تحتفي الأوساط الفنية والثقافية، بالكاتب المسرحي الفرنسي "إدموند روستان"، الذي تحل ذكرى وفاته اليوم الأحد، ويعد رائد المسرحية البطولية، وصاحب الحبكة الرومانسية المركبة، التي تجمع بين الواقعية المطلقة والرومانسية المفرطة، والذي جعلته يتميز في كتاباته المسرحية الرومانسية المنظمة، وذلك في عصر كان يفضل فيه كاتب المسرح المدرسة الطبيعية، وكان يعد أصغر كاتب ينتخب لتأليف مسرحية غنائية للأكاديمية الفرنسية تحت عنوان "شانكلير" وقد تأخر انتاجها ولكنها انتجت في 1910، وهي من المسرحيات الخيالية التي تتناول الطيور والحيوانات المقيمة في المزرعة والغابات، وشارك بطولتها لوسيان جتري التي جسدت دور "السيدة"، سيموني جسد دور "الدراج".
صنف النقاد المسرحيين "روستان"، بأن أعماله المسرحية فريدة في بابها بالنسبة لعصره، وكانت "الرومانتيكيون" أول أعماله المسرحية في 1894، وكانت تتناول في موضوعها قصص غرام الشباب، ورغم رحيله المبكر إلا انه ترك ارثا أدبيا مهما بين الرواية، والمسرح، وديوان الشعر، وقد انتجت أول أعماله المسرحية الهزلية "الرومانسيون" وعرضت على المسرح الفرنسي في 21 مايو 1894.
وكانت من أشهر أعماله المسرحية هي "سيرانو دي برجراك"، تلك المسرحية التي ترجمت للعربية للأديب والكاتب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي، وتعد من روائع الأدب العالمي والعربي معا، تناولت المسرحية حياة الكاتب المسرحي "سيرانو دي برجراك"، الذي كان يقال عنه الفارس المغوار وكان أيضا جنديا في الجيش الفرنسي، وكبر حجم آنفه كانت سبب شقائه، لانها كانت العقبة بين غرامه فكان الاخرون يسخرون منه وكان لا يطيق ذلك، مما جعلت النزاع قائما بينه وبين خصومه وأعدائه التي كانت تنتهى دائما بالمبارزة وينتصر في نهاية هذا التبارز، ونظرا لكثرة أعداءه وخصومه كانت السبب في قتله عن طريق سقوط خشبة على رأسه، وهناك روايات أخرى تقوله انه توفى بسبب إصابته بمرض الزهري.
كانت "روكسان" ابنة عم "سيرانو دي برجراك" تلك الفتاة المتعلمة شديدة الذكاء مولعة الأدب والشعر وكانت تعيش عيشة ثرية بسبب ثروة أبيها، وكان "كريستيان" من نبلاء الريف، ووفد إلى باريس للالتحاق بفرقة الجيش الفرنسي، والذي أحب روكسان الفتاة، وساعده "سيرانو" في حبها له، ولكن الحقيقة أن سيرانو هو من ضحی بنفسه في سبيل سعادتها بفعلته هذه.
