخخة تجوب شوارع القاهرة باعتبارها العاصمة وتتوقف أمام مديرية الأمن وتنفجر أمامها؟!
العقلية الأمنية بحاجة إلى تغيير لمواكبة التغير الذى طرأ على الجماعات الإرهابية، ففي التسعينيات من القرن الماضي خاض الأمن المصري حربًا شرسة مع جماعات العنف المسلح والإرهاب، ومن خلال اشتباكات مباشرة أو عبر زرع قنابل في أماكن سياحية أو شرطية تسفر عن سقوط ضحايا أجانب ومصريين، ولكن تمت مواجهة الإرهاب عبر مبادرات فكرية لقيادات هذه الجماعات بالتزامن مع تطهير بعض مدن الصعيد من المتطرفين، ولكن فشل الأمن في اقتلاع جذور التطرف والإرهاب من العقول، وإذا كانت القيادات قد أعلنت توبتها، إلا أن أفكارها وسمومها لاتزال موجودة وحية تنتقل من جيل إلى جيل!
الآن الإرهاب يستخدم سيارات مفخخة تجوب شوارع المحروسة دون أن تجد الأجهزة الحديثة للكشف عن المفرقعات في الطرق والميادين والمواقع الحيوية بالدولة، واكتفت الشرطة بعدد من الكمائن التي تستوقف بعض السيارات والدراجات البخارية للكشف عن سائقيها، ولكن هل هذه الكمائن كافية لمواجهة هذه الجماعات التي تستخدم نفس أساليب المقاومة مع إسرائيل؟!
الموقف بحاجة إلى توضيح، وأهمية التعرف على خطة الداخلية لتطوير خططتها في التعامل مع هذه الحرب، وما هي الأدوات المستخدمة لمواجهة التطرف والإرهاب؟، الجيش يعمل على اقتلاع جذور التطرف والإرهاب في سيناء باعتبارها منطقة صحراوية، ولكن ماذا عن بقية المحافظات والمدن أليست مسئولية الداخلية؟ وهل الحرب على الإرهاب سوف تنجح من خلال التصريحات البراقة من حكومة الببلاوي ووزير الداخلية أم من خلال خطة حديثة يقوم عليها شخصيات ذات كفاءة ملحوظة تعرف خطورة الحرب القائمة والوسائل المناسبة؟!
الحرب على الإرهاب مستمرة، بالفعل هي مستمرة، ولكن دون تغيير الاستراتيجية وتحديد العدو وتطوير الأدوات المستخدمة لن ترى هذه الحرب أي نجاح يذكر، وستظل التفجيرات مستمرة والجاني طليقًا والشعب المصري عليه أن يدفع الثمن من جديد!